عداوات وأغاليط في مناهج الغرب

يوسف عبد الرحمن *

TT

لا ريب في أن الكتابات التي تناولت محاولات التدخل الغربي في مناهجنا التعليمية اسرفت في تبني استراتيجية دفاعية عن الاسلام، وكأن الأخير ماثل في قفص الاتهام ويحتاج الى من يدافع عنه ويظهر سماحته واحترامه للآخر ويكشف حجم التآمر والمكائد التي تريد النيل منه، بل واثبات براءته من أعمال الشطط والعنف التي تجري هنا وهناك.

والحقيقة التي لا مراء فيها أن الجهات الغربية التي تسعى الى تغيير المناهج التعليمية تنظر الى الاسلام بعقلية قاصرة مجتزأة على مبدأ «لا تقربوا الصلاة» وهي تروج لأغاليط عن الاسلام والمسلمين وتنتزعها من سياقها القرآني او النبوي او تستدعيها من ذاكرة الاعلام المضللة للحقائق دون ان نتجشم عناء رد الامر الى اهله والوقوف على حقيقة ظنهم السيئ وقد نسوا ان الاسلام دين كامل متكامل نزل من عند الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للرسول فيه الا دور المبلغ عن ربه. ولم يكن لعلماء المسلمين فيه دور الا التلقي والتبليغ والتعليم، وأن القرآن الكريم بقي خالدا وسيظل خالدا الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وبقي تحديه للبشر قاطبة ان يأتوا بمثله او ببعض من مثله منذ ان انزل وسيبقى على مر العصور وتعاقب الأمم والى آخر الدهر ولا يستطيع كائن من كان ان يبدل منه او يحرف منه لأن الله قد تكفل بحفظه مهما حاول اعداؤه ان يطمسوا او يغيبوا بعضا من حقائقه مهما صغرت.

وهؤلاء المدافعون عن الاسلام اصحاب حق لأن الخصوم اجتزأوا بعض المقولات بعيدا عن مقاصدها العامة والنظرة الشاملة المرادة، فوقعوا في هذا العداء السافر للاسلام والمسلمين وراحوا يجيرون الضغوطات السياسية والاقتصادية واستخدام منطق القوة لاجبار البلدان الاسلامية على تغيير مناهجها وحذف النصوص التي توضح منهج التعامل مع اعدء الاسلام، بل والعمل على تفريغ الاسلام من مضمونه او صناعة اسلام معدل ومفصل على المزاج الغربي.

واذا كان هؤلاء الخصوم يتعللون بأن هناك فئة من المسلمين انحرفت عن التصور الاسلامي الصحيح وانتهجت سبيل الغلو والتشدد وابتعدت عن جوهر الاسلام، فإن هذه كلمة حق يراد بها باطل، لأن هذه الفئة قليلة العدد فيما السواد الاعظم من المسلمين يدين بالاسلام الوسطي المعتدل الذي يؤمن بالحوار مع الآخر وحقه في الوجود. قال تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين، انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» (الآيات: 8 ـ 9 سورة الممتحنة).

كما ان المغالاة ظاهرة لا جنس لها ولا عرف ولا دين واتباعها يوجدون في كل بلاد الدنيا على اختلاف مشاربها وعقائدها السماوية والوضعية، وكل صاحب لب يأبى اعمالهم. وحتى لا اتهم بالإسهاب في الدفاع عن المنهج الإسلامي في التربية، كما اخذت ذلك على غيري وكأنه متهم، فإني أرى من الانصاف ان نقرأ ونحلل المناهج التعليمية للآخر او بمعنى آخر: ماذا عن صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية الغربية؟! وهل هذه المقررات تنصف الاسلام والمسلمين ام تضعهم في خندق الاعداء؟ وهل مضامين هذه المناهج تربي النشء الغربي على الايمان بحقوق الآخرين والسلام الاجتماعي كما تدعي الطروحات الغربية؟ أتصور ان هذه التساؤلات قد شغلتني خلال الفترة الاخيرة وازعم انني اجتهدت في العثور على بعض المراجع التي اضاءت عقلي حول هذا الامر وقدمت جانبا من الاجابات عن هذه الاستفهامات المهمة.

وقبل ان اخوض في قراءة ملامح الرؤية الغربية لصورة الاسلام والمسلمين في مناهجهم التعليمية وتنشئة عقول ابنائهم الغضة عليها وحشوها بكم هائل من المعلومات الخاطئة ادعو الغربيين الى قراءة الاحكام والتعاليم الاسلامية بموضوعية وبصورة اعمق وأشمل بعيدا عن الانطباعات الاستباقية او الربط الخاطئ بين ممارسات ثلة من المغالين والمنهج الاسلامي. وعندئذ سيجدون انفسهم امام منهج متكامل ومتوازن، لا يعرف الشطط او الغلو اليه سبيلا، وسيكونون اول الداعين الى تربية وفق المنهج الاسلامي واسألوا رموز الفكر الغربي الذين دانوا بالاسلام، كما اننا نؤمن بأن القرآن الكريم بوصفه المصدر الاول للإسلام هو وحي من السماء، والله سبحانه وتعالى جلت عظمته وحكمته منزه عن ان يرسل الينا بكتاب يشيع بين البشر الصراعات والنزاعات وغير ذلك مما يتصوره البعض.

ان الحرب الشعواء ضد العرب والمسلمين تعاظمت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ونشطت الدوائر الغربية في توجيه اصابع الاتهام الى الاسلام كدين وعقيدة وهو من هذه الاحداث براء، وآية ذلك ان جماهير ومؤسسات المسلمين قد ادانتها واستنكرتها والعجيب ان من افرازات هذه الاحداث ارتفاع صوت هذه الدوائر بتغيير المناهج في الدول العربية والاسلامية على قاعدة بعض المعطيات السابقة، في حين ان المناهج الغربية تعج بالمغالطات عن الاسلام والمسلمين، ولا تفسير لهذه التوجهات الغربية الا الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين وادعاء امتلاك الحقيقة الكاملة. ان الكتب الدراسية الاميركية تغرس في اذهان ابناء الاميركان صورا نمطية سلبية، تعمم فيها سمات القلة الشاذة (الشذوذ سلوك سائد في كل المجتمعات) على السواد الاعظم، فتصف المسلمين والعرب بأنهم «اثرياء كبار يسعون لشراء اميركا» ويتسببون في ارتفاع اسعار العقارات، وزادت بأنهم «يكرهون الغرب والمسيحيين». وفي ذلك استخفاف بعقول شعوبهم، وتفرط هذه المناهج في استعداء طلابها ضد العرب والمسلمين وشحن عقولهم بطاقات عداء هائلة من خلال ما تضمنته من مقولات «العرب اعداء العالم ومثيرو الحروب» و«العربي وثني كافر والاسلام ديانة غير متسامحة»، بل وصل تشويه الشخصية العربية والاسلامية الى حد وصفها بأنها تحترف مهنة «الرقص وهز البطن»!! وتأكيدا لهذه المقولات المشوهة لصورة العربي والمسلم في الادبيات الغربية يقول نيكولاس هوفمان الصحافي بجريدة «واشنطن بوست»: «لم تشوه سمعة جماعة دينية او ثقافية او قومية ويحط من قدرها بشكل مركز ومنظم كما حدث للعرب».. لماذا؟ ولحساب من؟ ولا يخفى ان هذه المضامين السلبية ضد العرب والمسلمين تزرع بذور الكراهية والازدراء؟ وهذا ما يذهب اليه عالم التربية الشهير لوثر ايفانز، حينما يقول: «ان الكتب المدرسية والمدرسين يمكن ان يكونوا بمنزلة البذرة لمحصول من التفاهم الدولي والصداقة الدولية من خلال عرض الحقائق عرضا صحيحا من الناحيتين الكمية والنوعية وبمنظور سليم، ولكن يمكن ايضا ان يكونوا بذرة لمحصول من سوء التفاهم والكراهية والازدراء تجاه انماط الحياة الاخرى من خلال عرض المقولات غير الدقيقة وغير المتوازنة وغير المناسبة على انها حقائق».

هذا وقد قامت مجموعة من الباحثين الغربيين والعرب بدراسة صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية الاميركية وتبيان الحقيقة ومنهم جايد بيري وعدوية العلمي ووليام جربيورلد واياد القزاز والكيه كيني وغيرهم وتوصلوا الى جملة من النتائج المؤلمة والمحرضة ضد الاسلام والمسلمين وفيما يلي جانب منها:

ـ الكتب تصور الاسلام على انه لا يقبل التسامح وتخلط بين العرب والمسلمين وتمجد الدولة اليهودية (لماذا هي فقط) وتقدمها مع تجاهل اي مطالب للفلسطينيين والعرب، بل وتصورها على انها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط! ـ تصوير المجتمعات العربية على انها تعيش حياة البداوة القذرة وأن قلة من اصحاب الملايين لا هم لهم الا ركوب السيارات الفارهة. وهل يمكن لهذه القلة شراء أميركا؟؟ يا للسخف.

ـ تشويه الدين الاسلامي من خلال التركيز على خصائص الروح القتالية في الاسلام ودون الاشارة الى ان القتال في الاسلام الهدف منه رد المعتدي والدفاع عن النفس ـ وأين هذا من الغزو الاستعماري لبلاد العالم؟

ـ تجاهل الاسهامات الاسلامية في الحضارة الغربية، وماذا تقول المفردات الباقية ليومنا هذا الدالة على اصولها العربية الاسلامية؟! ـ التعرض للمعتقدات الاسلامية بصورة شائهة مثل الحديث عن تعدد الزوجات (دون ذكر ضوابطه وأحكامه)، وأين هذا من تعدد العشيقات والعشاق لكل من الزوجين لدى المسلمين، وعدم معرفة كل طرف بما يفعله الطرف الآخر.

ـ معالجة الصراع العربي الاسرائيلي من وجهة النظر الاسرائيلية (في انحياز سافر للكيان الصهيوني وممارساته القمعية).

ـ تصوير المرأة المسلمة بأنها ذات مركز متدن للغاية وحقوقها ضئيلة وعليها ان تطيع زوجها في كل شيء رغم أنفها ولا يجري تشجيعها على التعليم، ونساء المسلمين حريم مترفات، راقصات عاريات، غير متعلمات، اسيرات المنازل، سلبيات!! أليس لهؤلاء عيون ترى وآذان تسمع وعقول تنكر؟! ـ تصوير المسلمين على انهم ارهابيون، سفاحون، محاربون، متطرفون، مغتصبون، مضطهدون للمرأة!! وهل نبت الارهاب وترعرع، ثم انتشر في غير اميركا والغرب؟

من الملاحظ في هذا الاطار ان المناهج التعليمية الاميركية هي الاولى بالتعديل وحذف كل هذه العداوات والتعميمات الخاطئة والتصورات المنحرفة والبيانات المنقوصة عن الاسلام والمسلمين، وتمتد هذه الصوة السلبية لتسهم في بلورة المناهج البريطانية من خلال تكريس المركزية لنموذج عنصري يظهر ان هناك تفوقا حضاريا اوروبيا مطلقا على الحضارات الاخرى غير الاوروبية وفي طليعتها الحضارة الاسلامية، وقد استطاع الباحث خلدون الشمعة في بحث حول النزعة الاوروبية تصنع الآخر الابليس ان يثبت ان المركزية الاوروبية تسعى الى تحويل صورة الآخر الى رمز للشر المطلق، وتكمن المفارقة في سقوط الدور العربي والاسلامي في تكوين الحضارة الغربية من حسابات المؤرخين فيما اقترن ذلك بإبراز التراث العبراني (لماذا) وتكريس مفهوم الحضارة المسيحية اليهودية في تجاهل متعمد للحضارة العربية والاسلامية، ولا شك في ان هذه الصورة السلبية المزيفة تشكل أحد مصادر الوعي الاوروبي وأدواته اللغوية، خاصة في المناهج الدراسية، الامر الذي لا يسهم في نجاح حوار مع الآخر، بل في عداء وتزييف للحقيقة وبناء مواقف على هذا الاساس الخاطئ.

وتسعى الكتب المدرسية الفرنسية الى تعميق هذا النموذج السلبي في الذهنية الغربية، حسب دراسة للباحثة مارلين نصر، حيث تقدم القصص التعليمية الشخصيات العربية في ثوب دوني اذا كانوا تابعين، وبطابع عدائي اذا نجحوا في الهرب من نفوذ الشخصيات الفرنسية، ويبدو نقص الشخصيات العربية خلقيا وعقليا واقتصاديا ومهنيا اذا قورنوا بصفات وأدوار لشخصيات فرنسية في النصوص المدرسية، وتصف الكتب الدراسية الفرنسية المسلمين بأنهم غزاة! وقراصنة! (عند الحديث عن فتوحات الاسلام ودون الاشارة لقيمه وتعاليمه)، بل تجاهلت المقررات الغزوات الفرنسية الاستعمارية التي طالت بعض البلدان الاسلامية وغيرها والى يومنا هذا! وفي اسبانيا ما زالت المناهج الدراسية تتناول الاسلام على انه «الدين الذي ابتدعه محمد، يسمح بتعدد الازواج ويأمر بقتل غير المسلمين ويحرم الخمر والخنزير، لأن محمدا كان ثملا ذات يوم فعضه خنزير ولما استفاق حرم الخمر والخنزير معا» هذه الترهات والاضاليل تدليس في مناهج التعليم الاساسي، وفي المرحلة الثانوية تصور المناهج الاسلام على انه «دين العنف والحرب والتسلط وهو دين متأخر ومع ذلك يسعى الى احتلال اراضي الغير، انه خطر على المسيحية وعلى قيمها الروحية» وفي دراسة اجرتها المستشرقة الغرناطية اميليا الونو على 27 معجما و7 من الموسوعات المؤلفة ابان حكم فرانكو حول اثنتي عشرة مفردة من المفردات ذات العلاقة بالاسلام انتهت الى ان جميعها ذات قيمة ثقافية ضحلة ومعان قذعية، وتصف الله (جلت قدرته) بأنه رب العرب وان «القرآن هو كتاب محمد ذو الشعائر الزائفة والاحكام السخيفة والطقوس التي تقوم بها طائفة محمد البغيضة» هذا فضلا عن بعض الموسوعات التي ترى بأن محمدا هو منتج الديانة الاسلامية ومؤسسها وان ربه لم يسمح له بالزواج بأكثر من أربع نساء ولكنه لم يطبق ذلك على نفسه وتزوج بكثيرات!! (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم).

اما المناهج في ايطاليا فتقدم الشخصية العربية ـ كما تقول الدكتورة كونشيتاكورسيللي المتخصصة في المناهج ـ على انها متخلفة حضاريا وبعيدة كل البعد عن انماط التفكير الحديثة، ويستطيع المدرس في الفصل الايطالي ان يقرر على تلاميذه ما يشاء بفضل الحرية النسبية الممنوحة له، فإن كان حاقدا وكارها للعرب والمسلمين استطاع ان ينقل صورة سلبية وان كان منفتحا ومثقفا فإنه سيحاول نقل الصورة الحقيقية، كما ان المناهج الايطالية ما زالت تنظر الى العرب في مادتي التاريخ والجغرافيا على انهم من البدو الذين يعيشون في الصحراء وان حياتهم بدائية في تجاهل سافر للتطور الذي لحق بالعالم العربي خلال السنوات الاخيرة، وتناست ان الاستعمار الغربي ومنه الايطالي هو ـ ولا يزال ـ العائق الاكبر بوجه تقدم العرب وغيرهم من الأمم.

وليس غريبا ان تغدو كلمة عربي او مسلم في المناهج الدراسية والتربوية الروسية صنوا للتخلف والتزمت وممارسة العنف والارهاب والاتحاد السوفياتي السابق هو الذي حارب الاسلام ردحا طويلا من الزمن وصدر للعالم العربي والاسلامي افكاره المادية والماركسية، وترسم المناهج التعليمية في روسيا صورة العربي على انه الثري الجاهل، البعيد عن المدنية الطارئ على الحضارة، كما تنظر الى الاسلام على انه دين يدعو الى محاربة ابناء الديانات الاخرى، كما حاربهم في دول وسط آسيا وافغانستان والشيشان!! وامعانا في الزيف والاكاذيب تعرض بعض المقررات الالمانية الاسلام على انه كلف كل مسلم بمقاتلة اعداء الاسلام الذين لا ينصاعون للقرآن تبعا لمبدأ الجهاد حتى يتحقق للعرب والمسلمين وحدتهم في دولة واحدة!! كما تضم معلومات ساذجة وشائهة لا تمت للحقيقة بأي صلة ومنها ان من اهداف الحج عند المسلمين تقبيل الحجر الاسود وحمل لقب حاج، وتوضيح وضع العرب في الجاهلية بذكر حوار وهمي بين عربي من الجاهلية ويهودي، (لماذا يهودي)؟

ومن خلال هذا الحديث تترسخ صورة العربي الساذج الجاهل، واليهودي الحكيم المتعلم!! وهذا من شأنه ان يؤثر بطريقة غير مباشرة في موقف التلاميذ من القضية الفلسطينية، وفي أحد المقررات يسوق كاتب الماني حوارا في منتهى السخف بين الماني وبين شابة تركية عفيفة ترتدي الحجاب وتلتزم بخلق الاسلام، يحاول فيه الالماني اقناعها بان الحجاب دليل على التخلف وقمع الرجل للمرأة وانه يحرمها من الذهاب للسينما وحياة الشباب والفسق والفجور. واذا كان البعض يتعلل بموقف الاسلام من اليهود الغاصبين ويتخذ من ذلك ذريعة للتدخل في مناهجنا وحذف النصوص والاحاديث التي تدعو الى الجهاد ضد المعتدين، فهؤلاء مدعوون الى قراءة فلسفة تربية الناشئة الصهيونية التي تتركز فيما يلي:

ـ ان اليهود أمة واحدة ولذلك كان لا بد من حصر جميع اليهود الذين هاجروا الى فلسطين من جميع انحاء العالم في بوتقة واحدة على اساس اللغة العبرية والدين اليهودي.

ـ أن أرض (إسرائيل) هي وطن هذه الأمة ولا بد من العودة إلى هذا الوطن والارتباط به.

ـ اعادة صياغة الأمة اليهودية وفق الروح اليهودية والثقافة اليهودية وحيا من الدين اليهودي واللغة العبرية وتطبيق ذلك على جميع القوى في (إسرائيل) من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.

ـ اعتبار التوراة في اصولها العبرية المصدر الاساسي للتاريخ القومي وجغرافية الوطن.

ـ اعتبار الشعب اليهودي هو شعب الله المختار، الذي هو فوق كل الشعوب والذي سخرت الشعوب لخدمته، حتى الشعوب الاميركية والاوروبية المناصرة له.

ـ ايجاد المجتمع العسكري الدائم عبر تدريب الشعب كله على الجندية لمدة طويلة وادخال التدريب العسكري الى المدارس.

ـ الايحاء للناشئة اليهودية بأن العرب يعملون على ابادتهم، وملء المناهج الدراسية بالبطولات الخارقة للشعب اليهودي وأن الله وعدهم باستخلافهم في الارض وتذكيرهم بأيام الاذلال والمهانة والمذابح.

ـ التنكر للوجود العربي الاسلامي عبر التاريخ في مدينة القدس واعتبارها مدينة يهودية خالصة يقترن وجودها التاريخي بوجود المؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية. (مع عجزهم عن العثور على أثر واحد لهيكلهم المزعوم)؟! ـ اعتبار سائر المعابد والكنائس والمساجد اماكن اثرية يهودية بنى المسيحيون والمسلمون دور عبادتهم ومؤسساتهم على انقاضها زاعمين ان الحرم المقدس الشريف اقيم على انقاض هيكل سليمان.

ـ القدس تمثل رمز الاستعلاء والتفوق العرقي اليهودي على بقية الشعوب لأنها ـ كما يزعمون ـ تعتبر مجمع صفوة الأمة اليهودية من انبياء وملوك وقادة يهود عبر التاريخ (هل يفهم هذا المجتمع الغربي)! هذه بعض القيم التربوية الصهيونية التي تعج بها المناهج التعليمية، وقد لوحظ انها ممزوجة بتعاليم التوراة، فلماذا لا تطالب الدوائر الغربية بتغيير هذه المناهج التي تفيض بالاستعداء ضد العرب والمسلمين وباقي الشعوب وتكوين الشخصية العدائية.

بعد هذه القراءة التي أبرزت صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية في العديد من دول العالم، ندعو عقلاء المسلمين والغرب الى الالتفات الى مخاطر استمرار تدريس هذه الصورة المشوهة عن العربي والمعلم ومن يقف وراءها والتي شكلت على غير الحقيقة، ولا بد ان نذكر ان الفضل في كشف خفايا هذه الصورة يعود الى مجموعة من الباحثين المتميزين الذين اجادوا في عرضها ضمن كتاب المعرفة الذي يصدر عن وزارة التعليم السعودية.

* صحافي كويتي