الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية: نرفض أي تدخل خارجي في مناهج التعليم الإسلامي

الدكتور عبد السلام لـ«الشرق الاوسط» : لدينا استراتيجية لتطوير الدراسات الإسلامية وربطها بالواقع

TT

أكد الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العالم لرابطة الجامعات الاسلامية أن الرابطة تتبنى استراتيجية لتطوير مناهج التعليم الديني في الجامعات الاسلامية، أضاف الدكتور جعفر عبدالسلام في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن التطوير لم يفرض علينا من الخارج وانما فرضته ضرورات الحياة المعاصرة مؤكدا ان الجامعات الاسلامية تحتاج الى عمل جدي وحاسم للانطلاق الى مستوى التحديات التي تمر بها الأمة في الوقت الراهن، كما تطرق الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية في حديثه الى الدور الذي تلعبه الرابطة بالتنسيق مع المؤسسات الاسلامية لتصحيح صورة الاسلام المشوهة، وجاء الحديث على النحو التالي:

* أعلنت رابطة الجامعات الاسلامية عن تبنيها استراتيجية لتطوير المناهج في الدراسات الاسلامية فما هي الأسباب التي دفعت الرابطة لتحقيق هذا الغرض، وما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟

ـ لا شك ان النهوض بالدراسات الاسلامية يعد أملا لدى كل عربي ومسلم لأن التطوير في حد ذاته يعد مسألة مهمة ويفرضها تطور الحياة ذاته ولا يمكن ان ينفك تطوير هذه الدراسات عن تطوير مختلف الدراسات التي تتم في جامعاتنا ومن ثم شغلت الرابطة نفسها بدراسات التطوير التي اتخذت الفاعليات الآتية:

أولا: الاتجاه الى وضع مقرر اجباري يتم تقريره في ظل الجامعات ورأت اللجنة المعنية بالتطوير في الرابطة مخططا واضحا لهذا المقرر، بل كلفت بعض كبار المتخصين في هذا النوع من الدراسات بوضع مؤلف ارشادي فيه.

ثانيا: تقرير مادة واحدة بصفة مبدئية تدرس في الكليات العملية تعمل على ربط الطالب بتراثه ودينه وتجيب له على أسئلة عديدة ترتبط بحكم الدين، فيما يقوم بالتخصص فيه، لذا اختارت اللجنة مادة الفقه الطبي لكي تدرس في كليات الطب والعلوم الطبية بشكل عام، وقد استعانت الرابطة بالمنظمة الاسلامية للعلوم الطبية وبجامعة الأزهر لكي تضع منهجا واضحا في هذا المجال كما كلفت بعض العلماء بدراسة المنهج المقترح ومناقشة مرئيات الرابطة بهذا الخصوص كما استعانت بما تم تقريره فعلا في كلية الطب بجامعة الأزهر.

ثالثا: فيما يتعلق بكليات الهندسة رأت اللجنة المعنية في الرابطة ان تضع أمام الجامعات الاعضاء مقترحا بعمل مقرر في العمارة الاسلامية نظرا لتميز الاسلامي الواضح في هذا المجال.

رابعا: بالنسبة للكليات العملية الأخرى فقد رأت الرابطة ان يتم تدريس فلسفة العلوم في الاسلام ووضعت تصورا بهذا الخصوص.

خامسا: توجه الاهتمام الى العلوم الاسلامية بشكل خاص فأعدت الرابطة أهدافا لتطوير دراسات الفقه واصول الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والدعوة.

سادسا: لا شك ان تطوير دراسات الفقه بالذات يحتاج كل جهد كبيركما يحتاج الى الربط بين الاجتهاد الذي يتم في مجامع البحوث الآن وفي كليات الشريعة والقانون وفي التطبيق الذي يتم في العالم الاسلامي للفقه والقوانين المأخوذة منه ومن هنا أعدت الرابطة تصورا لتطوير دراسات الأحوال الشخصية وفقه العلاقات الدولية والفقه الجنائي والفقه التجاري وفقه المعاملات المدنية والفقه الاجرائي وغيره من فروع الدراسات الشرعية المقارنة بالدراسات القانونية، لكي نوسع دائرة الاجتهاد امام المشتغلين بالفقه وعرض الحلول القانونية والتطبيقية لينزلوا حكم الشرع على كل ما يستجد من الأفعال والوقائع والتصرفات.

سابعا: اتجهت الرابطة الى العلوم الاجتماعية ورأت ان تطويرها على أساس توجيهها اسلاميا وهي مهمة صعبة يجب أن يبذل في سبيلها الجهد والعمل لأن العلوم الاجتماعية تحتاج الى الغوص في أعمال كتب التراث فضلا عن الكتب التي عنيت بمصادر الشريعة لكي تستخرج منها ما يوازي وربما يفوق في عمقه ما يكتب حديثا في هذه المجالات المهمة مع الاستفادة بما يقدمه الفكر الغربي في هذا المجال لأن الحكم ة ضالة المؤمن يسعى اليها أينما وجدها ولأن الكثير مما نستورده من الكتابات الآن هو بمثابة بضاعة انتجناها وردت الينا.

* في ظل الاستخدام المتعدد للفضائيات أليس مطروحا ان تقوم الرابطة بانشاء قناة فضائية تسهم في نشر الوعي الديني والتربوي بين المسلمين، وكيف تستفيد الرابطة من التقدم التقني في خدمة الدعوة الاسلامية؟

ـ نحن لسنا في حاجة الى انشاء فضائية ولكن نحن في عملنا ننسق مع بعض الفضائيات وتستغل جزءا من برامجها خاصة القنوات التي تسهم في انجاح عملية التعليم المفتوح.

أما فيما يخص الاجابة على القسم الثاني من السؤال الذي يدور حول مدى استفادة الرابطة من التقدم التقني، فالرابطة تستخدم الآليات الحديثة في الاتصال بين الجامعات مثل شبكة الإنترنت التي تم عمل استراتجية للبث عليها في مختلف الجامعات والمؤسسات الاسلامية ولدى الرابطة مركز معلومات ومكتبة متطورة.

* بعد احداث 11سبتمبر 2001 قامت وسائل الاعلام الغربية باستغلال هذا الحدث وشن حملة ظالمة ضد الاسلام والمسلمين وبدأت المؤسسات الاسلامية ومنها رابطة الجامعات الاسلامية والقيام بزيارات لمختلف الدول الاوروبية فما نتيجة هذه الزيارات وهل وجدتم استجابة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام؟

ـ لقد شكلت رابطة العالم الاسلامي وفدا وطلب الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلام ورئيس رابطة الجامعات الاسلامية أن أكون ضمن الوفد الذي قام بجولة للعدد من العواصم العالمية لشرح حقيقة الاسلام ودوره في عالم جديد وذلك بعد أحداث 11سبتمبر 2001 حيث رددت وسائل الاعلام في الغرب ان الاسلام عدو الحضارة الغربية وقوم بشن اعمال ارهابية لتدميرها وبدأ الوفد أعماله بلقاء رؤساء المراكز الاسلامية التابعين لراطة العالم الاسلامي بأوربا وبعض أفراد الجاليات الاسلامية أيضا بعض المسؤولين في الحكومات والجامعات والبرلمانات، وقد اهتم الوفد بعقد عدة ندوات وقام اعضاء الوفد بالقاء عدة محاضرات تركزت حول بيان ان الارهاب جريمة دولية خطيرة تدينها كل الشرائع والقوانين الدولية والداخلية، وعلى رأسها الشريعة الاسلامية، أيضا ان الشريعة الاسلامية تعطي أقصى حماية للنفس البشرية وتجعل من قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا ومن يحيها فكأنما أحيا الناس جميعا، أيضا ان الارهاب يختلف عن الحقوق التي تكفلها الشرائع للأفراد وللشعوب والجماعات وهي حق الدفاع الشرعي عن النفس وحق الكفاح لتحرير الأراضي المحتلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها ودارت العديد من الاسئلة بين اعضاء الوفد والمستمعين عن العمليات الاستشهادية وكان التأثير الصهيوني على الكثير من الأفراد في اعتبارها اعمالا ارهابية حتى ان المسألة اثيرت في اجتماع الوفد بسفراء الدول العربية والاسلامية، وقد بلور رئيس الوفد المشكلات الرئيسية التي اثيرت في مختلف اللقاءات ووزع الموضوعات على الاعضاء لكي يجيبوا عليها.

* ما هو الدور الذي تقوم به رابطة الجامعات الاسلامية في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة الاسلامية في الوقت الحاضر؟

ـ لا شك ان الجامعات الاسلامية تحتاج الى عمل جدي وحاسم للانطلاق الى مستوى التحديات التي تمر بها الأمة في الوقت الراهن فلا بد من ايجاد تبادل وتنسيق علمي تهدف تنويع الخبرات وتبادل المعلومات بين كل الجامعات لأن الأوضاع التي يعيش فيها العالم الاسلامي الان أوضاع سيئة بكل المقايس وهي تحتاج الى تغير رئيسي يحتاج الى مشروع للوحدة والتنمية ولن يتحقق ذلك الا بجهود مخلصة تجعل المصلحة العامة ومصلحة المسلمين هي الغاية والهدف وتبذل في سبيل ذلك كل جهدها ولا بد ان تقودها جامعات العالم الاسلامي في هذا المشروع.