حوار بين حاخام يهودي وقادة مسلمين أميركيين يؤكد على أهمية تحالف المتدينين المسلمين واليهود بعيدا عن العلمانيين من الجانبين

TT

نظمت المنظمة المتحدة للابحاث والدراسات في واشنطن لقاء بين ادوارد ميلار، الحاخام والمحامي اليهودي الارثوذكسي في نيويورك، وعدد من القادة المسلمين في منطقة واشنطن. ميلار يقود حملة لتحسين العلاقات بين اليهود الارثوذكس والمسلمين، ويستعد لاصدار كتاب رؤيا ابراهيم للاطفال، عن التسامح بين الاسلام واليهودية.

قال ميلار في محاضرته ان حفيد المناضل الليبي عمر المختار سكن معه في نفس الغرفة عندما كان الاثنان يدرسان القانون في جامعة اميركية، وانهما كانا يتناقشان في الاديان، واتفقا على ان الغرب، وهو يسير في طريق العلمانية، ابتعد كثيرا عن الاديان. وقال: زميل غرفتي المسلم ساعدني على العودة الى ديني اليهودي، بل وتزوجت امرأة متدينة .

وتحدث ميلار عن فضل الاسلام على اليهود عبر التاريخ، واشار الى شهرة علماء يهود في الاندلس، والى حماية المسلمين لليهود بعد سقوط الاندلس، امام حملات التفتيش الكاثوليكية. وقال: نحن اليهود نعترف بالنبي اسماعيل وأمته (اشارة الى اهمال المسيحيين لذلك).

واعترف بأن اي حوار بين المسلمين واليهود يواجه مشكلة اسرائيل، ودعا الى حركة اسلامية ـ يهودية ارثوذكسية لنشر التسامح الديني كخطوة اولى نحو حل المشكلة السياسية. وقال: انا افضّل حل المشكلة الدينية اولا .

وقال: لا بد من تفاهم المتدينين المسلمين واليهود، بصرف النظر عن العلمانيين المسلمين واليهود . ودعا الى مظاهرة كبيرة امام مبنى الامم المتحدة في نيويورك ذات طابع ديني من الجانبين.

ومن بين الذين تحدثوا من القادة المسلمين، الامام محمد العاصي، المدير السابق للمركز الاسلامي في واشنطن، والذي قال ان هناك اختلافا اساسيا بين الاسلام واليهودية، وهو ان الاسلام دين شامل، واليهودية دين مجموعة معينة، لكنه قال ان اللقاء خطوة اولى نحو احترام متبادل.

وقال خالد قرعاني، مدير اللجنة الاسلامية الاميركية للقدس، ان تجارب الحوار بين المسلمين واليهود الاميركيين في الماضي اوضحت ان اليهود لا يرفضون الحوار على شرط ألا يتعرض للمشكلة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال ان العلاقات بين المسلمين واليهود كانت عادية قبل تأسيس دولة اسرائيل. وتحدث بوب كرين، مستشار الرئيس الاسبق نيكسون، والآن مدير مركز التفاهم الحضاري في واشنطن، عن الفرق بين اليهودية والصهيونية، وقال ان جماعة يهودية مثل قوش امونيم ترفع شعار الله طلب منا نشر النور في ارض الميعاد .

وقال انور هدام، ممثل جبهة الانقاذ الاسلامية في الولايات المتحدة، ان اسرائيل قامت على اساس ديني، لكنها ترفض ان تكون للمسلمين والعرب حكومات اسلامية بحجة فصل الدين عن السياسة. وان اسرائيل لم تقبل، ولن تقبل، وجود حكومة اسلامية في الجزائر مثلا.

ورحب الصحافي طارق حمدي بالحاخام اليهودي، وقال انه، على الاقل، بادر بفتح الحوار، وذلك على عكس اليهودي دانيال بايبز، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط، ومؤلف الكتب، وصاحب مواقع الانترنت، التي تهاجم الاسلام والمسلمين.

وقال اسامة ابو رشيد، رئيس تحرير جريدة الزيتونة انه، كفلسطيني ينظر الى المشكلة من زاوية رئيسية، وهي ان اليهود استولوا على فلسطين.

وقال د. أحمد يوسف، مدير المنظمة المتحدة للابحاث والدراسات في واشنطن، ان الحل يجب ان يكون تعايشا بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ودعا الى قيام دولة الارض المقدسة الفدرالية.

واشار المحامي اشرف نوباني الى آيات القرآن الكريم عن اليهود، مثل آية فضلناكم على العالمين لكن اليهود خانوا العهد، وعاقبهم الله على ذلك.

ولم يؤيد شاكر سيد، الامين العام للجمعية الاسلامية الاميركية، تضمين حديث جهاد النفس في كتاب الحاخام ميلار رؤيا ابراهيم . وقال ان الحديث ضعيف. ورد ميلار انه سيحذف الحديث من كتابه اذا تأكد ذلك.

وختم الحوار الشيخ محمد الحانوتي، مفتي منطقة واشنطن، الذي قال انه ولد في حيفا ولا يستطيع العودة اليها، بينما اليهود من كل دول العالم يرحب بهم في اسرائيل.