سياسة الإقصاء

الشيخ أحمد بن باز

TT

ان سياسة اقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الاوحد في تفسير النص هي اهم صفات التطرف الفكري والذي يمارس لدينا في هذا البلد المبارك وبشدة وللاسف من بعض العلماء وطلاب العلم، فالحوادث الارهابية التي نعاني منها هي شكل من اشكال اقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ولكن يتم التعبير عنه بواسطة الافعال والسلوك.

ولا اشك للحظة واحدة ان احد اهم اسباب هذه الحوادث هو منهجية اقصاء الآخر التي اشرت اليها، بل هي نتاج طبيعي له، وما صفحات الجرائد منا ببعيد فلقد رأى الجميع كيفية التعامل مع من يختلف معنا في الرأي، وكيف يتم حجب الثقة عنه، ونزع الصبغة الشرعية منه، واقصاؤه مهما بلغ الآخر من العلم والمعرفة والمنزلة. وأما اثبات الحق المدعى والدفاع عنه واضفاء الشرعية عليه فسهل وذلك بايراد قليل من الآليات القرآنية والاحاديث النبوية ـ والتي بالطبع يمكن ان يحتج بها اي طرف ـ ليصبح الحق بعد ذلك في جانبنا والباطل هو ما يحمله الآخر.

اننا بصراحة لسنا نعاني من افعال متطرفة وحسب بل نعاني من بيئة متطرفة نعيشها جميعا، استطاع ذلك المنهج الاقصائي ان يساهم في انشائها ويغرس جذوره فيها ويغذيها عبر جميع رسائله التي يمتلك حقا حصريا باستخدامها منذ عقود من الزمن من برامج تعليمية واعلامية منهجية كانت او غير منهجية في هذا البلد المبارك.

ختاما.. ان كان من حرب سوف تعلن وترفع راياتها فليكن على ذلك الفكر وتلك المنهجية.