مدير مدرسة دار الوالدين لرعاية الأيتام في البوسنة: آثار 11 سبتمبر سببت لنا المتاعب

TT

قال الدكتور ابراهيم ساتي مدير مدرسة دار الوالدين قزاز لرعاية الايتام في البوسنة والتي تشرف عليها مؤسسة الحرمين والمسجد الاقصى ان المدرسة تسير من حسن الى أحسن وتتوسع في نشاطها الكمي والكيفي على مختلف الصعد التربوية والتثقيفية والتعليمية والرياضية.

وقال ساتي في حوار مع الشرق الأوسط في مقر المدرسة الفريدة من نوعها في البلقان: المدرسة الآن مضى على نشاطها 5 سنوات دراسية، وقد وصل عدد الطلبة الى 365 طالبا وطالبة جميعهم من الايتام وهم موزعون على عدة صفوف من الصف الثاني وحتى الصف السابع.

وعن اسباب عدم وجود صف أول قال: لم نقبل هذه السنة طلبة جدداً لعدم وجود عدد كاف من الطلبة. واضاف: انه خلال العام الحالي بإذن الله سيكون لنا طلبة في الصف الاول وفي الصف الثامن، وبذلك تكتمل الدراسة الابتدائية في المدرسة من الصف الاول الى الصف الثامن، وهذه هي المرحلة الاولى من المشروع.

وعن المرحلة الثانوية قال: الحمد لله الآن اكتمل البناء وان شاء الله في العام الدراسي 2004 ـ 2005 تبدأ المرحلة الثانوية بالمدرسة وسيكون لطلبتنا الاولوية في حالة رغبوا في مواصلة تعليمهم بالمدرسة وهم الجيل الاول. وعن الطلبة الذين يحظون بالمبيت داخل المدرسة قال: عددهم حاليا 200 طالب والبقية وهم 165 طالبا يدرسون بالنهار ويعودون لمنازل ذويهم عند نهاية دراستهم كل يوم، حيث توفر المدرسة النقل للطلبة من خلال عدة حافلات (باصات) لهذا الغرض. وعن المنهج المتبع في المدرسة وعما اذا كان بوسنيا او سعوديا قال: حسب قانون المدارس الخاصة في البوسنة يجب ان يدرس المنهج البوسني بنسبة %80 مع اضافة %20 حسب رغبة الادارة خارج برنامج المنهج، ونحن ندرس من خلال العشرين في المائة اللغة العربية والانجليزية والحاسب الآلي والثقافة الاسلامية. ونحن المدرسة الوحيدة التي تدرس اللغات والحاسب الآلي من الصف الاول ابتدائي.

وعن الكوادر العاملة في المدرسة قال: لدينا 120 موظفا والكادر لدينا مؤهل تأهيلا جيدا، ولدينا 40 مربية داخل الدار، والمدرسون من المتخصصين في المجالات التي يقومون بها، كذلك بقية الفنيين وغيرهم، وكل سنة نعيد النظر في حاجياتنا ونقائصنا ونقوم بالتجديد المطلوب. وحول الحراك الثقافي في المدرسة قال: المدرسة وصلت مرحلة الاشعاع، حيث اصبحت معروفة ومعلومة لدى الاوساط الثقافية والسياسية في البوسنة، وتلقى الاحترام والتشجيع بفضل الله اولا ثم بمستوى الطلبة العالي في مجال الثقافة الاسلامية والثقافة العامة بشكل اوسع.

وعن الخدمات الاخرى التي تقدم للطلبة فضلا عن التعليم قال: نحن نكفل الطلبة كفالة كاملة، وتشمل الطعام والرعاية الصحية والتعليم والادوات المدرسية والأكل واللباس والنقل وأذكر انه كانت لدينا طالبة يتيمة مريضة من سريبرينتسا واحتاجت الى مبلغ 10 آلاف مارك (5 آلاف يورو) وقد وضعنا كل امكاناتنا لتوفير المبلغ والحمد لله تعافت الآن والاخوة في مجلس الادارة يوفرون لنا المبالغ المطلوبة كلما اتصلنا بهم وعرضنا عليهم المشاكل التي تحيق بالمدرسة.

وعن النشاط الرياضي بالمدرسة والصالة الرياضية الكبرى والتابعة للمدرسة قال: الطلبة والطالبات يتدربون على جميع فنون الرياضة، من كرة قدم وتكواندو وغيرها ولدينا طلبة بارزون في هذه الرياضات يحرزون المركز الاول وحصلوا على ميداليات ذهبية في التصفيات التي تقام من حين لآخر في سراييفو. وقال: لدينا مدربون على اعلى مستوى في كرة القدم واليد والطائرة وكرة المضرب وتنس الطاولة والتكواندو والكاراتيه، ونشاطات المدرسة في هذه المجالات مستمرة وهناك 20 جهة حكومية وغير حكومية تستفيد من الصالة الرياضية واصبحت هذه الصالة وسيلة تعريف كبيرة بالمدرسة، فالكثير من المواطنين يتعرفون على المدرسة من خلال الصالة الرياضية. وتابع: لدينا 11 مبنى تابع للمدرسة وتقع هذه المباني على مساحة 24 ألف متر مربع، ومساحة كل مبنى اكثر من 1000 متر مربع، ولدينا اقتراح من رئيس البلدية يدعونا للتوسع في المساحات اذا ما رغبنا في ذلك، ويمكن للمساحات الاضافية ان تكون مساحات خضراء تابعة للمدرسة الى ان يتم توظيفها بشكل آخر في المستقبل كإنشاء ملاعب ومساحات خضراء.

وعن علاقة ادارة المدرسة بالجهات الحكومية البوسنية قال ساتي: لدينا علاقات ممتازة مع كل الجهات الرسمية والشعبية، علاقتنا جيدة مع المشيخة الاسلامية ومع كل الوزارات المعنية كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم والثقافة وجمعية المحاربين القدامى وبلدية المنطقة، حيث يزورنا الوزراء باستمرار ورئيس البلدية يزورنا كل شهر بانتظام ورئيس شؤون اللاجئين ميرصاد كيبو يقوم بزيارتنا وقد تبرع هذا الشتاء للمدرسة بـ 15 ألف ليتر من وقود التدفئة للطلبة بعد ان علم ان لدينا مشاكل في التحويلات المالية من السعودية للمدرسة، بعد الاجراءات الجديدة في عملية التحويلات. وعن مدى تأثر المدرسة بأحداث 11 سبتمبر 2001 قال: كل الهيئات الاغاثية تأثرت بعد احداث 11 سبتمبر بما في ذلك مدرسة دار الوالدين قزاز التي تشرف عليها مؤسسة الحرمين والمسجد الاقصى لتشابه في الاسماء حسب اعتقادي، وقد اغلقت حساباتنا مدة شهرين، ثم رفع الحظر عنا بعد التأكد من ان المدرسة تسير على احسن ما يكون وحساباتها سليمة وقد زارنا في ذلك الوقت، وزير الخارجية البوسني السابق زلادكو لوجومجيا، ووعدتنا الحكومة البوسنية الحالية بأن المدرسة لن تتعرض لأي ضغوط مستقبلية ولن تتأثر بأي احداث سياسية.

قال: هناك اجراءات جديدة في السعودية تتعلق بالتحويلات المالية، ولدينا اتصالاتنا مع الاخوة في مجلس الادارة، وهم وعدونا بأن الامور ستسير على احسن ما يمكن في فترة قصيرة. وعما اذا فكروا في تأمين كفالات للمدرسة من داخل البوسنة قال: مجلس ادارة المدرسة هو الجهة الوحيدة التي توفر الميزانيات وهي الجهة الوحيدة التي من اختصاصها ذلك، فتأمين الميزانية يقع على عاتق مجلس ادارة المدرسة، وهم من يبذل الجهد الجهيد لتحصيل ذلك فجزاهم الله خيرا، ونحن نشكر من كل قلوبنا الشيخ حسين بكري قزاز الذي قام بأعمال البناء والتجهيز في المدرسة والمهندس محمود طيبة عضو مجلس الشورى الذي يسهر ليلا ونهارا على راحة الايتام والمهندس حسن الجفري المشرف العام الذي يبذل كل جهد لتأمين حاجيات الايتام.

وعن علاقتهم بوسائل الاعلام في البوسنة والسعودية قال: نحن دائما نلام على تقصيرنا في الاتصال بوسائل الاعلام والحقيقة ان التقصير موجود وربما هذا الامر يحتاج لامكانيات مالية، نحن ليس لدينا ميزانية للاعلام وقد طلبنا ذلك من مجلس الادارة، كما اننا بصدد انشاء موقع للمدرسة على شبكة الانترنت، سيكون جاهزا خلال شهر بإذن الله.