دراسة تكشف عدم إجادة أطفال مصر للنطق الصحيح قبل حفظ القرآن الكريم

TT

أكدت دراسة حديثة أن الأطفال المصريين الذين يدرسون القرآن الكريم جاءت أصواتهم صحيحة المخارج باستثناء العيوب النطقية الملازمة لبعضهم. وأشارت الدراسة التي أعدها الدكتور يحيى فرغلي عبد المحسن الببلاوي مدرس اللغة العربية في كلية بنات عين شمس إلى أن الأطفال المصريين في عامهم السادس يبدأون تعلم تلاوة القرآن الكريم وتلقي جزء «عم» من خلال محفظ جيد وأظهروا نمطاً صحيحاً في تأثر ألسنتهم بلغة القرآن الكريم بدءا بتمثل نماذج الأصوات مروراً بلطف الانتقال من مصطلح صوتي إلى آخر حتى تلاوة الآيات البينات.

وأشار إلى أن العيوب النطقية الملازمة لبعض الأطفال بأن ينطق أحدهم الراء لاماً والآخر ينطق الشين سيناً وغيرها.

وأوضح أن منشأ الصعوبة في نطق هذه الأصوات يرجع إلى الفرق بين نطق الفصيح في القرآن الكريم ونطقها في العامية، لأن العادات النطقية في اللهجات العربية المحلية تختلف عنها في اللغة الفصيحة. وهناك سبب آخر يتلخص في عدم تمرسهم بمقدار كاف بالنطق الفصيح.

كما لاحظ الباحث أثناء دراسته صعوبة بعض الأنماط على الأطفال ومنها «صفحا» و«فصل لربك» ولكن سرعان ما تزول الأخطاء حينما يتخلص الأطفال من القلق والخوف والخجل ويتمرسون بنطق الحركات وتمييزها عن الأصوات الصامتة.

ويرى الباحث أن العيوب في النطق للقرآن تزول أكثرها مع تصحيح المحفظ والتنبيه بخاصة اتباعه وسائل التكرار والتمهل ووضوح تلقينه.

وأكدت الدراسة أن قراءة الاطفال للآيات البينات لها فائدة كبرى في تحصيلهم كثير من الألفاظ، الأمر الذي ينمي مخزونهم اللغوي حيث يتعلق بأذهانهم نوعان من الكلمات الأول يسألون عن معناه مثل: سوى ـ قدر ـ المرعى ـ غثاء ـ أحوى ـ اليسرى ـ الغاشية ـ ناصية ـ آنية، والثاني يعرفونها مثل: السماء ـ العصر ـ الفيل ـ الشتاء ـ الصيف ـ ملك الناس ـ لسانا ـ شفتين ـ نعمة ـ ربك ـ بلد ـ شر ـ العقد ـ صدور .. وهم يستخدمون هذه الألفاظ في مواضعها الصحيحة تعبيراً عما يجول بخاطرهم من أفكار ومن المضحك أن يردد أحدهم شيئاً من ذلك ولا يهتم بأن يعرف إلى من يتحدث ولا يحفل بأن يصغى له السامع. ومن أخطائهم عدم اتقانهم حفظ المتشابه في القرآن مثلاً خلط الآيتين «6» من سورة التين و«3» من سورة العصر لأن فيهما كلمة الصالحات وكذلك خطأهم في قراءة الآيات «3،4،5» من سورة التكاثر ففي كل منها «تعلمون».

قال صاحب الدراسة إن معظم الأخطاء لم يجتمع عليها أطفال العينة التي خضعت للدراسة وهذا يدل على أن الأمثلة والأنماط التي وردت ليست نابعة من هذه الصعوبة وانما نابعة من ضعف أعضاء النطق والادراك السمعي والذاكرة في هذه المرحلة السنية وكذلك قلة المران.

ويرى د. الببلاوي أن هناك خصائص ينبغي أن ينبه الأطفال متعلمو القرآن على اظهارها وهي خصائص صوتية تتميز بها التلاوة فلا يطبقونها في غير القرآن منها القلقة كما في الباء والدال من قوله تعالى «والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا»، والمد المتصل قبل الهمزة في كلمة واحدة فهو يمد من أربع إلى ست حركات كما في (السماء) و(جاء) وكذلك أحكام النون الساكنة والتنوين من اظهار وادغام واقلاب واخفاء والغنة في النون والميم المشددتين. كما يجب تنبيه أطفالنا بأمور تتعلق بشكل الكتابة وفقاً للرسم العثماني مما يختلف مع نظام الكتابة الذي تعارفنا عليه نحو «العاديات ـ المغيرات ـ الانسن ـ الصلوات. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن قراءة القرآن الكريم تعد بحق رياضة لأعضاء النطق فقد قارنت ووازنت بين ما كان عليه هؤلاء الأطفال قبل البدء في تعلمهم التلاوة ومراحل نطقهم بعد مرور أربعة أشهر وتبينت تحسنهم الملحوظ على كل المستويات الصوتية، فهم يرددون ما يسمعون فيتمرسون ويشكلون جملاً لها معنى أو لا معنى لها وهذا مايسميه علماء النفس آثار العادات اللغوية.