دراسة كويتية: الإسلام يحرم تمويل الإرهاب ودعمه

TT

أكد الدكتور محمد السيد الطبطباني عميد كلية الشريعة الاسلامية بجامعة الكويت ان الاسلام يحرم تمويل التطرف والإرهاب ودعمهما بأي صورة من الصور لأنه يعد من باب التعاون على الاثم والعدوان.

وقال الدكتور الطبطباني في دراسة له تحت عنوان «التطرف والإرهاب دراسة شرعية» ناقشها المؤتمر الـ16 للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة ان الاسلام حرم دعم الإرهاب لان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وانه سبحانه وتعالى يعطي ما لا يعطي على العنف ولمخافة أمر ولي الأمر.

وأوضح ان الاسلام حرم الإرهاب أيضا لانه يؤدي الى افساد أعمال الدعوة الاسلامية في العالم وإلحاق الضرر بالمسلمين، مشيرا الى ما يلحق بعموم المجتمع نتيجة أي فعل يضر بالمسلمين، داعيا الى الحوار باعتباره أحد أساليب القضاء على التطرف ونشر العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة والذي يحد من انتشار التطرف.

وفرق بين الجهاد والإرهاب موضحا ان الجهاد لايكون إلا في قتال المسلمين للكفار وأهل البغي، مشيرا الى انتشار اصطلاح الإرهاب في الوقت المعاصر بعد ان جرد من معانيه الاصلية وبعد ان اصبح يطلق على كل ما يمس مصالح الدول باستخدام القوة دون وجود حرب.

وأشار الدكتور الطبطباني الى ان التطرف هو القول والفعل المخالف للشرع، مؤكدا ان الشريعة الاسلامية رفضت كل اشكال التطرف في الدين واعتبرت الغلو فيه بدعة لأنه نوع من الابتداع في الدين وسبب لهلاك الأمم.

وأوضح ان الله تعالى قد حذر من الغلو في الدين في كتابه العزيز بقوله قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين بني على اليسر وكان يقول لأصحابه حين يبعثهم يسروا ولا تعسروا ووصف النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة التي بعث بها بالحنفية السمحاء.

وأكد ان الاسلام دين الوسطية بين الغلو والتقصير وهو خطاب لجميع الأمة أولها وآخرها دون ميل الى الافراط وهو الغلو المذموم في الدين ولا الى التفريط وهو الاخلال بشيء مما هو في الدين.

وأشار الدكتور الطبطباني الى تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو وأنكر على عمرو بن العاص التزامه قيام الليل وصيام النهار واجتناب النساء وقال له عن سنتي فقال بل سنتك ابغى فقال انني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .

وأوضح الدكتور الطبطباني في دراسته ان التطرف مرض من الأمراض الفكرية يمكن للمسلمين معالجته من خلال إزالة أسباب الظلم في المجتمعات فقد يؤدي تطرف الحاكم في جوره الى تطرف المحكوم في تفكيره ونشر العلم بين الناس عموما من خلال المقررات في المدارس والجامعات الاسلامية والمحاضرات العامة.

ودعا الى ربط شباب الأمة بعلمائها الثقة من خلال عقد اللقاءات المفتوحة معهم وسبل الوصول اليهم والتضييق على أهل التطرف وعدم تمكينهم من نشر مذهبهم وفتح أبواب الحوار معهم واشترط في هذه الحوارات عدة أمور أهمها ان يكون الحوار في محلهم وليس أمام عامة المسلمين حتى لا يتأثر العامة وان يكون المحاور لهم عالما بالدين وأن يكون مقبولا لديهم وأن يجادلهم بالتي هي أحسن.