دراسة لممثل الصليب الأحمر في فلسطين تدحض مزاعم اليهود حول القدس

TT

كشفت دراسة موثقة حول «علاقة اليهود بالقدس» أعدها جاك دي رينيه ممثل لجنة الصليب الأحمر الدولية في فلسطين قبل عام 1948 انه لا علاقة لاسرائيل بالقدس، وان ما يردده الاسرائيليون من حجج وذرائع هي من قبيل الاقناع الدعائي الذي درج اليهود عليه لاقناع زعماء العالم بضرورة الهجرة الى اسرائيل.

وقدمت الدراسة التي منعت اسرائيل نشرها، وأصدرتها حديثاً مؤسسة دار أخبار اليوم بالقاهرة عدداً كبيراً من الخرائط والرسومات التوضيحية التي تواكب التطور العمراني والسكاني في القدس سواء الطبيعي منه أو المخطط ضمن المؤامرة الصهيونية لتغيير الطبيعة الجغرافية والسكانية للمدينة المقدسة.

جاء في مقدمة الدراسة التي كتبها نبيل سعد الذي ترجمها الى العربية ان هذه الدراسة ظلت حبيسة الادراج وخاصة وان الطبعة الأولى صدرت منها عام 1968 ولم تسمح اسرائيل بتداولها لان المؤلف محايد تماماً ان حياده جعله صريحاً لانه شاهد عيان، فجاءت خطوط الصورة واضحة.

وكان الشاهد الوحيد غير اليهودي الذي رأى بعينيه ما حدث في دير ياسين وقال: «كان يوجد في القرية أربعمائة فرد هرب خمسون وبقي ثلاثة أحياء، أما الباقي فقد ذبحوا مع سبق الاصرار وإرادة كاملة، إذ اني لمست بنفسي كيف كان هؤلاء الجنود تحت السيطرة التامة لا يفعلون سوى ما يؤمرون به....».

ثم وصف المؤلف خطة اسرائيل لاحكام تهويد القدس فيقول: اقامت اسرائيل منذ الايام الاولى لاحتلال القدس عدداً من مراكز الحدود العسكرية والبوليسية والجمركية على الطرق والمنافذ التي تربط القدس بالمدن والقرى العربية الملاصقة لها وتعمد جنود اسرائيل خلق المتاعب والمآسي اليومية للسكان العرب.

كما وصف بكل دقة كيف كان اليهود يعطون الوعود بالأمان ثم ينقضونها فوراً عندما تتاح لهم الفرصة وبطريقة منظمة تدل على ان كل شيء عندهم كان مرتباً سلفاً مثلما حدث بالنسبة لمنطقة آمنة تقرر وضعها تحت علم الصليب الأحمر بموافقة الطرفين ثم استولوا عليها غداة انسحاب الانجليز وهو ما اعطاهم السيطرة الكاملة على القدس والقرى العربية، كما يفضحهم عندما سارت قوافلهم محتمية بسيارات الاسعاف وهم ينقلون الاسلحة والذخائر والجنود والمصفحات.

كما يوضح المؤلف كيف انقذ العالم اليهود الذين دخلوا الى القدس بعدما حاصرهم العرب فوصل فجأة رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهو شخصية عالمية ووزير سويسري سابق، وصل الى القدس دون سابق انذار وتفاوض على انقاذ اليهود واخرجوهم سالمين من الحصار دون اي مقابل للجانب العربي سوى الكلام المعسول.

وأشار المؤلف الى ان قصة مقتل الكونت برنادوت وسيط الأمم المتحدة على يد منظمة الارجون لانه تدخل في موضوع القدس وتوصل الى حلول لوضعها الخاص وتحييدها. كما وصف انتهاكات اسرائيل للشرعية الدولية وللحقوق الدينية ومصادرتها الأراضي بالقوة وهدم وإزالة المؤسسات العربية والاسلامية والمسيحية بالمدينة وتشريد أهلها وكان هذا ايضاً هو وصفه لنتائج الإرهاب اليهودي في يافا ولتصرفات الجيش النظامي اليهودي أيضاً: «... عدد كبير من العرب في جميع الطبقات يدفعون حميرهم أمامهم وهم يحملون على رؤوسهم خليطاً لايصدق من ممتلكاتهم المنقولة! انهم لاجئو يافا الذين غادروا المدينة لتوهم. كان لهذه الهجرات التي تنفذ تحت هيمنة الذعر الذي تولده مشاهدة قطيع يقودونه الى المجزرة وكانت القوات المسلحة الاسرائيلية تكتفي بتوجيه سير النهر البشري المتدفق بعد ان تكون قد انتزعت منه ثرواته ذات القيمة العالية المتنوعة. كان هؤلاء المساكين يضطرون لتركها بسبب التعب والإرهاق والإرهاب الذي تمارسه ضدهم القوات الاسرائيلية».