رئيس جامعة الأزهر الجديد: نرفض أي تدخل خارجي في المناهج التعليمية بالأزهر

د. الطيب: عملت عاما ونصف عام بالإفتاء لم أشهد خلالها أي تدخلات من أحد في عملي

TT

نفى الدكتور احمد محمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الجديد وجود ضغوط خارجية لتغيير المناهج التعليمية في الأزهر، مؤكدا ان جميع خطط تطوير الدراسة في الأزهر يضعها أبناء الأزهر ولم يتدخل فيها أحد من خارج الأزهر.

وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» انه سوف يطبق سياسة الباب المفتوح لحل مشكلات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالاضافة الى تحديد اختصاصات المسؤولين من قيادات الجامعة حتى يمكنه متابعة سير العملية التعليمية بشكل دقيق.

كما نفى تعرضه لضغوط أو تلقيه تعليمات من أحد بالتدخل في عمله كمفت، مؤكداً أن العلاقة بين دار الإفتاء والأزهر وباقي المؤسسات الدينية في مصر علاقة ترابط وتعاون وليست صراعا.

* هل كنت تتوقع تعيينك رئيساً لجامعة الأزهر، وأيهما أفضل لك رئيساً للجامعة أم مفتيا؟

ـ كنت اسمع انني ضمن المرشحين لمنصب رئيس جامعة الأزهر، ولم أعلق فاذا كان الله عز وجل قد أراد لي هذا المنصب فإنني أدعوه أن يعينني على أداء المسؤولية، وعندما أبلغني الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بخبر التعيين شعرت بالسعادة لعودتي مرة أخرى الى الجامعة حيث العمل بالجامعة أنسب لطبيعتي كأستاذ جامعي أكثر من أي عمل آخر حيث بدأت العمل في الجامعة منذ عام 1969 وحتى عام 2002 وقت تعييني مفتياً.

* من باب الرد على الأقاويل، هل هناك ضغوط تمارس على المفتي أو توجه له تعليمات لاصدار فتاوى معينة أو عدم الحديث في قضايا معينة لذلك فضلت الاتجاه للجامعة بدلا من العمل بالإفتاء؟

ـ أقول وبصراحة تامة لم أشعر بهذه الضغوط خلال عام ونصف عام عملت فيها مفتياً فلم أتلق تعليمات من أحد باصدار فتاوى في أمور معينة أو لا أتحدث في قضية ما أو أن أقول شيئاً بصيغة معينة هذا لم يحدث مطلقاً.

* ما هي علاقة الإفتاء بالسياسة أو بمعنى آخر هل يجوز للمفتي أن يصدر فتاوى لها علاقة بالأمور السياسية؟

ـ عمل المفتي ليس الحديث في كل شيء بل يختص فقط بتوضيح حكم الشرع في الحلال والحرام وليس الحديث في السياسة أو غيرها، وهذا ليس معناه أن هناك حجرا على المفتي بأن يتجنب الحديث في أمور معينة بحجة أن ما يقوله يدخله في سياق السياسة لكن للسياسة رجالا ومتخصصين فيها وكل متخصص في مجاله أعلم ببواطن الأمور ودقائقها في هذا التخصص وهنا نطبق النص القرآني: «فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وهذا ليس معناه عدم تدخل السياسة في الدين فالاسلام دين متكامل يتولى أمر الانسان منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه حتى دخوله القبر، وما بين الولادة والموت يتدخل الاسلام في كل شؤون المسلم.

* هل لديك خطة معينة تسعى لتطبيقها خلال عملك رئيساً للجامعة؟

ـ أولا سوف أتبع سياسة الباب المفتوح ومتابعة سير الدراسة وتطويرها في جامعة الأزهر وحل مشاكل الطلاب بسرعة، بالاضافة الى تحديد الاختصاصات ووضع المسؤوليات بين قيادات الجامعة، فهناك أربعة نواب لرئيس الجامعة يختص كل منهم بقطاع معين، ثم هناك الأمين العام للجامعة وله أيضاً اختصاصات، ثم هناك العمداء والوكلاء، وسوف نبدأ ان شاء الله بتحديد اختصاص كل مسؤول حسب ما تنص عليه لوائح وقوانين الجامعة، حتى يمكن متابعة العمل بشكل منظم ومستمر.

* ما هي القضية التي تتصدر قائمة الأولويات لديك؟

ـ طبعاً ضمان سير العملية التعليمية بشكل منظم وان يأخذ الطالب حقه كاملا من جرعة التعليم، وأن يستفيد من كل المقررات الدراسية المرتبطة بالتراث الاسلامي، فالطالب الذي يتخرج في هذه الجامعة مرتبطاً بتراثه وثقافته الإسلامية فاهماً لأصوله يمكنه الوقوف على قدم راسخة والتصدي لأي تيارات تبغي التأثير في الهوية الاسلامية.

* يتردد أن هناك ضغوطا خارجية لتعديل المناهج التعليمية الأزهرية بما يؤدي الى تهميش المواد الشرعية، فما تعليقكم؟

ـ غير صحيح، فالذي يضع مناهج الأزهر ويدرسها هم أبناء الأزهر، وتطوير الدراسة في الأزهر ليس له علاقة بأي مشاكل تثار، فالأزهر مؤسسة عريقة ولا يجرؤ أحد أن يتدخل في شؤونه.

* البعض يرى ثمة تدخلا من جانب شيخ الأزهر في اختصاصات رئيس الجامعة، الأمر الذي سيؤثر في اتخاذك للقرار، فما تعليقكم؟

ـ الاختصاصات واضحة ومحددة وشيخ الأزهر هو رسمياً ولائحياً رئيس المجلس الأعلى للأزهر، واذا قلنا ان هناك مجلساً يحدد الخطط والسياسات لمؤسسات الأزهر فإن هذه السياسة ترسم من قبل مؤسسة أو من قبل مجلس يرأسه شيخ الازهر هو المجلس الأعلى للأزهر.

* كنت ترتدي البدلة وعندما عينت مفتياً ارتديت الزي الأزهري ثم خلعت هذا الزي وارتديت البدلة عندما أصبحت رئيساً للجامعة، فهل هناك قانون يجبركم على ذلك؟

ـ لا يوجد قانون يجبر المفتي أو رئيس جامعة الأزهر على ارتداء زي معين، وإنما جرى العرف والعادة أن يكون المفتي من علماء الأزهر، وبالتالي فهو يرتدي الزي الأزهري ليعلن انتسابه للأزهر، فالزي الأزهري يجب ان يكون قاصرا على القيادات الإسلامية وعلى رأسها منصب شيخ الأزهر ودار الإفتاء ووكيل الأزهر، فأنا من الذين يحترمون الزي الأزهري وقبل أن آتي الى دار الإفتاء كنت أرتدي الزي الافرنجي، ثم ارتديت الزي الأزهري حينما أصبحت مفتياً حسب ما جرى العرف والعادة وليس شرعاً.

* ما هي طبيعة العلاقة بين الأزهر ودار الإفتاء؟

ـ هي علاقة تكامل وتعاون وتنسيق من ناحية العمل، أما من الناحية الادارية فدار الإفتاء تابعة لوزارة العدل وجميع العاملين بها يتقاضون رواتبهم من وزارة العدل.

* لكن كيف يتم التنسيق بين دار الإفتاء والأزهر خاصة في مجال إصدار الفتاوى؟

ـ التنسيق بين دار الإفتاء ومجمع البحوث الاسلامية في الأزهر قائم، فعندما كنت مفتياً وكانت تعرض عليّ بعض القضايا المهمة لطلب الفتوى كنت أحيلها الى مجمع البحوث الاسلامية في الازهر حتى تكون الفتوى جماعية، فلم أتفرد برأي، فالعلاقة بين الأزهر ودار الإفتاء وباقي المؤسسات الدينية علاقة ترابط وليس كما يدعي البعض أن العلاقة قائمة على الصراع والخلافات، وهذا لم يحدث مطلقاً.