ندوة حوار الأديان في جنيف واجهة جديدة للاستشراق

TT

اجتمع لفيف من الروابط الاسلامية وممثلين عن الأديان الأخرى في جو من الود والتآلف في جنيف تحت رعاية مؤسستي «التعارف» و«قرطبة» في ندوة فكرية تهدف الى ارساء الحوار بين الأديان يعتمد على الشفافية دعي اليها بعض المفكرين الاسلاميين ومسؤولين من حكومة جنيف وتدوم الندوة عشرة أيام تمهيدا لمؤتمر واسع سيعقد في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) الحالي حتى الثالث من يوليو (تموز) المقبل.

وقال عبد الحفيظ الورديري من مؤسسة «التعارف» وهو الناطق باسم المؤسسة الثقافية الاسلامية في جنيف واحد ناشطي الدعوة الى حوار الأديان في تصريحات صحافية. «تنظم مؤسستا «قرطبة» و«التعارف»، خيمة للحوار بين الجالية المسلمة، وشخصيات من جنيف، في خطوة قد تتحول الى بداية مسار يهدف الى محو اخطار الافكار المسبقة وتصحيحها. وتستمر هذه الندوة الأولى من نوعها عشرة ايام تتخللها محاضرات وندوات وعروض فنية وحفلات موسيقية وفن طبخ شرقي تعرف بالتقاليد الاسلامية، يدعى اليها الباحثون والمستشرقون للتعرف على اصالة المجتمع العربي والاسلامي. ومثلما يعكس برنامج التظاهرة ـ التي لقيت دعما من السلطات المحلية في جنيف وبلدية ميران، ومن المؤسسة الثقافية السويسرية بروهيلفيتسيا، ومن رابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي بميزانية تقدر بـ180 ألف فرنك سويسري ـ استطاعت الروابط جمع اكثر من 100 ألف فرنك ومنحت بلدية جنيف الأرض مجانا لنصب الخيام حيث خصصت ثلاث خيمات لاستقبال المشاركين والزوار الأولى للندوات والثانية للعروض الفنية والثالثة لتقديم المأكولات. وقالت لولي بولاي ممثلة مؤسسة «قرطبة» وهي في اصل اسباني «إن هناك اهتماما بعدة شرائح من المجتمع ومن مختلف الطوائف الدينية «للاستفادة من روح الانفتاح في جنيف ولإظهار ما ساهم به الاسلام في نهضة الغرب».

أما السيدة نعمت مردم باي من مؤسسة «التعارف»، فتعكس نظرة الغالبية الصامتة لحد الآن من ابناء الجالية العربية والمسلمة في سويسرا، «الذين ترعرعوا في هذا البلد وتشبعوا ببعض قيم الانفتاح فيه دون التنكر لقيمهم ولثقافتهم العربية والاسلامية».

ومن المواضيع المهمة التي تطرحها الندوة مواضيع جادة مثل «حوار الثقافات»، و«هل الاسلام يشكل خطرا على الديمقراطية؟»، و«هل الاسلام يتماشى مع مبادئ حقوق الانسان؟»، التي ستحتضنها خيمة تسع لأكثر من 400 مشارك، وهناك خيم جانبية ستحتضن امسيات موسيقية تعكس التعددية الثقافية مع عازف العود العربي الشهير نصير شمة، وفرقة كارمونا للموسيقى الأندلسية الاسبانية، اضافة الى عدة فرق محلية شابة. يذكر ان الجالية الاسلامية يقدر عددها في سويسرا ما بين 150 الى 200 ألف ويعيش في جنيف ما يقارب الـ 40 ألف مسلم.