د.محمد إبراهيم المصري رئيس الكونغرس الإسلامي الكندي: مساعي المسلمين لتحسين صورة الإسلام لدى الغرب تفتقر إلى الخطط العملية

TT

انتقد الدكتور محمد ابراهيم المصري رئيس الكونغرس الاسلامي الكندي مساعي المسلمين لتحسين صورة الاسلام لدى الغرب.

وقال في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في فعاليات مؤتمر مجمع البحوث الاسلامية بمصر مؤخراً إن هذه المساعي تفتقر إلى الخطط والنظرة العملية، والتي تجعلها مقبولة لدى الآخر الغربي الذي أصبح لا يعرف عن الاسلام إلا إنه دين التعصب والارهاب. وتطرق الحوار إلى قضايا أخرى، خاصة أوضاع المسلمين في كندا. وهنا نص الحوار:

* ما هو الكونغرس الاسلامي وما دوره في المجتمع الكندي؟

ـ الكونغرس الاسلامي في كندا هو هيئة غير حكومية يشرف على ادارتها مجلس ادارة منتخب من الأعضاء ويهتم بشؤون المسلمين في كندا ويدافع عن الاسلام في وسائل الاعلام الكندية ويقوم بتعريف الاسلام لغير المسلمين.

كما يعمل الكونغرس الاسلامي من خلال الموقع الخاص به على شبكة الانترنت كمرجع سريع وميسر لمن يريد الاطلاع على أية موضوعات خاصة بالاسلام، كما يتولى الرد على الاتهمات التي توجه إلى الاسلام زوراً مثل الربط بين الارهاب والجهاد في الاسلام.

ويأتي ضمن أنشطة الكونغرس الاسلامي حرصه على أن يكون حلقة وصل بين الحكومة وبين أصحاب المشكلات الاجتماعية والفقراء والأيتام والمشردين. وفي ما يتعلق بالمسلمين الكنديين يحاول الكونغرس دائماً التواصل معهم وتوصيل رسالة الكونغرس كمؤسسة تحتاج للدعم والاستمرار في نشاطها وعمل الأبحاث التي تفيد القضايا الاسلامية.

* ألم تفكروا أن يتحول الكونغرس الاسلامي الكندي إلى لوبي عربي إسلامي يتبنى الدفاع عن قضايا ومصالح العالم العربي في كندا؟

ـ الكونغرس الاسلامي يعمل على تنفيذ خطتين خلال هذه المرحلة الأولى: خطة دعوية للتعريف بالاسلام للمسلمين أنفسهم وللكنديين والخطة الأخرى التواصل مع صانع القرار الكندي، ونوضح له من خلال الأبحاث والدراسات التي يقدمها الكونغرس بأننا كنديون مسلمون نهتم بشؤون هذا البلد، وأيضاً نطلب من الحكومة الكندية دعم الحق العربي والاسلامي. وكندا ليست دولة عظمى وليست لها مطامع مثل الولايات المتحدة الأميركية.

* هل هناك عداء للإسلام في كندا؟

ـ هناك لوبي صهيوني في كندا يحاول دائماً تشويه صورة الاسلام والمسلمين، ولكن الكونغرس الاسلامي يقوم بكشفه دائماً، كما يقوم بتوضيح الحقائق للرأي العام وللوزراء وجميع صناع القرار السياسي في كندا. وهناك حوالي 75 في المائة من الكنديين لديهم الفضول والدافع لمعرفة الاسلام ويتقبلون أية معلومات حوله تقدم لهم بشكل واضح ومبسط. وبمجرد المعرفة السليمة تتحول اتجاهات هؤلاء الكنديين من العداء الذي يكون سببه الجهل إلى تفهم الدين الاسلامي. كما أن بعضهم يتحول لاعتناق هذا الاسلام.

وهناك 25 في المائة من الكنديين مغرضون وذلك لأسباب دينية أو سياسية، لا يفهمون الاسلام ولا يريدون فهمه لأنهم إما صهيونيون متعصبون لإسرائيل أو مسيحيون متعصبون ضد الاسلام والعرب، وهؤلاء القلة لا فائدة من مناقشتهم ونركز على النسبة الباقية وهي 75 في المائة.

* ينشغل المسلمون في هذه الآونة بالرد على الاتهامات الكاذبة ضد الاسلام، ترى هل الرد على هذه الاتهامات له جدواه في الواقع أم هو مضيعة للوقت والجهد؟

ـ الاسلام لا يحتاج إلى دفاع، فاذا قال لك أحد ان الشمس تشرق من المغرب فماذا تقول له؟ إما مجنون أو جاهل أو معاند. وبالتالي فعلى المسلمين ألا يضيعوا وقتهم ليثبتوا أن الشمس تأتي من المشرق، فأي اعتداء على الاسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو القرآن نقول للمعتدي إنك مخطئ وان الاسلام دين سماوي وبالتالي يجب ألا ينبري المسلمون وراء مقولاتهم بأن الاسلام دين تسامح أو ضد الارهاب. ولا بد أن يكون لديهم الخطط العملية ليعطوا المعلومة الصحيحة للغرب عن الاسلام ويسيروا على هذا المنوال فصاعداً ويباشروا مهمتهم ليس بالدفاع عن الاسلام فقط بل بالدفاع عن المسلمين وحقوقهم في العراق وفي فلسطين، فهناك فرق بين الدفاع عن الاسلام والدفاع عن المسلمين، ونطالب به لمساعدة المسلمين في الحصول على حقوقهم.

* هل يوجد بينكم وبين الحكومات في الدول العربية والاسلامية قنوات اتصال؟

ـ نحن في الكونغرس الاسلامي الكندي نجتمع مع سفراء الدول الاسلامية مرتين في السنة بحيث يكون هناك تواصل، ونطلب منهم تقديم الدعم وارسال أبناء المسلمين والمولودين في كندا إلى بعض الدول الاسلامية حتى يمكنهم تكوين انطباع عن الاسلام، وبالتالي يأخذون صورة صحيحة عن الاسلام في هذه الدول، وأقوم من حين لآخر بصفتي رئيساً للكونغرس الاسلامي الكندي بزيارات إلى هذه الدول ولقاء بعض المسؤولين فيها.

* كيف ترى مبادرات الاصلاح التي تفرضها أميركا والغرب على الدول العربية؟

ـ جميع المبادرات التي تأتي من الغرب عموماً ومن الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً لا بد أن يتم التعامل معها بحرص وارتياب لأنها من صنع أميركا واسرائيل، فهذا فخ مبادرة الشرق الأوسط الكبير الهدف منه إلهاء العرب والمسلمين عما يحدث في العراق وفلسطين، وبالتالي يجب أن يكون رد الفعل هو عدم الاهتمام بهذه المبادرات وأن يكون لدى الدول العربية خطط اصلاح تنبع من ذاتها وتنفذها في الوقت المناسب، فالشعوب ليست رهناً لارادة الغرب.