رئيس جامعة الأزهر يؤكد أن الحرية في الإسلام هي الأصل ويحذر من التشدد في الفتوى

TT

حذر الدكتور احمد محمد الطيب، رئيس جامعة الازهر من خطورة تشدد بعض العلماء في الفتوى وتكفير المجتمع. وقال ان الحرية اصل ثابت في الاسلام، فالشريعة الاسلامية ارتقت بحقوق الانسان وجعلتها في مكانة الفروض. واضاف الطيب خلال حديثه في الندوة التي نظمها المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة تحت عنوان «الحرية في الاسلام» اخيرا ان الاسلام هو دين الحرية، مؤكدا ان حرية العقيدة امر من اهم الحقوق التي نص عليها الاسلام. قال تعالى: «وقل الحق من ربكم» فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وقال الطيب ان التشدد والغلو في الدين ليس من الاسلام لان الشريعة الاسلامية اباحت كل شيء الا ما قيده نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة وبالتالي لا يجوز تكفير اي مسلم الا اذا انكر معلوما من الدين بالضرورة، مؤكدا ان الامور المختلفة فيها بين الفقهاء ليست في درجة الشيء الذي جاء بشأنه نص قطعي لا يمكن الاجتهاد معه فلا يمكن تكفير مسلم انكر امرا من الامور المختلفة فيها.

وأكد الطيب ان القضاء على التشدد والتعصب في المجتمع الاسلامي لن يكون الا بالرجوع الى المنهج الذي يربط المسلم بتراثه الاسلامي الذي ينشئ افرادا متوازنين يعترفون بالآخرين وان اختلفوا معهم. واضاف ان الاسلام قضى على كثير من الخرافات التي كانت سائدة في الجاهلية وعمل على توحيد العادات والتقاليد في الجزيرة العربية.

وأكد الطيب ان العلاقة بين الحضارة والعولمة علاقة تضاد لان العولمة الغربية تريد ان تصبغ العالم بحضارة واحدة مهيمنة، وعقد الطيب مقارنة بين الحرية في الحضارة الاسلامية والحرية في الحضارة الغربية، موضحا ان الحرية في الحضارة الاسلامية لا يستطيع ان ينزعها احد من احد، اما الحرية في الحضارة الغربية فيستطيع ان يحجبها من منحها.

ومن جانبه اكد الدكتور عبد الصبور مرزوق، الامين العام للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة، ان الحرية في الاسلام هي الاصل، مشيرا الى ان الاسلام سبق جميع مواثيق الامم المتحدة في تقرير حقوق الانسان وان هذه الحقوق مصانة في الاسلام عبر النصوص الثابتة في القرآن والسنة ولا يمكن لأحد تجاوزها.

وحذر الدكتور مرزوق من ظاهرة الخلط بين الارهاب والجهاد في الاسلام، كما يروج لذلك الاعلام الغربي، مؤكدا ان الجهاد في الاسلام شرع لاهداف سامية وهو علامة حضارية نعتز بها.

وقال ان الاسلام لم يشرع الجهاد والقتل الا على سبيل الاستثناء لدفع الظلم عن المظلومين، وللجهاد في الاسلام آداب واخلاقيات تحرم على المجاهدين قتل الامنين او الابرياء او تهديم المنازل او تدمير المنشآت او اي عمل يؤدي الى التخريب والفوضى.