في اصداره الجديد سعى الكاتب الاسلامي المغربي، عباس الجراري، عضو اكاديمية المغرب، من خلال بحثه الصادر في الرباط بعنوان: الدولة في الاسلام... رؤية عصرية الى فتح افق للتأمل في قضية شائكة يقف العرب والمسلمون حائرين امامها، وتجعلهم موزعين بين الدعوة الى التشبث بالنظام الاسلامي والرغبة في العودة الى إحلاله، وبين المناداة باعتناق غيره مما تغري به نظريات الحكم الحديث.
واذا كان هذا التوزع ينطلق ظاهريا من النظر في الشورى الاسلامية والديمقراطية الغربية بقصد اختيار الافضل والانسب، فانه في حقيقته يعكس ازمة الانظمة القائمة ويعكس نتيجة لهذه الازمة، موقفا لم يعد يخفى التعبير عنه، مفاده القول الصريح بضرورة فصل الدين عن الدولة وإبعاده عن السياسة، وذلك في توجه واضح نحو اللائكية او العلمانية.
ودعا ايضا المسلمين الى اختيار سبل ادارة دولهم، وفق وسطية الاسلام وسماحته وسلميته، والاستعانة بعلوم العصر ومناهجها المتطورة، مما قد يساعد على مواجهة الحقائق التاريخية والفكرية والاجتماعية والتقنية، بقصد احداث مراجعة الذات، مع العمل على فك عقده ورده بعلم وموضوعية عن اتهاماته الجزافية للاسلام والمسلمين، تلك التي راكمها في ذهنه منذ هجمته في الحروب الصليبة، الى فترة استعماره للشعوب العربية والاسلامية، والتي تفاقمت بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 .