أعذار الغلو الباطلة

عبد المحسن العبيكان *

TT

مضى الحديث في الحلقة الماضية عن ان فكر الغلو والتكفير قد شب وترعرع وآتى أكله واينعت ثماره عندما خرج الروس من افغانستان واشتعلت الفتنة بين جماعات المقاتلين...

ووصلاً للحديث نكمل فنقول إن قادة الفكر المنحرف أخذوا بالتخطيط لاستمرار القتال بعد ان اقفلت ابوابه في افغانستان، فلم يكن لديهم بد من اشعال فتنته ولو كان من بلد الحرمين الشريفين، فأخذوا يلتمسون لانفسهم الاعذار ويقيمون الحجج الباطلة ليسوغوا لانفسهم تحويل هذه البلاد المباركة الى افغانستان جديدة، وبرروا اعمالهم المشينة بأنهم انما يريدون قتل الامريكان والاوربيين وسائر من لا يعتنق الاسلام لان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بإخراج المشركين من جزيرة العرب، واخذوا يفسرون الحديث حسب اهوائهم ويحددون جزيرة العرب حسب شهواتهم ، وسوف نتطرق، ان شاء الله، لهذا الموضوع، ثم لما اضطروا الى قتل بعض المسلمين بمن فيهم النساء والاطفال اخذوا في تبرير هذه الاعمال الاجرامية بأنهم يبعثون على نياتهم كما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يغزو جيش الكعبة فاذا كانوا ببيداء من الارض خسف بأولهم وآخرهم، قالت عائشة رضي الله عنها: كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم من ليس منهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: يخسف بأولهم وآخرهم ويبعثون على نياتهم»، وهذا الحديث هو من فعل الله بعباده وهو اعلم بما يصلحهم فشبهوا فعلهم في قتل الابرياء بفعل الله في الخسف بغير افراد الجيش، وهذا والعياذ بالله من الضلال والجهل، فإن الله يحدث زلازل وبراكين وفيضانات ونجد ذلك من الحوادث التي تموت فيها اعداد كبيرة، وهو جل وعلا اعلم بمصلحة العباد، ولا يقول عاقل ان لأحد من العباد ان يقتل الناس بمثل تلك الحوادث، ثم لما وجدوا انهم مضطرون لمقاومة رجال الامن وقتلهم اخذوا يبررون هذه الجريمة بالحكم على رجال الامن بالكفر وايضا من يتعاون معهم فلبسوا على الجهلة الطغام واقنعوا بعملهم المشين من لا يفقه احكام الاسلام، كذلك هم يستغلون كل حدث يحدث في المنطقة لتصويره بصورة محاربة الاسلام، وزعموا ان حكومة المملكة العربية السعودية وغيرها اعانوا الكفار على المسلمين في حربهم على العراق واخذوا يبثون افكارهم المنحرفة ودعاواهم الباطلة عبر عدة وسائل منها شبكة الانترنت ورتبوا على هذه الادعاءات الحكم بكفر هذه الحكومات بدعوى موالاة ومظاهرة المشركين على المسلمين ، وسوف نتكلم عن هذا الموضوع بالتفصيل.

وفي سبيل الوصول الى اهدافهم المشبوهة اقدموا على تحليل كثير مما حرم الله، فمع تحليلهم لدماء الابرياء ومن المسلمين والمعصومين فكذلك احلوا اموالهم فيسرقون السيارات ويستولون عليها بالقوة من اصحابها للهرب عليها ويتقون بالنساء والاطفال ويتشبهون في الزي بالنساء ويحلقون اللحى ويقتلون انفسهم ويأخذون صدقات المسلمين وتفطير الصوام للاستفادة منها في شراء الاسلحة والمتفجرات والقيام بالاعمال الاجرامية. نعوذ بالله من الضلال.

* فقيه سعودي