منى.. محطة الحجاج الأولى والأخيرة ومقر أيام التشريق والنحر

TT

منى.. أقرب مناطق المشاعر المقدسة إلى مكة المكرمة، تبعد نحو سبعة كيلومترات، شمال شرق الحرم، وهي محطة الرحال الأولى للحجاج، حيث يقضون فيها أيام التروية ويعودون اليها بعد النفرة من عرفات لرمي الجمرات أيام التشريق اقتداء بسنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

ومنطقة منى عبارة عن واد به بعض التلال والنجود، تحدها جبال شاهقة شديدة الانحدار من الجهتين الشمالية والجنوبية، بينما يحدها وادي محسر من الجهة الشرقية، وتقدر المساحة الشرعية لمنى بنحو 650 هكتارا، منها 380 هكتارا أراض منبسطة في الوادي، ومن 200 إلى 300 هكتار من سفوح الجبال، حيث تقسم استخدامات الأراضي إلى مناطق المخيمات.

وتعتبر الأراضي المنبسطة من الوادي أراضي للمخيمات، تتكون من صفوف منظمة ومتلاحمة من الخيام التي تحيط بفناء متسع تقام فيه خيمة عامة للاستقبال والصلاة وأيضا لتناول الطعام، في حين يتم تخصيص جزء لإعداد الطعام في مكان آخر من الفناء، الذي يبعد عنه دورات المياه، وتتراوح أحجام المخيمات بين 10 إلى 500 خيمة تبعا للمطوفين وقدراتهم، وعادة ما تكون الخيمة مربعة الاضلاع 4X4 امتار مربعة.

وتقع منطقة الجمرات في الجزء الغربي من منى ومساحتها 20 هكتارا، وبها الجمرات الثلاث، الجمرة الأولى وهي جمرة العقبة، غرب الوادي على الممر الضيق المؤدي إلى مكة المكرمة، تليها الجمرة الوسطى على مسافة 130 مترا، وتقع على البعد نفسه الجمرة الصغرى. ويقصد جموع الحجاج منطقة الجمرات في أيام التشريق، تماشيا مع سنة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. وتعتبر منطقة الجمرات المنطقة السكنية بمنى، حيث يسكنها جماعات قليلة في وقتنا الحاضر. أما منطقة النحر والمخصصة للاضاحي، فكانت في الماضي بالقرب من الجمرات، حيث يقوم الحاج بالذبح بعد رميه لجمرة العقبة الكبرى وهو في طريقه لاداء طواف الافاضة بالحرم المكي أو عند عودته منها، إلا أنها نقلت اخيرا إلى شرق وادي منى، وخصصت لها مساحة كبيرة، وعملت لها تصاميم تفي بأعداد الحجاج المتزايدة عاما بعد عام، وقد امتدت تلك المنطقة من خلال مجازر المعيصم في الشمال والشرق والجنوب الشرقي. مسجد الخيف، ويقع جنوب غرب منطقة الجمرات على بعد 100 متر تقريبا، وقد كان المسجد صغيرا له قبة تم انشاؤه في المكان الذي أقام فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خيمته، ولكن في وقتنا الحاضر فقد أنشئ مسجد ضخم يتسع لاعداد كبيرة من الحجاج، حيث تقام فيه صلاة عيد الأضحى لمن لم يذهب إلى المسجد الحرام، وأيضا تقع مقبرة الحجاج بمنى في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد.

ويأتي القطع الصخري ضمن حدود منى الشرعية، حيث تم تنفيذ عدد من مشاريع قطع الصخور وتهذيب سفوح الجبال لتوسعة المساحات المستوية وزيادة أماكن التخييم، وقد بلغت المساحة المستفادة من هذا المشروع 750 الف متر مربع، وبتكلفة قدرها 200 مليون ريال، كما تم تثبيت الصخور المتفككة بجبال منى في 13 موقعا.

وبناء على فتوى صادرة عن هيئة كبار العلماء في عام 1980، بموجب الافادة من لحوم الهدي والاضاحي بأي وسيلة شرعية، فقد جاء مشروع بناء المجازر الحديثة ليستوعب أعداد الأضاحي التي سيتم التعامل معها.

المجزرة الحديثة بالمعيصم، وتتكون من عدة أقسام:

ـ حظائر الاغنام، وتقدر مساحتها الاجمالية بنحو الف متر مربع، مقسمة على أربعة مبان اثنين تشغلهما الحظائر الرئيسية ومساحتها 18 الف متر مربع، واثنين تشغلهما الحظائر الاحتياطية بمساحة 15 الف متر مربع، وجميع الحظائر مسقوفة ومجهزة بمياه الشرب للمواشي والانارة ويتخللها ممرات لسهولة التنقل وتستوعب أكثر من 120 الف رأس غنم.

ـ مبنى الذبح، ومساحته 5 الاف متر مربع، وهو قسمان; الاول مخصص للحجاج الذين يرغبون في ذبح الاضاحى بأنفسهم، والثاني للجزارين المحترفين الذين يقومون بعملية الذبح بتكليف من الحاج، وقد تم تزويد مراكز الذبح بأقنية مغطاة بشبك تستخدم للتنظيف، كما أن الجزء المخصص للجزارين مزود بمعدات ميكانيكية للذبح وقطع الرؤوس والاطراف.

ـ مبنى السلخ، ومساحته 8.7 ألف متر مربع ويعمل بمعدل 8 آلاف أضحية في الساعة، ويستوعب 5 آلاف جزار، وهو مجهز بالانارة والتكييف لتأمين راحة الجزارين وعدم فساد اللحوم أثناء عملية السلخ، كما يضم المبنى ست ثلاجات بمساحة 576 مترا مربعا للثلاجة الواحدة.

ـ مجموعة مباني الخدمات، ويضم سكن الجزارين بطاقة ألف شخص، مبنى سكن الاداريين، مبنى الادارة والاشراف، مبنى التشغيل ومجموعات دورات المياه، مبنى المعدات الميكانيكية والكهربائية، مجمع خزانات الوقود.

ـ محرقتان لحرق الفضلات والنفايات بقدرة 8 أطنان في الساعة للمحرقة الواحدة.

ـ ثلاجة اضافية تستوعب 100 الف رأس أضحية.

ـ مبنى للاستفادة من المعاليق والنخاعات حيث يتم استخراجها وتنظيفها وتخزينها. وقد تم تجهيز المجزرة بخزانات مياه سعة 6 آلاف متر مكعب، ومحطة كهرباء بقدرة 12 ألف كيلو فولت أمبير، وتمديدات شبكات المياه، الصرف الصحي، الكهرباء، البخار لتوليد الماء الساخن للتنظيف.

ـ مجزرة الابقار والجمال بوادي النار. وتبلغ طاقة مجزرة الابقار والجمال 5 آلاف بقرة ومثلها من الجمال خلال مدة الذبح الشرعية في موسم الحج، وتتكون من مجزرتين احداهما للابقار والأخرى للجمال، وكل منهما مجهزة بحظيرة مظللة لوقاية الانعام من الشمس، وبخطين من خطوط الذبح، كل خط مجهز بالآلات والمعدات اللازمة لإتمام الذبح، السلخ، التقطيع، والتجهيز ثم النقل إلى السيارات المبردة المعدة لنقلها إلى جهات التوزيع، بالاضافة إلى تجهيز المشروع بمساكن للعمال والجزارين والاداريين ومطبخ ومطعم وجميعها مكيفة بالهواء، وقد بلغت تكلفة المشروع 13 مليون ريال.

وتضمنت الخطة التشغيلية للمياه الواردة عبر الشبكات التابعة لمصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة مكة المكرمة تقسيم مناطق المشاعر المقدسة إلى عدة مناطق عمل مغطاة بفرق الصيانة والتشغيل تحت اشراف ومتابعة مهندسي ومراقبي المصلحة.

وقد تم تقسيم مشعر عرفات إلى سبع مناطق ترابط فيها سبع فرق عمل تقوم على تشغيل الشبكة العامة للمياه التي تغطي كامل المشعر، بالاضافة للفرق المخصصة لصيانة دورات المياه بعرفات التي يبلغ عددها اكثر من عشرة آلاف دورة مياه، اضافة إلى دورات المياه الخاصة بمسجد نمرة وعددها الف دورة مياه. ويوجد في مشعر مزدلفة ثلاث فرق ترابط في هذا المشعر تقوم على صيانة وتشغيل دورات المياه بمشعر مزدلفة التي يبلغ عددها الفين ومائتين وثلاثين دورة مياه، بينما تم تقسيم منطقة منى إلى خمس مناطق عمل وهي منطقة ربوة منى وبها ثلاث فرق ومنطقة ما بين الجسرين وبها أربع فرق ومنطقة القصور وجنوب الربوة وبها أربع فرق ومنطقة الجمرات وبها ثلاث فرق ومنطقة الشعبين وبها أربع فرق.

وتتم أعمال التشغيل والصيانة في منى من خلال واحد وعشرين مركزا فرعيا لاعمال المقاولين إلى جانب غرفة عمليات مركزية بمقر التشغيل والصيانة للادارة العامة للمصلحة بمنى للاشراف على أعمال التشغيل والصيانة واعطاء التعليمات للفرق الميدانية واستقبال المكالمات من المواطنين والادارات الحكومية وجميع الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.