العقيد السابق في الجيش البوسني ناظم خليلوفيتش: المسلمون غير آمنين في البوسنة واتهامي بالارتباط بـ«القاعدة» لا يخيفني

TT

قال ناظم عابد خليلوفيتش وهو عقيد سابق بالجيش البوسني إن «هناك أيادي خفية تعمل ضد العرب والمسلمين في البوسنة وتنشر الأضاليل حولهم والخلافات داخلهم».

وقال ان العرب الذين حصلوا على الجنسية البوسنية ليسوا آمنين في البلاد، وفي كل لحظة يمكن لأي منهم أن تسحب منه الجنسية، أو يقتل، أو توجه له اتهامات بأن له علاقة مع القاعدة أو تفتح ضده قضية، ولا توجد ضمانات لعدم تعرضهم للاضطهاد مجددا بعد سلسلة الاعتقالات التي تعرضوا لها وعمليات التسليم التي تمت ومنها تسليم جزائريين ومصريين لكل من فرنسا والولايات المتحدة ومصر.

وأوضح أن «أمجد يوسف الذي تم اعتقاله قبل عدة أسابيع على الحدود البوسنية مع كرواتيا كان يريد أن يدخل كرواتيا لطلب اللجوء السياسي إليها، وهناك جهات داخل البوسنة تتفاوض مع الحكومة المصرية لتسليمه إليها، وتطللب ضمانات بعدم إصدار حكم بالإعدام عليه قبل تسليمه». وقال إن «وضع أمجد يوسف أكثر تعقيدا من وضعية أبو عماد وأبو صخر المصريين اللذين تم تسليمهما لمصر سنة 2001». وأضاف: للأسف لم يتم سحب الجنسية من الصرب والكروات الذين نزحوا من كوسوفو أو من سلافونيا أو كرايينا الكرواتيتين أو صربيا أو غير ذلك، المسلمون العرب الذين حصلوا على الجنسية هم فقط من سحبت منهم الجنسية البوسنية، وهم من ساعدنا أثناء الحرب في البوسنة. ومن يعيش منهم في البوسنة لا يعيش في أمان بل يبحث عن مكان آخر، والكثير منهم لا يستطيع العودة لبلده، وبعض الأخوة، قبض عليهم حال وصولهم إلى مطارات أو حدود أقطارهم. وهم لا يزالون في السجون.

وأضاف: أعتقد أن من حق كل شخص أن يلجأ للقضاء في حالة تعرضت سمعته أو مصالحه للانتهاك، وسترفع قضايا للمحاكمة، لكشف هذه الأكاذيب. واتهامي بالانتماء للقاعدة لا يخيفني.

وأشار: حاولت بعض الجهات ربطي بهذا البنك الذي لا علاقة لي به، وهناك جهات تقف وراء ذلك. وقالت تلك الجهات أن معلوماتها مستقاة من جهة أميركية، ونشروا تقريرا مفعما بالأكاذيب. من ذلك يتبين أن التلفيق واضح وهو ليس خطأ عابرا ولكن سياسة ممنهجة ومخططة ولها أهدافها، التي منها تشويه من يعتقدون أنه يمثل خطرا على مصالحهم، أو لديه القدرة على تجميع الناس من حوله والتأثير فيهم.

واعتبر أن المحاكم في البوسنة عملها بطيء، وقضية واحدة من هذا القبيل تأخذ سنوات وسنوات حتى تبت فيها المحاكم، وأحيانا لا تأتي بنتيجة. ولكن رفع قضية أمام المحاكم يساعد في تحسيس الناس بأن الاتهامات ملفقة، وهو أفضل من السكوت، الذي يوهم الناس بأن ما يقال صحيحا. والمشكلة أن البوسنيين نسوا أيام الحرب فكل فرد يدافع عن نفسه بنفسه، ولا توجد هيئة أو منظمة تقوم بالدفاع عن هؤلاء الأشخاص المظلومين. كان الأولى ان تكون لجان ليدافع الكل عن الكل، في بداية الحرب كانت كل مدينة تدافع عن نفسها بنفسها من دون أن تقدم يد العون للأخرى فتساقطت الواحدة تلو الأخرى، ولم تترجح الكفة إلا بعد أن أصبح التعاون بين الجميع سنة خطط الدفاع لدينا، وهذا ما يجب فعله الآن أمام مثل هذه القضايا ويبدو الآن أن طريقة الإبادة والقتل تغيرت، فبعد المدافع جاء دور الجرائد والصحف، وكلما استطاع العدوانيون قتل أحد، اتجهوا لمرشح آخر، والدور مستمر. وقال: ما يثير شفقتي عليهم هو محاولة تصوير علاقة مع هيئة خيرية بأنها نشاط إرهابي، عموما أنا لا أخاف من مثل هذه الشنشنات، حرية التعبير والرأي موجودة لدى من يسيئون للعرب والمسلمين وحتى الإسلام وهناك من يملك الحرية في انتقاد الزعيم علي عزت بيجوفيتش، بالأمس كانوا يتسابقون في وسائل الإعلام بأن علي عزت مات. وفي نفس الوقت يطالبوننا بالتسامح، وفي الجانب الآخر يشعر الملتزمون بالإسلام بالاضطهاد، ويمارس ضدهم الإرهاب الحقيقي في كل مكان، ولا يستطيع الواحد منهم أن ينام قرير العين، ودون خوف من زوار.

وبالنسبة للمجموعة الجزائرية فقال إنها كانت كبش محرقة لدعاية باطلة ضد البوسنة بأنها إحدى الحدائق الخلفية للإرهاب. فهم أبرياء تم الزج بهم في قضية خطيرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، نحن سمعنا أن المجموعة الجزائرية ليست على قوائم ممن ستتم محاكمتهم، وهذا أمر عجيب، فالقضية سياسية بالدرجة الأولى، وهذا أمر يعلق بكل الناشطين المسلمين وليس العرب فقط فالبوسنيون يعانون أيضا. والحكومة السابقة التي كان معظمها من بقايا الشيوعيين، كان لها دور سيئ جدا في تشويه صورة المسلمين، كما قامت بتأزيم العلاقة مع العالم العربي ببيعها الأسلحة لإسرائيل وهو كان هدية من دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال بسحب الجنسية من الأخرى العرب وسجنوا قادة سابقين لهم دور كبير في الدفاع عن البوسنة، ولم يتهم الصرب والكروات بذلك، قبل يومين تبادل الصرب والكروات الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها الطرفان ضد بعضهما البعض قديما وحديثا ولكن كليهما رفض الاعتذار للشعب البوسني. لو كانت المقابر الجماعية التي عثر بداخلها على مسلمون من بينهم نساء وأطفال، للصرب والكروات فضلا عن غيرهم من الغربيين وخاصة اليهود لكانت الدنيا قامت ولم تقعد.