المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة يدعو إلى مراجعة صريحة لتجربة الحوار الإسلامي المسيحي

TT

شدد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ على ضرورة تطوير منهج الحوار الاسلامي ـ المسيحي، مؤكدا الحاجة الى هذا التطوير في هذه المرحلة الدقيقة التي تتزايد فيها اهمية تعزيز الحوار على جميع المستويات، خصوصا على المستوى الديني بين اتباع الديانات السماوية، للوقوف في وجه هذا الاكتساح الواسع للمادية الشرسة التي لا صلة لها بالقيم الروحية والمبادئ الانسانية ومكارم الاخلاق، مما يهدد المجتمعات المعاصرة باخطر الآفات بعضها استفحل اليوم وتفشى على نطاق واسع، ولا سبيل الى التغلب على آثاره المدمرة، الا باللجوء الى التعاليم الدينية التي تحض على العفة والاستقامة والابتعاد عن المباذل والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وقال في اجتماع لجنة الاتصال الاسلامي ـ الكاثوليكي التي افتتحت دورتها العاشرة اخيرا في القاهرة: «إننا مع التسليم باهمية الحوار الديني واشتداد الحاجة اليه، حريصون على ان نؤكد ان الحوار، ايا كانت وسيلته وغايته، لا بد وان يقوم على قاعدة متينة من الاحترام المتبادل، وعلى قدر مشترك من الندية، وينطلق من قواسم مشتركة، وإلا فقد هذا الحوار جدواه، وصار غير ذي موضوع».

وقال: ان المهمة الاساس التي حددت للجنة الاتصال الاسلامي ـ الكاثوليكي، هي التمهيد الجيد لاجراء هذا الحوار من خلال اقامة جسور للقاء المستمر الذي يؤدي الى تعزيز التفاهم وتعميق الثقة، مشيرا الى ان الاتصال هو ضرب من الحوار فإذا لم توفر له الاسباب والوسائل والظروف الملائمة انعدمت الفائدة منه.

واضاف قائلا: امام الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر والبابا شنودة والمطران مايكل فيزنجرالد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان واعضاء اللجنة: «نحن نقول هذا على سبيل المصارحة والمكاشفة، وقصدنا ان يكون الحوار الذي نؤمن به ونلتزمه ونحرص عليه، حوارا عمليا نافعا ومجديا، يخدم المصالح المشتركة، وهي الدفاع عن القيم الدينية المشتركة، وفي المقدمة منها الايمان بالله الخالق البارئ مدبر الكون الذي خلق الانسان وكرم بني آدم جميعا، ومحاربة كل اشكال الانحراف الخلقي الذي تحرمه الاديان السماوية، والتنديد بالظلم والعدوان على الكرامة الانسانية، وعلى حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفي ممارسة سيادتها الكاملة على ترابها الوطني وفقا للقانون الدولي، الى جانب نبذ العنف والارهاب بجميع اشكاله والعمل على اشاعة قيم العدل والسلام والتعايش والحوار».

واستطرد الدكتور التويجري قائلا: «لقد آن لنا اليوم ان نصارح انفسنا بأن الموقف الذي تتخذه بعض الاطراف المسيحية، سواء أكانت كاثوليكية أم بروتستانتية أم ارثوذكسية، ازاء ما يجري اليوم في الاراضي الفلسطينية من عدوان عنصري مستمر على الشعب الفلسطيني من طرف سلطات الاحتلال الاسرائيلي، لا ينسجم مع القيم والمبادئ الدينية التي تؤمن بها هذه الاطراف، ذلك اننا نلاحظ ان التردد في الانحياز الى الحق واعلان الادانة الواضحة للمظالم وللجرائم التي ترتكب ضد الانسانية وعدم الوضوح في اتخاذ الموقف ازاءها، من شأن ذلك ان ينعكس سلبا على الجهود التي نبذلها من اجل تعزيز الحوار وتمتين الاتصال وتطوير التعاون«.

يذكر ان لجنة الاتصال الاسلامي ـ الكاثوليكي تعمل في اطار المنتدى الاسلامي العالمي للحوار الذي يضم في عضويته الدكتور عبد العزيز التويجري وتم بهذه المناسبة التوقيع على اتفاقية للتعاون بين المنتدى الاسلامي العالمي للحوار ومجلس كنائس الشرق الأوسط.