شيخ الأزهر: الإسلام يرفض الإكراه على العقائد

TT

أوضح الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن الدين الاسلامي تميز في جوهره عن باقي الأديان السماوية الأخرى بأنه دين جاء بتمام الاخلاق وكمالها، التي أضحت البشرية في امس الحاجة الى تطبيقها في الوقت الراهن حتى يسود الامن والسلام في ربوع العالم. ويبين الدكتور طنطاوي في كتابه الصادر حديثا عن دار نهضة مصر بعنوان «العقيدة والأخلاق«ان العقيدة عندما تقوم على الحق يكتمل الايمان ويتجدد في نفوس المؤمنين الأوفياء، الذين قال الله فيهم : «صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». واشار المؤلف الى أن الاسلام يرفض الاكراه على العقائد لأنها مرتبطة بالقلب وبالذات الانسانية وان الاكراه عليها لا يأتي الا بمنافقين، مستشهدا على ذلك بآيات من القرآن الكريم «لا إكراه في الدين». ويؤكد أن شريعة الاسلام تهدر كل قول أو فعل أو اعتقاد يأتي عن طريق القسر أو الاجبار، ولذلك لم يلجأ المسلمون في يوم من الايام الى اكراه أحد على الدخول في الاسلام، وانما كانوا اذا فتحوا بلدا عرضوا على أهله الاسلام، فإن دخلوا فيه عن اقتناع صاروا مسلمين، وإن أبوا الا البقاء على دينهم وعقيدتهم تركوهم وشأنهم، وعاملوهم بالمعاملة العادلة التي قررتها شريعة الاسلام. واسهب المؤلف في الحديث عن اخلاق الاسلام، مؤكدا ان جميع الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل الى الناس، قد جاءوا جميعا برسالة واحدة في أصولها وفي جوهرها ألا وهي: اخلاص العبادة لله الواحد القهار وغرس مكارم الاخلاق في النفوس. ويوضح المؤلف ان العبادات التي كلف الله تعالى بها عباده، التي هي من اركان الاسلام لم يشرعها الله، عبثا وإنما شرعها الله لتثبيت الايمان في النفوس ولتطهير القلوب ولتعويد الانسان على التمسك بمحاسن الاخلاق وبحميد الخصال وبجميل العادات مهما تغيرت الظروف. وتطرق المؤلف إلى تباين مكانة الاخلاق في الدين، مؤكدا ان الاخلاق التي هي سلوك وسجايا وطبائع وهيئات تتعلق بالانسان، اذا احسنت واستقامت وصلحت في كل ما يصدر عن صاحبها من اقوال وافعال، كانت دليلا واضحا على قوة الايمان وسلامة الوجدان.

واشار الدكتور طنطاوي الى ان الاخلاق الكريمة هي ثمرة الايمان القوي الصادق، وان الاخلاق السيئة هي وليدة ضعف الايمان، مؤكدا ان الشريعة الاسلامية حثت اتباعها على التمسك بالاخلاق الفاضلة التي تبني ولا تهدم، وحذرتهم من الوقوع والاقتراب من رذائلها، وبينت لهم ان حسن الخلق يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات، بينما سوء الخلق يهوي بصاحبه الى أسفل الدرجات.