أصدرت جمعية الإمام البخاري في المغرب العدد الثالث من المجلة الدورية «السنة النبوية» وهو خاص بالسيرة النبوية ومنهج توثيقها، وقد جاء هذا العدد في ثلاثة اقسام تناولت بحوثه العديد من المواضيع التي شارك فيها باحثون مغاربة وعرب دعوا في اغلب مواضيعهم الى ضرورة الرجوع الى السيرة النبوية وقراءتها من جديد لاستخلاص المنهج النبوي الراشد لبناء منظومة حضارية تكفل للأمة الاسلامية الانبعاث الصحيح للحفاظ على مقوماتها واصول هويتها.
ومن أبرز بحوث هذا العدد: محمد الانسان الكامل، للدكتور محمد علوي المالكي عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، تناول هذا البحث سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كقدوة حسنة، ومادة لتجديد البحث الجديد في حياة المسلمين، وإيقاظ هممهم، وايهاب قلوبهم، بالايمان والحماسة الدينية، وليس لمجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، او سرد القصص والاحداث، بل لمشاهدة الحقيقة الاسلامية في مجموعها العلمي والتطبيقي، مجسدة كاملة في مثلها الاعلى محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام. وفي بحث بعنوان «منهج توثيق السنة» للدكتور محمد ابراهيم الفيومي، عضو مجمع البحوث الاسلامية في مصر، ينتقد الباحث المصري رأي بعض الذين يذهبون مذهب المدنية الغربية في انه من المستحيل ان نعي سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط، انما علينا ان نتبع الطريقة الغربية في الحياة في آن واحد.
وفي بحث آخر، تناول الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الاسلامية، خطب الرسول الكريم في بعض الغزوات وفتح مكة، والتي من خلالها بين للناس الكثير من القضايا التي تهم المسلمين في كل زمان ومكان بل تعم الناس جميعا كمحور بناء الامة الصالحة. وكتب الدكتور يوسف الكتاني، رئيس جمعية البخاري في المغرب عن شخصية هذا العدد، وهو الامام الشقراطسي، وهو من رواد شعر المديح النبوي الذي اقتفى طريقته في الشعر الامام البوصيري. فأبرز هذا البحث خصائص القصيدة الشعرية عند الشقراطسي المسمى بأبو محمد عبد الله بن يحي علي التورزي، الذي كان الى جانب كتابة الشعر، إماما في الحديث والفقه.
وحفل العدد الثالث من مجلة «السنة النبوية»، بمواضيع اخرى، منها: السيرة النبوية بين جمود المستشرقين وانصافهم، أهمية الرسائل النبوية في نشر الدعوة الاسلامية، كيف ينبغي ان نتعامل مع السيرة؟ العلاقات الدولية في العهد النبوي، وباقة من شهادات حول عظمة الرسالة المحمدية من شخصيات غير مسلمة مثل المهاتما غاندي، والفيلسوف الالماني غوته، والكاتبة البريطانية ايفلين كوبلد، والفيلسوف الايرلندي برنارد شو، والعالم الاميركي المعاصر مايكل هارت.