المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية يدعو الإيسيسكو إلى تحديث الاستراتيجية الثقافية

TT

دعا المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في ختام دورته الحادية والثلاثين، المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ الى مواصلة تطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي ومتابعة تنفيذها من خلال المجلس الاستشاري الذي انشئ لهذا الغرض، وبالتعاون مع جهات الاختصاص في الدول الاعضاء والامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي.

وأكد أهمية مضاعفة الجهود وتضافرها وتنسيقها وحشد الامكانات والموارد من اجل اعطاء دفعة قوية لتفعيل آليات تطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي، وذلك من خلال العمل على تحديثها وتطويرها وتكييفها مع المتغيرات الاقليمية والدولية باعتبارها خطة عمل مرنة واطارا متحركا يستجيب لمتطلبات التنمية الشاملة متعددة الاغراض في العالم الاسلامي، مع مراعاة اختلاف الظروف والتنوع في الاختيارات والسياسات الثقافية الوطنية في كل دولة عضو.

وأهاب المؤتمر الذي اختتم اعماله اخيرا بالدول الاعضاء الى ادخال مبادئ الثقافة البانية للانسان وللحضارة وللتنمية والتقدم والمستوحاة من روح الحضارة الاسلامية، في صلب السياسات الثقافية الوطنية، مع التأكيد على تقوية عناصر التكامل والترابط والتزامن في اطار الاخوة الاسلامية الجامعة لشعوب الامة الاسلامية واعتمادها قاعدة للعمل الثقافي الاسلامي المشترك.

وأكد على الاهمية القصوى لتعميق مفهوم الوحدة الثقافية والحضارية للامة الاسلامية والعمل على تعزيز هذا المفهوم واستثماره في بناء الهوية الثقافية للعالم الاسلامي باعتبارها النواة الصلبة التي تصمد في وجه تحديات العولمة الكاسحة لخصوصيات الشعوب والمهددة لهوياتها الثقافية.

ودعا الدول الاعضاء التي لا توجد بها مجالس وطنية للثقافة، الى انشاء هذه الهيئات من أجل ان تتولى تنسيق انشطة العمل الثقافي فيها، وذلك بتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي، سواء في اطار وزارات الثقافة في الدول الاعضاء او المجالس الوطنية للثقافة بها، حيث تكون هذه المجالس اجهزة داعمة للمؤسسات القائمة ومتكاملة معها.

ودعا الدول الاعضاء الراغبة في تنفيذ مشاريع ثقافية، الى التقدم بهذه المشاريع الى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، لاحالتها على المجلس الاستشاري لتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي، وتقديم الدعم المالي والادبي الى هذا المجلس من خلال الايسيسكو.

واشاد المؤتمر بالمستوى المتميز والنتائج المهمة للندوات الدولية التي عقدتها الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي والايسيسكو في نطاق تنفيذ برامج الحوار بين الحضارات، ودعا الى الاستمرار في تنفيذ اكبر عدد ممكن من هذه المؤتمرات والندوات لشرح رؤية العالم الاسلامي الى الحوار بين الحضارات للعالم.

كما اشاد المؤتمر بالمستوى العلمي للدراسة التي اعدتها الايسيسكو حول رؤيتها الى تعزيز الحوار بين الحضارات، والدراسة التي اعدتها ايضا، حول المشهد الثقافي الاسلامي في الغرب، واعتمد المؤتمر الدراستين، وأوصى بتوزيعهما على الدول الاعضاء والمنظمات العربية والاسلامية والدولية ذات الصلة. واشاد المؤتمر ايضا، بالانجازات التي حققتها الايسيسكو في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال والتي جعلتها محل تنويه واشادة وتقدير من الدول الاعضاء والمجتمعات الاسلامية التي استفادت منها، واعرب عن تقديره لما تضمنه تقرير المدير العام للايسيسكو المقدم الى المؤتمر حول انشطتها بين الدورتين 30 و31، من انجازات كبيرة ومتميزة وطلب من الايسيسكو الاستمرار في بذل جهودها لتحقيق اهدافها السامية.

واعرب عن تقديره لجهود الايسيسكو في النشاطات التي نفذتها حول حوار الحضارات وتوضيح صورة الاسلام في الغرب لمواجهة المحاولات التي يشنها عدد من وسائل الاعلام الغربية بهدف الاساءة الى الدين الاسلامي ومقدساته وبخاصة بعد احداث 11 سبتمبر، واشاد بحسن تنظيم هذه الانشطة وبالمستوى الاكاديمي والعلمي للشخصيات المشاركة فيها.

اعرب المؤتمر عن اعتزازه بالموقع المتميز الذي اصبحت تحتله الايسيسكو على الساحة الدولية من خلال اقامة علاقات تعاون مع كبريات المنظمات الدولية الموازية، مما ادى الى تنفيذ مئات من البرامج المشتركة، وساهم في امتداد عملها وتعزيز مصداقيتها واشعاعها الدولي، ومكنها من توفير موارد مالية اضافية مهمة، وأهلها للاسهام في البناء الحضاري للأمة الاسلامية وتحقيق نهضتها الشاملة.

وأشاد المؤتمر بالاداء المتميز للمدير العام للايسيسكو وبالدور الفعال الذي تقوم به المنظمة الاسلامية برعايته، من اجل تحقيق النهضة التربوية والعلمية والثقافية للعالم الاسلامي، واعرب عن تقديره لجهوده الموفقة في مجال العمل التنسيقي بين الدول الاعضاء في الحصول على موارد مالية اضافية من خارج موازنتها مكنتها من تنفيذ عدد من برامجها ومشاريعها الحضارية الكبرى وتوفير احتياطي مهم من الموارد المالية. واعرب المؤتمر عن اعتزازه بقرار المنتدى الاقتصادي العالمي باختيار المدير العام للايسيسكو عضوا في مجلس القادة المائة.

وشكر المؤتمر الدول الاعضاء التي سددت مساهماتها في موازنة الايسيسكو، ودعا الدول الاعضاء التي لم تسدد حصصها بعد او التي عليها متأخرات الى المبادرة بالوفاء بالتزاماتها المالية لتمكين الايسيسكو من تنفيذ برامجها ومشروعاتها التربوية والعلمية والثقافية ذات الاهمية البالغة للعمل الاسلامي المشترك.

وناشد المؤتمر الدول الاعضاء التي لم تنضم بعد الى عضوية الايسيسكو، المبادرة الى ذلك والمشاركة الفعالة في مشروعاتها وبرامجها، كما ناشد قادة العالم الاسلامي ورجالات الامة الاسلامية المقتدرين تقديم تبرعات الى الايسيسكو من اجل اتمام بناء المقر الدائم للمنظمة الاسلامية في الرباط.