المشرف العام على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالبلقان: خصصنا 25 مليون ريال لاقامة أوقاف للأعمال الخيرية

TT

قال الشيخ محمد بن سليمان المعيوف مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالبلقان لـ «الشرق الأوسط» ان الندوة العالمية للشباب الاسلامي أول مؤسسة عربية اسلامية اهتمت بكارثة المسلمين في البوسنة والهرسك. وقال: يسرني أن أعرف قراء «الشرق الأوسط» بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، خاصة أولئك الذين انتفعوا من برامجها ولم يعرفوا ينابيعها الخيرة، أو فروعها المنتشرة في انحاء عديدة من العالم، فهي هيئة اسلامية عالمية تعنى بالشباب الإسلامي ولها مكاتب في38 دولة. اهدافها ومجال اهتماماتها التجمعات الشبابية والطلابية والوقوف في وجه التحديات المختلفة. وعن مغزى الاهتمام بالشباب قال الشيخ المعيوف: الشباب هم عماد نهضة الأمم والمعيار الذي تقاس به حالة الشعوب، فإذا كان الشاب في صحة بدنية وصحة نفسية وصحة سلوكية وفكرية، فهذا دليل على أن مستقبل الأمة بخير، واذا كان عكس ذلك فإن المستقبل سيكون قاتما. وعن ما تقدمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي قال: نقدم المنح الطلابية، ونقيم ونرعى المخيمات الشبابية، ونقيم الدورات الشرعية ونوزع الكتاب الإسلامي على نطاق واسع. وللندوة لجان متخصصة، منها لجنة فلسطين ولجنة كشمير وغيرهما من اللجان التي تهتم بشؤون المسلمين في مختلف أنحاء العالم. وفي رده على سؤال لـ «الشرق الأوسط» عن تاريخ تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي قال المعيوف: في سنة 1972 أمر الملك فيصل رحمه الله بتأسيس الندوة العالمية للشباب الاسلامي وهي منذ ذلك الحين تقوم بدورها الريادي في خدمة الشباب الإسلامي في العالم وتنتشر مكاتبها في القارات الخمس في البوسنة والبلقان وأوروبا، والأميركيتين، والجمهوريات الإسلامية.

وعن بداية العمل في البوسنة والهرسك قال: افتتح مكتب الندوة رسميا في سنة 1996، ولكن الندوة كانت تجمع التبرعات للبوسنة منذ بداية العدوان على المسلمين في بداية 1992 وهي بذلك أول مؤسسة اسلامية تنشئ لجنة للبوسنة والهرسك وتجمع التبرعات للمسلمين البوسنيين وتعرف بقضيتهم في الأوساط الاعلامية والشعبية. وفي سنة 1993 تخصصت الهيئة السعودية العليا لجمع التبرعات للمسلمين في البوسنة والهرسك وأسندت رئاستها للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض. وعن اسباب قيام الندوة العالمية للشباب الإسلامي بافتتاح مكتب لها في البوسنة والهرسك أوضح المعيوف: عندما انتهى القتال في البوسنة والهرسك بدأت حرب اخرى هي الحرب الفكرية والعقائدية، ولذلك رأت الندوة ضرورة فتح مكتب لها في البوسنة والهرسك لتنظيم المحاضرات الفكرية الشبابية والتجمعات الطلابية والاكاديمية وتقديم المنح الطلابية، وقدمت 140 منحة لطلاب درجة البكالوريوس، وثماني منح دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه)، ولدينا مخيمات شبابية كل نهاية اسبوع ومخيمات عامة كل صيف وخمسة ملتقيات سنوية يشارك فيها شباب من دول يوغوسلافيا السابقة، كان آخرها ملتقى شباب السنجق ومقدونيا وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك، ولدينا مراكز ثقافية متواضعة داخل سكن الطلاب، ولدينا نشاطات في الحج حيث استضفنا87 حاجاً، كما ان لدينا نشاطات خاصة في رمضان حيث نقيم المسابقات، وموائد الافطار لآلاف الصائمين، ولنا اهتمام خاص بإعداد القيادات وتنظيم الاتحادات الطلابية. وعن الدور الذي تقوم به الندوة العالمية للشباب الإسلامي لإعداد القيادات والوسائل والإمكانات التي تستخدمها لذلك الغرض قال: نقيم لهم دورات متخصصة شرعية وفكرية واعلامية، بهدف تنمية الملكات الابداعية لدى المتفوقين والبارزين في المجالات المختلفة ولدينا حاليا من البوسنة والهرسك 80 عضوا يمثلون مختلف الاقاليم في البوسنة والهرسك. وعن طبيعة العلاقات مع الهيئات والجمعيات الاسلامية الاخرى قال المعيوف: التنسيق مع الهيئات والجمعيات الاسلامية قائم وهو على احسن ما يرام وهناك خمس جمعيات شبابية اسلامية بوسنوية لكل جمعية عشرة مقاعد في مجلس التنسيق الاسلامي البوسنوي، والندوة ترعى المجلس وتشجعه وهذه سياسة الندوة العالمية للشباب الاسلامي فهي تساعد كل من يعمل لهذا الدين، وعن التجربة البوسنوية والمحنة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك ذكر ان التجربة البوسنوية تجربة رائدة ورائعة رفعت رؤوس المسلمين، لكننا لا نزال في مربع الغرس والرعاية والدفاع. ولم ندخل مربع قطف الثمار وهذه اشكالية كبيرة في نظر العاملين للإسلام، لقد كان للمؤسسات الإسلامية دور كبير اثناء الحرب، وعندما انتهى القتال قفلت راجعة أو قلصت اعمالها الى درجة منخفضة جدا، وهكذا جاء الآخرون ليقطفوا الثمار، فلماذا نترك قطف الثمار لأعدائنا؟ وعن تأثر الأعمال الخيرية سلبا وايجابا بحركة التبرع، مما لا يمكن تحديد مستقبل أية مشروع من دون أن يكون له دخل مضمون قال الشيخ محمد بن سليمان المعيوف: هذا صحيح وقد أدركت الندوة العالمية للشباب الإسلامي اهمية الوقف بعد حرب الخليج ونضوب الموارد فخصصت مبلغ 25 مليون ريال سعودي (8 ملايين دولار) للوقف وكونت لجنة خاصة لهذا الغرض.