اكد الدكتور مصطفى تسيرتش مفتي جمهورية البوسنة والهرسك ان الاسلام يملك مفاتيح الحضارة والتقدم ولكن في وقتنا الراهن تنقصهم الثقة بالنفس نتيجة للقلق الثقافي وبالتالي فإن معظم المسلمين المعاصرين فقدوا الجرأة الروحية والابداع الفكري.وأوضح مفتي البوسنة في دراسة له بعنوان «التآلف الاسلامي المعاصر والعناية بالتعددية الفكرية» قدمها للمؤتمر الاسلامي الدولي السادس عشر الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة أخيرا ان الازمة الحالية للحضارة الاسلامية تكمن في عدم ثقة المسلمين بأنفسهم في طرح رؤية واقعية للتفاعل مع احداث العصر .وقال ان الحضارة الاسلامية لم تصنع العزلة أو الانصهار والذوبان بل صنعت االتفاعل والتعاون والتعايش.
واشارالدكتور تسيرتش الى ان التعايش يمثل النقطة الحاسمة التي حددت مسار الحضارة الاسلامية في الماضي أي قدرتها على الاستمرارية الضرورية للتراث مع إمكانية تغيير التاريخ. ويرى ان التحدي المستمر والمتمثل في تثمين التراث وقبول التغييرات في التاريخ اختبار حقيقي لمستقبل الحضارة الاسلامية سواء في ثباتها الروحي أو في ابداعها الفكري. ويوضح الدكتور تسيرتش ان فكرة التعايش بين الاستمرارية والتغيير هي الفكرة الرئيسية التي مكنت الحضارة الاسلامية من تحقيق ذلك النجاح غير المسبوق في تاريخ العالم وتكمن قوة هذه الفكرة في مفهومي ايجابية التاريخ (التصديق) ونشأة الانسان الخالي من الذنب (البراءة).
ويرى ان احد اسباب تقدم العالم الاسلامي على باقي اجزاء العالم يكمن في حقيقة ان الاسلام قد حرر البشرية من عقدة الذنب ورسخ مبدأ تساوي الفرص للجميع ليظهروا جدارتهم التاريخية.
ودعا الدكتور تسيرتش في هذه الدراسة الجيل المعاصر من شباب المسلمين الى ان يتمسك بقوة الايمان بالتحرر من اخطاء الماضي ليتحمل المسؤولية عن مستقبل العالم ليس بالسير في طريق الانعزال أو الانصهار والذوبان وإنما بالسير على طريق التفاعل الثقافي والتعاون الحضاري.