دراسة أعدها رئيس مجلس الأئمة في بلجيكا: أسباب تاريخية وثقافية وسياسية وراء انتشار ظاهرة «إسلاموفوبيا» في الغرب

TT

طالب الدكتور عبد الكريم الكياني رئيس مجلس الائمة في بلجيكا المؤسسات والمنظمات والهيئات التربوية والثقافية الدينية في العالم الاسلامي، بأن تأخذ على عاتقها مهمة تصحيح صورة الاسلام في الكتب المدرسية المعتمدة في المدارس والمعاهد في البلدان الاوروبية.

واوضح الدكتور الكياني في بحث له بعنوان «أوضاع المسلمين في المجتمعات الغربية»، القاه امام المؤتمر الاسلامي العالمي السادس عشر، الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة اخيرا. ان تزايد اعداد المسلمين بشكل مطرد في الغرب بالاضافة لوجود عوامل ثقافية وسياسية واجتماعية لعبت دورا كبيرا في تغذية الحركة العدائية للاسلام والمسلمين في الغرب، جعلت الاسلام والمسلمين في اوروبا يعيشون اليوم في أزمة خانقة بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ، فأصبح الشعورالعام بالخوف من الاسلام هاجسا يسكن المواطن الاوروبي والذي عرف بظاهرة «الاسلاموفوبيا».

وتؤكد الدراسة ان العلاقة بين اوروبا والاسلام في الوقت الراهن تكشف عن وجود ارتياب اوروبي كامن وموروث في الاسلام والمسلمين صنعته عوامل تاريخية متعددة يرجع بعضها الى الفتوحات الاسلامية التي وصلت الى الاندلس وصقلية وغيرها من بلاد اوروبا وكذلك الحروب الصليبية التي استمرت مئات السنين والى وجود شعور في العقلية الاوروبية بأن له رسالة كونية والاسلام يعتبر التحدي الرئيسي، كما ان ثقافة التفوق العرقي والفردية ـ الغربية وتميز الجنس الابيض ساهمت مساهمة كبيرة في صناعة تاريخ اوروبا والغرب الحديثين، مما جعلهم ينظرون الى الاخرين باعتبارهم «البرابرة» أو «الهمج» أو الكائنات الأقل رقيا وتطورا في سلم الحضارة.

وذكرت الدراسة انه بالرغم من تخلي المجتمعات الغربية الحديثة عن كثير من سمات هذه الثقافة بل ونمو ثقافة مناهضة للعنصرية فيها، فان صورا عديدة من ثقافة التفوق والتميز لا تزال تعشش في اعماق الوعي واللاوعي الاوروبي والغربي فتنتج اجيالا من العنصريين المتشبعين بنظرة التفوق والتميز على العالمين، بالاضافة الى وجود بعض التصرفات السيئة لبعض الاجانب وابناء الاقليات العرقية المقيمة في الغرب وتفجر الاحداث السياسية في الشرق الاوسط التي جعلت الاعلام الغربي يدق نواقيس الخطر ويحاول ان يشيع ويذيع في عقول ونفوس ابناء الغرب حقيقة وهمية، وهي ان الخطر الاسلامي اضحى على الابواب بل انه يتوسع ويستشري في قلب العواصم الغربية.

وتؤكد الدراسة انه من اسباب تنامي ظاهرة العداء للاسلام في الغرب ظهور عدد من الافلام السينمائية التي انتجتها هوليود مؤخرا والتي تصور الانسان العربي المسلم في صورة انسان همجي متخلف قاسي القلب ودموي ولص متاجر بالعبيد.

واكدت الدراسة انه امام حالة «الفوبيا» من الاسلام التي سيطرت على الجميع في الغرب اصبح اي مسلم هو بالضرورة ارهابيا. وطالبت الدراسة بقيام المؤسسات الدينية والثقافية في العالم الاسلامي بدراسة هذه الاسباب والعمل على تصميمها.