الحجاج ينهون اليوم حجهم من الناحية الشرعية والعديد منهم غادر إلى بلده

طائرات الهليكوبتر تساهم في إنجاح «التعجل» مروريا

TT

إمام محمد إمام وجمال بنون وماجد الكناني

ومنيف الصفوقي وأحمد عزوز

مصورون: محمد علي الشنقيطي

وغازي مهدي وعدنان مهدلي

ينهي ضيوف الرحمن اليوم حجهم لهذا العام، بعد أن تيسر لهم قضاء أيام الحج في المشاعر التي بدأت في اليوم السابع من ذي الحجة وتختتم باليوم الثالث من أيام التشريق والرابع من عيد الأضحى المبارك، حيث وقف على صعيد عرفة الطاهر يوم التاسع من ذي الحجة قرابة المليوني حاج هذا العام.

وقد غادرت أمس مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة طائرات تابعة للخطوط الجوية السعودية وأخرى تابعة لعدد من الشركات الأجنبية وعلى متنها أولى أفواج الحجيج المغادرين للأراضي السعودية إلى بلدانهم فيما انتقل بعضهم إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف وقبر النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، وذلك بعد أن تعجل الجزء الكبر من الحجاج وغادر منى بعد ان رمى الجمرات الثلاث فيما تبقى البعض ممن لم يستطع الرمي للمبيت ليلة ثالثة في المشعر ريثما يفرغ من الرمي ومن ثم المغادرة إلى مكة المكرمة.

وكانت عملية التعجل للخروج من منى أمس ناجحة مروريا إلى حد كبير حيث نفذ رجال المرور الخطة الموضوعة في هذا الشأن تساندهم الطائرات المروحية والكاميرات التلفزيونية التابعة للأمن العام في فك الاختناقات التي تحدث خاصة في مداخل الأنفاق ومفترقات الطرق التي تؤدي إلى مكة المكرمة والجسور داخل منطقة المشاعر.

وفي ما يتعلق برمي الجمرات أحكمت قوات الطوارئ الخاصة الطوق على الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات لمنع التزاحم وتدافع الحجاج وحصول ما لا يحمد عقباه مثلما حدث عندما قتل 244 حاجا وإصابة عدد مماثل منهم في أول أيام عيد الأضحى في عملية تدافع في الجسر، وصدرت توجيهات للحجاج أثناء عملية الرمي من مكبرات الصوت بمختلف اللغات بينما وقف مئات من رجال الشرطة والعاملين في المجال الطبي يتابعون الموقف عن كثب. وبفراغ الحجاج من رمي الجمرات اليوم يكون حج هذا العام قد انتهى من الوجه الشرعي، حيث يتبقى على البعض طواف الإفاضة، أو زيارة المدينة المنورة والبعض منهم يشرع في التسوق والاستعداد إلى رحلة العودة إلى بلده بعد أن أدى فريضة الركن الخامس في الإسلام، وقد أكد العديد منهم ارتياحه لما وجده من خدمات من كل النواحي، واعتبر الكثير منهم أن حج هذا العام كان ناجحا بكل المقاييس ولم ينغصه سوى الحادث الذي وقع في أول أيام عيد الأضحى المبارك في منى وراح ضحيته أكثر من 270 حاجا.

وقد بذل أفراد الكشافة السعودية في موسم هذا الحج جهدا ملموسا في خدمة ضيوف الرحمن وكان لهم الدور الأكبر في إرشاد الحجاج التائهين إلى مقار بعثاتهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تم ايصال وإرشاد أكثر من 75 ألف حاج من مختلف الجنسيات العربية والافريقية والتابعين لمكاتب خدمة حجاج الداخل وجنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا وتركيا ومسلمي اوروبا واميركا واستراليا، كما ساهم أكثر من 60 عنصرا من الكشافة في تسهيل انسيابية حركة مرور المشاة الى منطقة الجمرات، كما شارك المئات منهم في إرشاد المشاة إلى الطرق المؤدية إلى خارج منطقة المشاعر.

ومن المقرر أن تصدر السلطات السعودية اليوم التعليمات الخاصة بسفر الحجاج، وفي هذا الصدد اشار مسؤول في مكتب الوكلاء الموحد، وهو إدارة مسؤولة عن استقبال ومغادرة الحجاج، أن المكتب أعد خطة لعودة الحجاج إلى بلادهم وبذل الجهود في سبيل تسهيل سفرهم وعودتهم إلى بلدانهم. ووفقا لضوابط وتعليمات الحج فإن الحجاج الذين قدموا إلى السعودية جوا سيغادرونها وفقا لتواريخ عودتهم على تذاكر وبطاقات السفر، على أن يتولى مندوبو مؤسسة الطوافة التابع لها الحجاج مراجعة النقابة العامة للسيارات قبل ثلاثة أيام من موعد السفر، وعلى نقابة السيارات اتخاذ اللازم نحو ترحيل الحجاج من مكة المكرمة إلى المنفذ الجوي قبل موعد السفر بـ36 ساعة. أما الحجاج الذين لم تحدد مواعيد عودتهم قبل قدومهم من بلادهم فإن المؤسسة التابعين لها ستكون مكلفة بمراجعة شركات الطيران لتحديد سفرهم. وأوضح أبو زيد أن الحجاج الذين لم تسبق لهم زيارة المدينة المنورة قبل الحج ورغبوا في زيارتها بعد أداء الفريضة يصرح لهم بالسفر إليها قبل سفرهم بأحد عشر يوما كحد أعلى متضمنة يوم السفر ويوم العودة وثمانية أيام للإقامة في المدينة المنورة ويوما واحدا في جدة. وفي ما يخص مغادرة حجاج البحر، فإن تعليمات المغادرة تقضي بأن يصرح لهم بالسفر وفقا للتنسيق الذي يتم بين الإدارة العامة للحج وإدارة الجوازات ومكتب الوكلاء الموحد وشركات النقل البحرية مع أخذ التعهد على من يختار الإقامة في مدينة حجاج البحر في جدة أن يقيم فعلا بها بعد سداد أجرة الإقامة المقررة ومقدارها 80 ريالاً. وأكد مسؤول مكتب الوكلاء بأنه تم وضع خطة تستهدف التقليل من انتظار الحجاج ومنع تكدسهم في المنافذ وذلك بتسهيل الإجراءات الخاصة بهم لتمكينهم من التوجه إلى بلادهم.

واستعدت مدينتا الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي لاستقبال جموع الحجاج القادمين من مكة المكرمة، حيث أعد المسؤولون في المدينتين خطة للتفويج حسب قوائم السفر المعدة مسبقا من قبل المؤسسات وشركات الحج، كما استعدت لهذا الغرض كافة المنافذ البرية للمملكة العربية السعودية.

من ناحية أخرى غادرت مطار الملك عبد العزيز اعتبارا من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك وحتى يوم أمس عدد من طائرات الشحن السعودية تحمل على متنها آلاف الذبائح المبردة في طريقها إلى بعض الدول لتوزيعها على مستحقيها في اطار مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والاضاحي الذي يقوم بادارته وتنفيذه البنك الاسلامي للتنمية، وقد أكد الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك ان العمل جار على مدار الساعة حيث تتحرك عشرات الشاحنات المبردة خلال الساعات القادمة لإيصال لحوم الهدي والاضاحي لمستحقيها عن طريق البر في كل من الاردن وسورية ولبنان كما سيتم شحن كميات اخرى من اللحوم المجمدة عن طريق البحر الى عدد من الدول والمجتمعات الاسلامية في آسيا وافريقيا وذلك وفقا لخطة توزيع لحوم الهدي والاضاحي المعتمدة لموسم حج هذا العام المتضمنة توزيعها على مستحقيها في 26 دولة.