وزير الشؤون الإسلامية السعودي يحذر الدعاة من الوقوع في الإثم خلال الحج

الفتوى بغير علم تعد على الشرع والأسلوب الطريق الأمثل إلى القلوب

TT

حذر وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، الدعاة والائمة والخطباء من الوقوع في الإثم في موسم الحج وذلك بالجدال الممقوت الذي نهى عنه الشارع. جاء ذلك في اللقاء المفتوح الذي عقده اول من امس في مسرح ادارة التعليم بحي العزيزية بمكة المكرمة، وطالب الدعاة بالبعد عن الفتوى بغير علم.

واوضح وزير الشؤون الاسلامية ان العلم وتعليمه والدعوة الى الكتاب والسنة من عقيدة وشريعة واحكام وادب وسلوك من افضل الاعمال الصالحة. وقال ان الذي يعمل بذلك فيعلم الناس الخير ويدعوهم الى الله جل وعلا رجل مبارك كما قال تعالى في قصة عيسى عليه السلام «وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا». وقال العلماء من المفسرين: وجعلني مباركا اي معلما للناس الخير وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، واينما كنت، يعني اينما حللت وحيثما سكنت. وأبان وزير الشؤون الاسلامية ان هناك ادابا ينبغي للائمة والخطباء والدعاة مراعاتها عند تعليم الناس وتبيان حقيقة الدعوة الى الله تعالى، اولها ان يحرص من يعلم الناس الخير من الخطباء والائمة والدعاة على تعليم صغار العلم قبل كباره. قال الله تعالى «ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون». وثاني الاداب التي تجب على الائمة والخطباء والدعاة مراعاتها، الحرص على ان يتحدث لمن يعلمهم باللغة التي يفهمونها. والادب الثالث ان الدعوة الى الله تعالى لا بد فيها من سلوك الطريق الامثل والاسهل في التعامل مع الناس والقدوة الحسنة والخلق الرفيع الذي يحبب الناس في الداعية. واشار الى ان الناس اعجبوا بمن يتكلمون في اماكن كثيرة وفي الفضائيات وغيرها ليس لأن الحجة امضى واللغة اقوى او لان الفهم اكثر بل لان الاسلوب كان افضل واحسن وأوقع في النفس.

ومضى الوزير آل الشيخ يتحدث عن الاداب فقال ان الادب الرابع هو البعد عن الجدال وهناك فرق بين الجدال والمجادلة حيث ان المجادلة الغرض منها اظهار الحق والجدال الغرض منه المغالبة.. ولفت نظر الدعاة الى عدم الوقوع في الاثم، خاصة في موسم الحج.

وانتقل للادب الخامس الذي يتناول عدم الفتوى بغير علم لأن المفتي ينسب كلامه للشرع فيكون قد تعدى على الشرع لقوله تعالى «ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا»، مبينا ان الصحابة كانوا يتدافعون الفتيا، ولهذا فعلى الامام والداعية والخطيب اذا لم يعلم امرا، عليه السكوت او ارساله الى عالم في هذا الامر. والادب السادس هو التعاون بين الدعاة وان يستشعر الجميع انهم يؤدون رسالة واحدة وواجبا شرعيا واحدا. والأدب الأخير من آداب الدعوة تأصيل معاني التوحيد في الناس والالتزام بالسنة والدعوة الى ذلك بالاسلوب المحبب للنفوس وألا يكونوا منفرين في الاسلوب وان يتركوا ما يخصهم من حق لاجل حق الله جل وعلا.