«شريعة تي في» يحث مسلمي بريطانيا على تشجيع أئمة المساجد لمواجهة المتطرفين

TT

قدم التلفزيون البريطاني ( القناة الرابعة) خمس حلقات من برنامج اسلامي يحظى بمشاهدة الكثير من مسلمي بريطانيا عنوانه «شريعة تي في» ليكون بمثابة منبر لشباب المسلمين يعبرون من خلاله عن آرائهم ومشاكلهم في حياتهم اليومية. وتحدثت الحلقات عن هوية المسلمين ومعتنقي الدين الجديد في المجتمع العلماني البريطاني، والحياة عند اصحاب الديانات الاخرى، وكيف يرى المسلمون انفسهم داخل المجتمع البريطاني؟ وموقف الجالية المسلمة من التيار الاصولي الذي يترأسه عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» وابو حمزة المصري مسؤول منظمة «انصار الشريعة» في لندن، المحتجز في سجن بيل مارش على ذمة الطلب الاميركي لترحيله الى نيويورك. وكان العديد من وسائل الاعلام البريطانية ذكر ان أحداث 11 سبتمبر (ايلول) دفعت فئات كبيرة من الشعب البريطاني إلى الاهتمام بالإسلام والوعي بقيمه وتقاليده. وطبقا لتقديرات مستقلة فإن عدد المسلمين في بريطانيا يتراوح ما بين 1.5 مليون ومليوني مسلم. وقدم البرنامج مذيع مسلم اسمه «سو رحماني» بالقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني ـ باستضافة خبراء وشباب من أديان مختلفة، لمناقشة قضية معينة خاصة بالإسلام والمسلمين في بريطانيا، وشارك في البرنامج فقهاء وعلماء مسلمون مثل الدكتور محمد نسيم إمام المركز الاسلامي في برمنغهام، والدكتور زكي بدوي مدير الكلية الاسلامية في بريطانيا، والامام محمد شهيد رضا امام مسجد لانكشاير، والشيخ ابراهيم موجرا، والمصرفي محمد باراشا المستشار المسلم لبنك انجلترا، والمحامي احمد تومسون، وهو من معتنقي الاسلام ومؤلف كتاب «الرحلة الصعبة»، والاستاذ الجامعي اسامة حسن امام مسجد ليتون. وركزت الحلقات على موضوع التعايش المشترك بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى، والقروض العقارية، والفائدة المالية التي تدفع، والتي قد تدخل تحت مسمى «الربا»، وبحث ما تطرحه بعض المصارف الاسلامية من مسميات «القروض الاسلامية»، وطرحت عددا من الأسئلة الشائكة، مثل: هل يدعو الاسلام الى التطرف؟ ومعنى الجهاد الذي تردده اجهزة الاعلام الغربية وتربطه بالارهاب، و«لماذا لا تتزوج المسلمة من غير المسلم بينما العكس مباح؟ أو لماذا لا يستطيع غير المسلمين زيارة مكة المكرمة؟ ولماذا يذهب الكفار الى جهنم؟». وشرحت إحدى المشاركات في البرنامج الصعوبات التي تواجهها الفتاة المسلمة في ارتداء الحجاب او النقاب في الشارع البريطاني، وسألت فتاة مسلمة عن احقيتها في الزواج من شاب غير مسلم، لكن الشيخ محمد شهيد رضا علق على الأمر قائلاً: «إن هذا غير جائز في الشريعة الإسلامية بأي حال من الأحوال».

وأضاف ان علاقات الإنسان بربه لا بد ان تسمو على علاقات الحب بين الجنسين، رافضا هذا النوع من الزيجات وناصحا المسلمات بعدم الإقدام عليه. وسرد عدد من معتنقي الإسلام في بريطانيا مثل المحامي البريطاني احمد تومسون تجاربهم ونوع العلاقة التي تحكمهم مع الأهل والأصدقاء بعد التحول للإسلام، فقال تومسون: إنه حافظ على علاقاته مع أسرته، بينما شرحت فتاة آسيوية تحولت من البوذية للإسلام معاناتها مع أسرتها التي أخذت منها ابنها وتصر على الذهاب به للمعبد البوذي.

وتحدث الدكتور زكي بدوي عن مميزات العيش في مجتمع علماني غير مسلم، مشيرا الى ان الرسول الكريم عاش في مجتمع غير مسلم بعد نزول الوحي عليه لمدة عشر سنوات في مكة المكرمة، قبل ان يهاجر الى المدينة المنورة. كما تحدث المشاركون من الخبراء عن أهمية تشجيع ائمة المساجد في بريطانيا لمواجهة المد الاصولي المتطرف. وقال احدهم ان الاصوليين استغلوا الحرب الاميركية على العراق لايجاد ارضية لدعواتهم المتطرفة. وتساءل الحضور من غير المسلمين عن الاسباب التي تجذب اصحاب الديانات الاخرى، الى الدين الحنيف؟

وأعطت المؤرخة كارين تعريفا للجهاد في الإسلام من خلال مداخلتها قائلة: «الجهاد في الإسلام هو نوع من الكفاح يأخذ أشكالاً متعددة ليس من الضروري ان تكون قتالاً، لكن هذا الأخير يحدث حين يقع الظلم على المسلم فيضطر لدفعه بالقتال». وتعرف عن القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني برامجها الوثائقية، كما تقدم خدمة إرسال الرسائل القصيرة على الهواتف المحمولة لعدد من الموضوعات، من ضمنها رسائل يومية للمشتركين عن الإسلام يُعِدّها الدكتور زكي بدوي، الذي يشغل منصب رئيس الكلية الإسلامية في لندن.