1.5 مليون حاج يتحركون اليوم إلى منى في يوم «التروية» معلنين بدء الفريضة

TT

يتجمع اليوم نحو مليون ونصف مليون حاج يؤدون فريضة الحج العام الحالي في منى للمبيت هناك في اليوم المعروف بـ «التروية» قبل أن يتحركوا إلى عرفات تأهبا ليوم الوقفة الكبرى غدا. والمبيت في منى هو اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ومن لم يبت هذه الليلة فحجه صحيح. وازدحمت الطرق المؤدية الى منى بالحجاج الذين جاؤوا سيرا على الاقدام او بالسيارات والحافلات. وتحركت القافلة التي تضم 15 الف حافلة والوف الحجاج السائرين علي الاقدام ببطء وفي هدوء. ولوحظ أن بعض الحجاج من الرجال والنساء والاطفال احتموا بالمظلات لتقيهم حرارة الشمس في درجة حرارة بلغت نحو 33 درجة مئوية. وواصل الحجاج الذين اعتلى بعضهم اسطح الحافلات التدفق على منى حتى وقت متأخر من بعد ظهر أمس، اذ سيقطع موكب الحجيج المسافة بين مكة المكرمة ومنى والتي لا تزيد على عشرة كيلومترات في ساعتين تقريبا بالحافلات والسيارات. وانتشرت قوات الشرطة والامن على طول الطريق المؤدي إلى منى فيما حلقت طائرات الهليكوبتر لضمان سلامة الحجاج وتفادي حوادث التدافع.

وتابع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا والامير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وكافة المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج الى منى وواصل الاميران إعطاء تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتحقيق المزيد من الراحة لضيوف بيت الله.

ويؤكد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز اكتمال كافة الاستعدادات لنجاح عملية التصعيد وتقديم افضل السبل لراحة ضيوف الرحمن. موضحا أن جميع الاجهزة المختصة بخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة اتخذت كافة استعداداتها وترتيباتها اللازمة لعملية تصعيد حجاج بيت الله العتيق. وقال إن الخطط والبرامج التي أعدتها كافة القطاعات ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج تسير وفق ما حدد لها بمتابعة مستمرة من الامير نايف حيث ركزت هذه الخطط على بذل كامل الطاقات الالية والبشرية لتحقيق كل ما يمكن ضيوف الرحمن من أداء الركن الخامس من أركان الاسلام في أمن وأمان وراحة واستقرار. واضاف أن الاوضاع الامنية والصحية بين ضيوف الرحمن ممتازة وهم ينعمون بوافر من الخدمات المتكاملة التي وفرتها الجهات المعنية والتي بدأت استعداداتها منذ وقت مبكر. وأشار الى أن جميع القائمين على خدمة وراحة الحجاج يستشعرون المسؤولية الكبرى التي شرف الله بها هذه البلاد قيادة وشعبا وانهم يسعون بكل طاقاتهم وامكاناتهم للقيام بهذا الواجب والشرف.

وأكد الدكتور أسامة شبكشي وزير الصحة السعودي أن الحالة الصحية للحجاج «مطمئنة» ولم تسجل أي حالات وبائية حتى الآن. وقال إن الوزارة وضعت كافة برامجها وخططها لاستقبال الحجاج منذ وقت مبكر مبينا ان الخطة تحدد دور كل فرد من منسوبي الوزارة وقد تم تشكيل مجموعات الخدمات الميدانية ومتابعة اداء المؤسسات وزيادة مراكز الارشاد لاداء هذه الخدمة اضافة الى الدورات التدريبية لرؤساء ونواب المجموعات.

واعتبر إياد مدني وزير الحج استعداد خطة تصعيد ونفرة الحجيج «مطمئنة» ولديها مؤشرات النجاح، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية على اتم الاستعداد دائما لتلبية جميع مطالب الحجيج واحتياجاتهم والتجاوب معهم. وعبر الوزير مدني عن تفاؤله بنجاح جميع خطط الحج المتبقية لما توفر لها من اعداد وتجهيزات ورجال. وكان مدني قد تفقد جميع التجهيزات والمؤسسات العاملة في منطقة المشاعر في عرفات، مزدلفة، ومنى. ويتوقع المسؤولون السعوديون نجاح الخطة السنوية لتصعيد الحجاج إلى منى. وانتشرت أفراد قوات الشرطة والمرور والأمن كما حلقت طائرات الهليكوبتر لضمان سلامة الحجاج وتفادي حدوث كوارث، وأصدرت السلطات السعودية، بيانا مفصلا عن الخطة المرورية للتصعيد تفاديا لحدوث اختناقات في السير، وعلم أن أسلوب نقل الحجاج «الترددي» الذي كان محصورا في الأعوام السابقة على حجاج تركيا فقط تم تعميمه هذا العام ليشمل حجاج جنوب شرق آسيا وحجاج اخرين. ويخضع تحرك الحجاج من منى إلى عرفات اليوم إلى مراقبة كاملة من قبل كاميرات متحركة تتصل بغرف العمليات استعدادا وتأهبا لأي طارئ وبما ينعكس إيجابا على سرعة معالجتها. وأنهت جميع مؤسسات الطوافة استعداداتها لاستقبال الحجاج في منى، وأوضحت التقارير التي حصلت عليها بعثة «الشرق الأوسط » حتى الساعات الأخيرة من مساء أمس، أن خطة حج هذا العام تسير وفق الخطط المعدة. ويحظى تصعيد الحجاج إلى منى اليوم بمتابعة المسؤولين السعوديين وهو الأمر الذي ينعكس على حركة سير الحجاج وانسيابية تنقلهم، وقد جندت مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج طاقاتها واستنفرت جهودها لتسيير حركة الحجاج وضمان أدائهم مناسكهم بطمأنينة وسهولة.