مفتي أوغندا: أطالب المؤسسات والمنظمات الإسلامية بالتواصل مع المسلمين في أفريقيا لإحباط المخططات التي تستهدف عقيدتهم

الشيخ شعبان رمضان موجابي لـ«الشرق الأوسط»: توجد 70 إذاعة في أوغندا واحدة منها فقط تتحدث باسم الإسلام

TT

ناشد الشيخ شعبان رمضان موجابي مفتي أوغندا ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى، جميع المؤسسات والهيئات والمنظمات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي بدعم المسلمين في أفريقيا وتقديم يد العون لهم وفتح قنوات للاتصال بهم وعدم تركهم فريسة لمخططات التبشير والتنصير. وقال الشيخ موجابي في حديث لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته للقاهرة أخيرا: إن الاعلام الأجنبي يعمل بشكل مكثف في أوغندا بهدف تشويه عقيدة المسلمين، وتطرق الشيخ موجابي في حديثه للأحداث الجارية على أرض فلسطين والعراق وفي ما يلي التفاصيل :

* نرجو تسليط الضوء على أحوال المسلمين في أوغندا وكيف يعيشون وما هي العقبات التي تواجه الدعوة الاسلامية في بلادكم؟

ـ عدد المسلمين في أوغندا يتراوح ما بين ستة ملايين ونصف المليون الى سبعة ملايين مسلم من حوالي 20 مليون نسمة عدد سكان أوغندا. والمسلمون في أوغندا لديهم رابطة تجمعهم هي المجلس الاسلامي الأعلى الذي أرأسه، وهذه نعمة من الله تعالى أن تم توحيد صفوف المسلمين تحت راية واحدة وفي صف واحد فأصبحوا أمة متحدة، لكن هناك بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في أوغندا ونسعى للتغلب عليها ونطلب من اخواننا في العالم الاسلامي مساعدتنا في القضاء على هذه المشكلات، ومن هذه المشكلات ما هو دعوي ومنها ما يتعلق بالظروف الاقتصادية للمسلمين، حيث ارتفاع نسبة الفقر والجهل وبالتالي انتشار الأمراض.

أولاً: ما يتعلق بالشق الدعوي نجد أن الاعلام الغربي الموجه يعمل بشكل مكثف في أوغندا بهدف تشويه عقيدة المسلمين وزلزلتها في نفوس النشء المسلم، وبالتالي يصلون للهدف النهائي وهو تنصير المسلمين واستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المسلمون في بعض المناطق الفقيرة، فمثلاً يوجد في أوغندا حوالي 70 اذاعة، لا توجد بينها إلا اذاعة واحدة تتحدث باسم الاسلام، هذا بالاضافة الى أن هناك حوالي 15 ألف مدرسة حكومية يتعلم بها أبناء المسلمين ولا يوجد ضمن مناهجها الدراسية أي شيء عن الدين الاسلامي، انما تدرس الديانة المسيحية وبالتالي فإن أبناء المسلمين يدرسون المسيحية بدلاً من الاسلام وهذه مشكلة خطيرة لأن هذا النشء لم يعرف عن الاسلام بقدر ما عرف عن المسيحية. أما ما يتعلق بالظروف الصحية والاقتصادية للمسلمين فكل المستشفيات في أوغندا تابعة للكنائس، ونظراً لأن المسلمين لا يملكون أن يقيموا مستشفيات خاصة بهم فإنهم يذهبون الى هذه المستشفيات، وبالتالي يكون خطر تنصيرهم واضحاً جداً، خاصة في تصرف المنصرين والقائمين على شؤون العلاج بهذه المستشفيات، وكيف يعاملون المريض خلال فترة العلاج اذ يعدون له برنامجاً لتنصيره فيسألونه أسئلة بهدف تشويه عقيدته والعمل على ادخاله في المسيحية. وكثير من المرضى المسلمين الذين تم علاجهم بهذه المستشفيات حدث لهم ذلك وكانوا ينامون على السرير ويرون صورة الصليب معلقة أمامهم.

* لكن هل حقق هؤلاء المنصرون شيئاً مما يسعون إليه وهل هناك احصائية لعدد الحالات التي قد نجحوا في تنصيرها من المسلمين؟

ـ لا توجد احصائية لدي ولكن هناك حالات متعددة وكثيرة تعرضت للتنصير، وعدد قليل من يعلن أنه ترك الاسلام واعتنق المسيحية وكثير من تراه بأفعاله ليس مسلماً.

* لكن هل نجحت عمليات التنصير والتبشير في وسط الفقراء المسلمين والجهلاء منهم بأسس العقيدة الاسلامية، خاصة أن مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان راهنا على تنصير القارة الأفريقية قبل عام 2002؟

ـ الاسلام الدين الخاتم لكل رسالات السماء وهو رسالة عالمية والقرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم تعهد بحفظه وبالتالي حفظ هذا الدين، قال الله تعالى: «إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فالاسلام سيبقى رغم كل هذه المحاولات لأنه دين حق وفطرة رغم ما يقدمه هؤلاء المنصرون من اغراءات وما يفعلونه من حيل فالحق سيبقى والظلم لا يدوم وجميع هذه المحاولات التنصيرية مصيرها الفشل لأن وعد الله حق بأنه سيحفظ دينه.

* ما هو موقف المسلمين في أوغندا ممـــا يـــدور في العالــم العربي من أحداث، في العــــراق وفلسطــــين؟

ـ المسلمون في أوغندا رغم قلة امكاناتهم، يعبرون عن اعتزازهم وانتمائهم لأمتهم الاسلامية، وهم ينددون بالاحتلال الأميركي للعراق لأنه احتل أرضاً مسلمة بدون وجه حق وعمل هذا الاحتلال على اشاعة الفوضى في هذه البلاد وبالتالي فإننا نرى أن المقاومة العراقية للاحتلال مشروعة لأن أبناء الوطن يحاولون اخراج المحتل وهذا حق لهم. وبالنسبة لاخواننا في فلسطين فهم يجاهدون ضد محتل وظالم ونحن نؤيدهم في كفاحهم ضد الاحتلال البغيض الذي شرد وقتل الآلاف وهدم المنازل وما زال مستمراً في سياسته الوقحة لتدمير الشعب الفلسطيني صاحب الحق، والشعب الأوغندي يقف الى جانب الشعبين العراقي والفلسطيني في نضالهما وكفاحهما المشروع ضد الاحتلال في سبيل استرداد حقوقهما وندعو الله أن ينصرهما على اعدائهم واعداء الاسلام.

ولا بد للولايات المتحدة الأميركية أن تلتزم جانب العدل في القضية الفلسطينية، خاصة حق الفلسطينيين في المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي بدلاً من أن ترميهم بأوصاف وتتهمهم بتهم هم منها براء، فبدلاً من أن تسميهم ارهابيين يمكنها الضغط على الطرف الآخر حتى يوقف من جانبه الارهاب، فهل الذي يدافع عن حقه يصبح في نظر أميركا ارهابياً؟!

* هل يوجد تعاون واتصال بين المجلس الاسلامي الأعلى في أوغندا ومؤسسات وهيئات اسلامية من دول أخرى؟

ـ نعم نحن نتعاون مع مؤسسات ومنظمات اسلامية في دول عربية واسلامية وخاصة التي تقوم بدعمنا في التعليم ونشر الثقافة الاسلامية، ولكن هذا الدعم ليس بالصورة التي نأملها جميعاً، إلا أنه يسير بشكل مرض بعض الشيء، والأزهر الذي يعد منارة العلم في العالم الاسلامي يقبل أبناءنا وهم يدرسون في معاهده وجامعة العلوم الاسلامية، وكذلك جمعية الدعوة الاسلامية في ليبيا وغيرها من المنظمات والمؤسسات الاسلامية، ونطالب جميع المنظمات والهيئات الاسلامية في العالم الاسلامي أن ينظروا الى اخوانهم في أفريقيا بدلاً من تركهم فريسة لمخططات التبشير والتنصير التي تقوم على استغلال حاجة الفقراء والمعوزين وان يقوموا بدعمهم ومد جسور التواصل معهم لأن الاسلام وحد المسلمين وربط بينهم برابطة الأخوة في العقيدة وجعل التفاضل والتمايز بالتقوى والعمل الصالح «فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح».