نجاح خطة تصعيد عرفات.. والحجاج يتجهون اليوم إلى منى

العالم الإسلامي يحتفل بعيد الأضحى والحالة الأمنىة مستقرة ولا حالات وبائية في الحج

TT

بعثة «الشرق الأوسط» محمد سمان * موفق النويصر * بدر المطوع * احمد عزوز تصل جموع الحجيج اليوم إلى منى بعد وقوفهم أمس في عرفات ونفرتهم إلى مزدلفة لاستكمال مناسك حجهم وقضاء أيام التشريق الثلاثة، في الوقت الذي يحتفل العالم الإسلامي فيه بأول أيام عيد الأضحي المبارك. وأعلن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزيه نجاح خطة تصعيد ضيوف الرحمن أمس إلى عرفات. وقال ان انتقال الحجاج تم في وقت قياسي وبشكل انسيابي رغم كثافة أعداد الحجاج هذا العام عن الاعوام السابقة. وأوضح أن خطة الحج تسير وفق البرامج المرسومة لها بالشكل الصحيح، مؤكدا أن الحالة الأمنىة مستقرة. وأوضح أن جميع أجهزة الحكومة السعودية أدت دورها كاملا وبنجاح. ورافقت بعثة «الشرق الاوسط» الحجاج أمس في صعودهم من منى إلى عرفات، وشهد جبل عرفات أمس وقوف نحو مليوني مسلم في موكب يمكن وصفه بأنه مهيب، وامتلأ مسجد نمرة عن آخره والساحات المحيطة به والتي شملتها التوسعة هذا العام بجموع المصلين الذين توافدوا منذ وقت مبكر لأداء الصلاة والدعاء. وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا ثم بدأوا في التحرك نحو مزدلفة، وساهمت رشاشات المياه المحيطة بمسجد نمرة في التخفيف من حدة الحرارة، كما حصل الحجاج على مياه مبرة خادم الحرمين الشريفين.

ويمكن القول ان نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة مع غروب شمس أمس، تمت في انسيابية وسهولة وبدقة متناهية رغم كثافة أعداد الحجاج، وفق الخطط الموضوعة من قبل لجنة الحج والمسؤولين السعوديين وتنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي يتابع اداء الحجيج نسكهم خطوة بخطوة وباشراف شخصي مستمر منه ومن ولي العهد. وبدا واضحا أن هناك تعمليات مشددة من رجال المرور والأمن الذين ينفذون الخطة الأمنىة في تقديم أقصى درجات الراحة للحجاج، وظهر انضباط ونظام صارم في توزع وتحرك القوات الأمنىة. كما ساهمت أجهزة الدولة المسؤولة عن ارشاد الحجاج في تعزيز انتقالهم إلى مزدلفة. وحققت الخطة الأمنىة والمرورية في المرحلة الأولى نجاحاً حيث لم يسجل مركز القيادة والسيطرة والتحكم حوادث جنائية أو مرورية، عززها في ذلك أجهزة المراقبة الجوية التي أخضعت الطريق بين عرفات ومزدلفة ومنى لمراقبة كثيفة.

وقال الفريق أسعد عبد الكريم الفريح مدير الامن العام السعودي إن تعاون الحجاج مع رجال المرور شكل أهم عنصر من عناصر نجاح خطط التصعيد والنفرة، مضيفا أن الخطة استهدفت في مجملها تحقيق هدفين أساسيين، الأول تأمين حركة سير سهلة آمنة وثانية في الاستخدام الامثل للطرق والجسور والأنفاق. وفي الجانب الاخر ساهمت الطرق المخصصة للمشاة بعد توسعتها وتغطيتها للوقاية من أشعة الشمس في تدفق الحجاج إليها واستخدامهم لها.

وعبر العديد من الحجاج الذين التقتهم «الشرق الأوسط» عن شكرهم وتقديرهم للحكومة السعودية في ما وفرته لهم من خدمات بما يمكنهم من أداء فريضتهم في يسر وسهولة. ووصف سليمان أحمد (تركي) انتقاله من منى إلى عرفات أمس بأنه رائع، موضحا أنه يشعر حقيقة بما تم توفيره من خدمات.

وفي منى التي يصل إليها الحجاج صباح اليوم اكتملت التجهيزات داخلها، فالحجاج هذا العام موعودون باكتمال مشروع الخيام المضادة للحريق التي ستأويهم لمدة ثلاثة أيام، الذي سيخدم نحو 1.6 مليون حاج. كما شملت التجهيزات توفر المواد التموينية والغذائية حيث يوجد أكثر من 3000 محل تجاري بالإضافة إلى 35 مخبزا آليا توفر نحو خمسة ملايين رغيف يوميا. وفي ما يخص صحة الحجاج فقد تأهبت المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة في علاج ضربات الشمس والارهاق الحراري التابعة لوزارة الصحة أو الحرس الوطني أو القوات المسلحة أو الأمن الداخلي وجمعية الهلال الأحمر. وفي الجانب الاخر انتشر عمال النظافة داخل المؤسسات وجرى توفر المياه بواسطة الخزانات إلى جانب انتشار برادات الثلج، حيث وفرت المصانع السعودية نحو مليون ونصف المليون «قالبا» من الثلج. أما شركة الاتصالات السعودية فقد أنشات الهاتفية التي تمكن الحاج من الاتصال بذويه من نحو 2500 كابينة ودائرة اتصالات هاتف و1900 هاتف بطاقة ممغنطة و4400 هاتف عملة خاص و650 كابنية اتصال.

وأنهت أمانة العاصمة المقدسة تجهيز المجازر في منطقة منى حيث تم تجهيز مجزرة المعيصم ووادي محسر، كما تم الانتهاء من مشروع أعمال حفر وتطهير ودفن مخلفات الذبائح. واتخذ البنك الإسلامي للتنمية كافة الاستعدادت لتنفيذ برنامج السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي لموسم حج هذا العام، حيث سيتم الإفادة من 440 ألف رأس من الغنم و8 آلاف رأس من البقر والإبل. وجهز البنك الإسلامي مجازره الآلية وتم دعمها بنحو 20 إداريا ونحو 600 جزار وطبيب بيطري و600 طالب من طلبة الشريعة للتأكد من توفر الشروط الشرعية في عملية الذبح. أما مؤسسات الطوافة فقد استعدت مبكرا بجيش بشري لخدمة الحجاج وتقديم جميع التسهيلات الخاصة بالإعاشة والتنقل والإرشاد. ونقل عن المسؤولين قولهم ان التوجيهات التي صدرت إليهم تقضي برفع جاهزيتهم وتجاوز جميع العقبات. وكان إياد مدني وزير الحج السعودي قد زار جميع مقار مؤسسات الطوافة في منى وأطلع على استعداداتها بعد أن اعتمد خطتها في وقت سابق.