مفتي قازاقستان: الحوار بين الأديان ضرورة لنبذ التعصب الديني

TT

أكد الدكتور عبد الستار درويش علي رئيس الادارة الدينية لمسلمي قازاقستان والمفتي العام لدولة قازاقستان أن حوار الاديان والمذاهب ضرورة لتحقيق التعايش السلمي في المجتمع ونبذ التعصب الديني بين القوميات. وتحدث الدكتور درويش في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الإسلامي الدولي الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة حديثا عن كيفية استعادة مسلمي قازاقستان وحفاظهم على هويتهم الاسلامية خلال حقبة الاحتلال الشيوعي لبلاده كما تطرق الحديث الى الدور الذي تقوم به جامعة «نور مبارك» الاسلامية في خدمة الدعوة الاسلامية في منطقة آسيا الوسطى.

* حاولت الشيوعية طمس الهوية الاسلامية لشعب قازاقستان إلا أن الشعب القازاقي ظل متمسكا بهويته الاسلامية، كيف استطعتم ذلك؟

ـ لقد وقع الشعب القازاقي تحت احتلال روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر، وتم اثناء الحقبة الشيوعية اضطهاد المسلمين والشخصيات الدينية ومع ذلك استطاع الشعب القازاقي المحب للحرية الثبات والصمود في وجه التحديات ولذلك بقي حيا، والحمد لله فقد حصل بلدنا على الاستقلال من جديد عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ميلادية، فلقد انقطعت السيرة التاريخية للشعب القازاقي المسلم بسبب سيطرة السلطة السوفياتية ولكنها مع ذلك ما استطاعت في هذه السنوات الشيوعية استئصال الدين من وعي الشعب القازاقي وخلال عشر سنوات من الاستقلال والسيادة القازاقية تم رجوع القيم الروحية وخاصة القيم الدينية الى مجراها الصحيح.

ومن المعروف ان الدين هو الثقافة الروحية التي يحتفظ بها الشعب في تقاليده وعاداته، وهنا تأتي كلمة المحافظة على التقاليد بمعانيها الجيدة التي تساعد الشعب على ألا ينسى تاريخه وماضيه وعلى أساسه يستطيع أبناء الوطن بناء مستقبلهم بالتفاؤل والسعادة.

ونظرا للتاريخ المجيد لشعب قازاقستان، فإنه يمكن القول بثقة بأنه الآن يجري تعميق الثقافة الروحية بصورة شديدة.

* قضية الحوار بين الاديان من القضايا المطروحة على الساحة الدولية بشدة فهناك من علماء المسلمين من يؤيده، وهناك من يرفضه فما تعليقك؟

ـ حوار الاديان والمذاهب مهم في استقرار المجتمعات البشرية والحفاظ على السلام في المجتمع والا سيحدث التفكك والشقاق بين الناس، ولذلك ندعو الناس لمحبة السلام وابداء عدم التعصب الديني بين القوميات، فلم يكن الاسلام في قازاقستان ولن يكون مصدر الشقاق بين القوميات علاوة على ذلك كله الاسلام يدعو دائما الشعوب بغض النظر عن اختلافاتها القومية الثقافية واللغوية والدينية للتفاهم والوفاق الاجتماعي وحسن الجوار.

* في اطار سعي مصر لتأكيد الهوية الاسلامية ونشر الوعي الديني قامت بانشاء جامعة نور فهل حققت الجامعة الدور المرجو منها؟

ـ يشعر مسلمو قازاقستان بحب واحترام وتقدير غير عادي لإخوانهم في مصر باعتبارها قلعة الاسلام، وفيها كعبة العلم الشرعي وهو الأزهر الذي يتوافد عليه أبناء العالم الاسلامي لينهلوا منه، لقد بدأت الدراسة في الجامعة المصرية «نور مبارك» للثقافة الاسلامية في أول سبتمبر عام 2001 بمدينة المآتا بقازاقستان، وبدأت بطلاب تخصصوا في علوم اللغة العربية والشريعة الاسلامية بهدف تزويد دولة قازاقستان بأئمة المساجد والخطباء الذين تحتاج الدعوة اليهم في البلاد، وستدخل الجامعة في أعوامها المقبلة عددا من التخصصات المهمة التي ستؤدي دورا بارزا في دعم العلاقات العربية القازاقية وانشاء جسور قوية من الصلة بين الدول العربية والاسلامية ودولة قازاقستان مثل تخصصات الترجمة والثقافة الاسلامية والاعلام والتاريخ الاسلامي والأدب العربي وغيرها بحيث تزود سائر المجالات بالخريجين المتخصصين في الدراسات العربية ومختلف التخصصات الحديثة.

* ما هي رؤيتكم لمستقبل الاسلام في منطقة آسيا الوسطى بعد أكثر من عشر سنوات على سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال كثير من الدول الاسلامية؟

ـ يتوقف مستقبل الاسلام على مدى التعاون والايجابية التي تقدمها الدول العربية والاسلامية لدول هذه المنطقة وذلك من خلال تقديم منح دراسية لطلابها للدراسة في المعاهد والجامعات الاسلامية وارسال دعاة يتصفون بالوسطية الى مسلمي آسيا الوسطى بشرط أن يجيدوا لغات أهل هذه المنطقة ويكونوا على دراية بعادات وتقاليد هذه البلاد.