أيام التشريق تعرف بأيام «منى» و«النحر» و«المعدودات»

TT

سميت أيام الحج الثلاثة التي تلي الوقوف بعرفة ويوم العيد الذي لا يدخل ضمن هذه التسمية، بـ «أيام التشريق»، نسبة لكون الحجاج ينشرون فيها لحوم أضاحيهم وهديهم تحت الشمس، أي يجففونها، وتسمى التشريق أو «التقديد» كما تعرف بالفصحى، وهو تقديد اللحم وتجفيفه تحت الشمس حتى يجف، لأن لحوم الأضاحي كانت تشرق فيها وكانوا يجففونها في منى.

وقيل سميت هذه الأيام بـ «أيام التشريق»، لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس، أي تطلع. وقيل سميت بهذا الاسم لأن العرب كانوا قديماً يقولون «أشرق ثبير كيما نغير»، وثبير أحد جبال منى، وكيما نغير أي لكي ندفع للنحر، كما جاء في كتاب ابن الأثير «النهاية في غريب الحديث والأثر».

كما أن هذه الأيام الثلاثة تسمى أيضاً بـ «المعدودات»، لقوله تعالى في كتابه الكريم: (واذكروا الله في أيام معدودات)، وهي أيام 11 ـ 12 ـ 13 من ذي الحجة، ويقال لليوم الأول منها «يوم القر»، حيث يقر ويمكث الحجاج فيها بمنى، أما الثاني فيسمى بـ «النفر الأول»، حيث يجوز لهم العجل فيه أو النفر فيه لمن يريد السفر إلى أهله وإنهاء الشعيرة قبل أن يأتي عليه الغروب، فيما سمي اليوم الثالث بيوم النفر الثاني. كما تعرف أيضاً بأيام منى، وأيام رمي الجمار، وأيام النحر، لكن المعروف فقهياً هو «أيام التشريق» أو أيام منى. ومن المعرف ان الحجاج يبيتون هذه الأيام في منى، ويصلون فيها ثلاثا من صلواتهم الخمس قصراً، حيث يصلى الظهر ركعتين والعصر أيضاً، والعشاء ركعتين، فيما يصلون المغرب ثلاثا والصبح كما هي ركعتان، وكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إبان خلافته قد أتم صلواته حينما حج، وقد خالفه جمع من الصحابة والتابعين، وقالوا إنه كان اجتهاد منه رضي الله عنهم أجمعين.