دعوة مصرية لإنشاء معهد لتحفيظ القرآن في الأزهر

TT

أوصى المجلس القومي للبحث العلمي والتعليم في مصر بإنشاء معهد عال في الازهر لتخريج متخصصين في تحفيظ القرآن الكريم، بعد تدني مستوى الحفاظ له من خريجي الكليات الازهرية.

وحدد المجلس في اجتماعه اخيرا برئاسة الدكتور عاطف صدقي المشرف على المجالس القومية المتخصصة شروط الالتحاق بهذا المعهد في ان يكون المقبولون من حملة الشهادة الثانوية الازهرية ومنح طلابه حوافز مادية لتشجيع الالتحاق به، ولا يخضع لنظامه التنسيق وتوفير كل الامكانات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق اهدافه.

ودعا المجلس الى اعادة انشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتي كانت قائمة قبل صدور القانون رقم 103لسنة 1961 وبعد ان تضمنت خطط الدراسة بالمعاهد الازهرية حصصا لتدريس مادة القراءات للطلبة المكفوفين فقط بدلا من مواد الرياضة والعلوم المقررة على المبصرين من الطلاب، وان يكون الاصل في الطالب منذ التحاقه للدراسة بالازهر حافظا للقرآن الكريم.

وشدد خبراء المجلس على اهمية اعداد معلم كفء للقرآن الكريم وتحسين مستوى الأداء في المعهد المنتظر حتى يحفظ الاسلام لدارسي القرآن اهم مقومات حياتهم، مشيرين الى ان أهم معوقات النهوض بتحفيظ القرآن بالمعاهد الازهرية اسناد التحفيظ الى ما يطلق عليه محفوظو الضرورة وهم المعينون ولا يحملون مؤهلات علمية أو محفظون من بين المدرسين من ذوي المؤهلات المتوسطة والعالية وعدم الجدية في تدريس مقرر القرآن الكريم وساعد على ذلك ضعف المتابعة والتقويم.

كما اورد خبراء المجلس معوقات اخرى لعدم النهوض بتحفيظ القرآن منها ارتفاع نسبة التسرب في بعض المعاهد الابتدائية مما يقلل من اعداد الحافظين للقرآن الكريم وضآلة الحوافز المادية والادبية للمحفظين واهمال طريقة التحفيظ الفردي واللجوء الى طريقة التحفيظ الجماعي وعزوف خريجي معاهد القراءات عن العمل في المعاهد الازهرية وتفضيلهم العمل في الدول العربية.

وذكر خبراء ان التعديل المتكرر في المنهج الخاص بتحفيظ القرآن الكريم ادى الى انتشار ما يمكن تسميته بأمية حفظ القرآن الكريم بين التلاميذ، ومعاناة المعاهد الازهرية من العجز الكبير في عدد محفظي القرآن الكريم سواء على المستوى الكمي أو على المستوى الكيفي اضافة الى عدم الجدية في اجراء الامتحانات ضبطا وتسييرا وتصحيحا وعدم تحليل نتائج الامتحانات على اسس علمية سليمة بهدف تلافي أوجه القصور.

ودعا المجلس الى ان يعود الازهر الى ان يكون بيت القرآن الكريم حفظا وتلاوة وتجويدا وتدريسا لعلومه، اذ كان الشرط الاساسي لالتحاق الطالب بالدراسة في الازهر في المرحلة الابتدائية (الاعدادية حاليا) ان يكون حافظا للقرآن الكريم كله، وعدم قبول الاستثناءات في هذا الشأن، ويظل الطالب مراجعا لحفظ القرآن حتى الحصول على الاجازة العالية في احدى كليات الازهر.