وزير الأوقاف المصري: الحملة على الإسلام في الغرب ظالمة وتتنافى مع قيمه وتقاليده السمحة

TT

نفى الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف المصري بشدة ارتباط الاسلام بالارهاب، مؤكدا ان الحملة الظالمة التي تشن على الاسلام في الغرب تتنافى تماما مع قيمه وتقاليده السمحة التي ترفض كل اشكال الارهاب والتطرف، مشيراً الى انه من الظلم البين اتهام خمس سكان العالم بالارهاب نتيجة لتصرفات بعض الحمقى الذين ينتسبون اليه. وشدد وزير الاوقاف على ضرورة التفرقة بين تعاليم الاسلام وبعض السلوكيات الخاطئة لبعض المسلمين خاصة ان التعصب موجود لدى بعض الجماعات في كل الاديان، لافتا الى ان الارهاب اصبح ظاهرة عالمية لا يختص بها اتباع دين معين دون بقية الاديان وانه من الظلم البين الصاق الارهاب بالدين الاسلامي وحده دون غيره. وقال الوزير خلال لقائه اخيرا وفداً من اساتذة الجامعات بالاكاديمية الكاثوليكية الالمانية ضم عددا من الاعلاميين برئاسة ماتياس كوب المتحدث الصحافي للفاتيكان ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر الشباب بالمانيا عام 2005 إن مصر استطاعت ـ بفضل ايمانها بوسطية الاسلام واعتداله ـ القضاء تماما على الارهاب والتطرف، مشيرا الى ان مصر احتضنت جميع الثقافات والمذاهب والتيارات منذ فجر التاريخ وأنها تمد يدها دائما مرحبة بالتعاون المثمر من اجل مصلحة الانسان باعتبارها بلد الازهر الذي ظل وسيظل منارة للاشعاع الديني والثقافي والفكري. وقال الدكتور زقزوق ان الاسلام يشكل دعوة صريحة للتسامح والتراحم والتآخي بين جميع البشر بصرف النظر عن عقائدهم واعراقهم فالناس جميعا خلقوا من نفس واحدة وقد امر الاسلام باحترام النفس الانسانية وتكريمها وحرم العدوان عليها وجعل الاعتداء على نفس واحدة بمثابة اعتداء على البشرية كلها. واعرب وزير الاوقاف عن امله في تكثيف الجهود الدولية لدعم الحوار بين الاديان والحضارات باعتباره الوسيلة الوحيدة للتقارب بين الشعوب والحضارات وزيادة التعاون بينها لإزالة اسباب التوتر وسوء الفهم لترسيخ دعائم الاستقرار في العالم. وأوضح الدكتور زقزوق ان الاسلام قدم للانسانية نموذجا رائعا في الاعتراف بالآخر واحترام عقيدته وثقافته وحضارته والتعايش الايجابي بين البشر. واستعرض الدكتور زقزوق خلال اللقاء الرؤية الاسلامية الصحيحة في العديد من القضايا الهامة المثارة على الساحة الاعلامية وموقف الاسلام منها مثل «القضية الفلسطينية» والموقف المصري منها، مشيراً الى ان القضية الفلسطينية قضية محورية لا بد من تضافر الجهود العالمية لتسويتها التسوية العادلة والشاملة. كما استعرض الدكتور زقزوق التجربة المصرية في استثمار اموال الوقف الخيري لخدمة الدعوة الاسلامية في الداخل والخارج.

وقدم وزير الاوقاف لأعضاء الوفد شرحا للجهود التي تبذلها وزارة الاوقاف بشكل متواصل لتصحيح صورة الاسلام في الخارج والرد على الافتراءات والمغالطات التي تلصق بالاسلام، وذلك من خلال «الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغات المختلفة» و«التوسع في اصدار المطبوعات والموسوعات الاسلامية المتكاملة» و«ايفاد اكفأ دعاة الوزارة الى انحاء العالم كافة لتقديم الصورة الصحيحة للاسلام»، بالاضافة الى «عقد المؤتمر الدولي السنوي للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الذي يشارك فيه علماء ومفكرون من انحاء العالم لمناقشة قضايا العالم الاسلامي والامة الاسلامية وتصحيح صورة الاسلام وايضاح حقيقته السمحة». كما قام الدكتور زقزوق في ختام اللقاء باهداء جميع اعضاء الوفد نسخة من كتابي «الاسلام في مواجهة حملات التشكيك» و«الاسلام وقضايا الحوار» باللغة الالمانية. من جهة اخرى قررت وزارة الاوقاف المصرية عقد دورة تدريبية لتدريب الائمة والدعاة على تحديث الخطاب الديني والنهوض بالدعوة الاسلامية في داخل وخارج مصر.

وتستمر الدورة لمدة شهرين، ويشارك فيها 1088 إماما من ائمة المساجد التابعة لوزارة الاوقاف، حيث يتلقى المتدربون برنامجا شاملا في العقيدة وتجديد الخطاب الديني واللغة العربية والاعلام والحضارة وقضايا معاصرة، وذلك على يد كبار اساتذة جامعة الازهر والخبراء لرفع مستوى الائمة والدعاة وتأهيلهم التأهيل المناسب حتى يكون الامام والداعية ملما بأحوال الناس جميعها وعلى دراية بمشكلاتهم لضمان اداء رسالتهم على الوجه الاكمل.