16 حاجة سيكولوجية تدفع الناس للجوء إلى الدين

TT

لا يعود انجذاب الناس إلى الدين بسبب الخوف من الموت فقط أو أي سبب أحادي حسب نظرية سيكولوجية متكاملة جديدة تتعلق بالدين، فهناك الآن 16 حاجة سيكولوجية للناس تدفعهم للبحث عن معنى من خلال الدين، حسبما ذكر البروفيسور ستيفن رايس واضع هذه النظرية والاستاذ في علم النفس والأمراض العقلية في جامعة ولاية أوهايو.

هذه الحاجات البشرية الأولية، التي تشمل الشرف والمثالية والفضول والتقبل قادرة على تفسير الأسباب التي تجعل بعض الناس منجذبين إلى الدين، كذلك تفسر هذه النظرية السبب الذي يجعل الصور الإلهية معبرة عن نوعيات معاكسة سيكولوجيا، وتبرر العلاقة القائمة بين الشخص والتجارب الدينية.

حاول علماء النفس السابقون أن يفسروا الانجذاب إلى الدين بسبب حاجيات سيكولوجية بعيدة المنال، وأكثر الأسباب التي كانوا يعزون إليها الانجذاب إلى الدين هو الخوف من الموت مثلما يعبر عنه المثل القائل «ليس هناك أي ملحد في أية حفرة ثعالب... لكن الدين هو متعدد الوجوه وهو لا يمكن تقليصه إلى رغبة واحدة أو رغبتين» كما قال رايس.

ويصف رايس نظريته الجديدة، التي قال إنها قد تكون الأكثر شمولا في مجال علم النفس منذ عمل فرويد قبل أكثر من قرن. وفي عدد يونيو (حزيران) الماضي من مجلة زايغون المتخصصة في مسائل العلوم والدين، قال رايس «لا أظن أن هناك نظرية متكاملة حول الدين قابلة للفحص الديني».

وتستند النظرية إلى نظريته الشاملة حول الدافع البشري الذي يسميه نظرية الحساسية. وقام رايس بشرح نظرية «الحساسية» في كتاب أصدره عام 2000 الذي يحمل عنوان «من أنا؟ الرغبات الأساسية الست عشرة التي تحفز على أفعالنا وتحدد شخصياتنا».

وقال رايس إن كلا من هذه الرغبات الست عشرة التي حُددت في الكتاب وراء الانجذاب نحو التصرف الديني. والرغبات هي القوة والاستقلالية والفضول والتقبل، والطقس الديني، والادخار والشرف والمثالية والاتصال الاجتماعي والعائلة والمكانة الاجتماعية والعاطفية والأكل والتمارين البدنية والسكينة.

يجب القول إن رايس قام ببحث اولي يشير إلى أن الرغبة للاستقلال هي رغبة سيكولوجية أساسية تفصل الناس المتدينين عن غير المتدينين. وفي دراسة صدرت عام 2000 وجد رايس أن الناس المتدينين يعبرون عن رغبة قوية للاعتماد المتبادل مع الآخرين بينما أولئك الذين هم غير متدينين أظهروا حاجة أقوى للاعتماد على الذات والاستقلالية.

وشدد رايس على أن نظريته تتناول سيكولوجيا التجارب الدينية وأنه ليس لها أي تطبيق في مدى صحة أو عدم صحة هذا الدين أو ذاك. كذلك بينت تلك الدراسة أن الناس المتدينين يقيمون الشرف أكثر من غير المتدينين وقال رايس عن هذه الظاهرة إن الكثير من الناس يتبنون الدين لأنهم يريدون أن يبقوا أوفياء لآبائهم وأسلافهم.

وفي البحث الذي نشره في مجلة «زايغون» قال إن كل رجل متدين يتقبل أيا من الحاجات البشرية الست عشرة بحيث تتوافق مع شخصيته. وقال «إنهم يتبنون هذه الجوانب من الصورة الدينية التي تعبر عن أعمق حاجاتهم الدينية وأعمق قيمهم الشخصية».

وقال رايس إن واحدا من هذه العوامل هو رغبة الفضول. فالمتدينون المثقفون الذين لهم فضول معرفي قوي يقدرون الرب الذي هو عليم من خلال المنطق، بينما أولئك المتدينون الذين يمتلكون فضولا ضعيفا قد يقدرون الرب العليم من خلال الإلهام.

وقال رايس «يجب على أولئك الذين لديهم حاجة قوية للطقوس أن يستمتعوا بالتجارب الطقوسية الدينية، بينما أولئك الذين لديهم حاجة ضعيفة للطقوس فإنهم قد يفضلون أن يعبروا أكثر عن إيمانهم وبشكل فوري».