ابن حميد وخطة الحج الحالية

عدنان بن محمد كاتب *

TT

نعود الى الوراء قليلا لنشير الى ان الاوامر الملكية في السعودية التي كانت تصدر بالانفاق على رعاية الحرمين الشريفين انفاقا غير محدود، واسناد رئاستهما الى نخبة شريفة من ذوي العلم والفكر والتقوى. وكان الملك فيصل ـ رحمه الله ـ امر بتعيين سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن حميد ـ يرحمه الله ـ رئيسا عاما للاشراف الديني على الحرم المكي، واستمرت فترة رئاسته حوالي احد عشر عاما (1384 ـ 1395 هـ).

وبتعيين فضيلته رئيسا لمجلس القضاء الاعلى اسندت رئاسة شؤون الحرمين الى الشيخ ناصر بن حمد الراشد ـ امد الله في عمره ـ الذي عين بعد ذلك رئيسا لديوان المظالم وخلفه على رئاسة شؤون الحرمين الشريفين فضيلة الشيخ سليمان بن عبيد ـ يرحمه الله ـ الذي قام بهذه المهام الجليلة لمدة تزيد على عشر سنوات، ثم صدر الامر الملكي بتعيين فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل رئيسا عاما لشؤون الحرمين الشريفين، وكان ـ حفظه الله ـ يعمل قبل هذا نائبا لشؤون الحرمين الشريفين طوال هذه الفترات، وبذلك تشرف فضيلته بالاسهام في خدمة الحرمين الشريفين اكثر من ثلث قرن من الزمان.

هؤلاء العلماء الافاضل هم الذين ادوا واجبهم العلمي وخدموا الحرمين الشريفين ما وسعتهم الخدمة فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيرا، واحسن مثوبتهم، وكلهم خيار من خيار.

وقد توجت جهودهم الفاضلة بصدور الامر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين باسناد رئاسة شؤون الحرمين الشريفين الى فضيلة الدكتور الشيخ صالح بن حميد، وهو شخصية اسلامية بارزة، يعرفه العالم الاسلامي من خلال خطبه في الحرم المكي الشريف ودروسه العلمية في الحرم والجامعة، وعضويته في مجلس الشورى ومشاركاته في المؤتمرات الاسلامية والعلمية الدولية.

وعقب تقليده مهام هذا المنصب الجليل بادر باصدار خطة موسم حج هذا العام التي بدأت في الشهر الماضي، وتستمر حتى نهاية ذي الحجة، وهي تتناسب وتطلعات خادم الحرمين الشريفين الحريصة على توفير جميع الوسائل والآليات التي تحقق الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، واهم ما تضمنته هذه الخطة ما يلي:

ـ زيادة عدد العاملين في الحرمين الشريفين المؤهلين تأهيلا علميا ومن ذوي الكفاءة والخبرة والممارسة الميدانية من مشرفين ومرشدين ومراقبين ومن اعضاء الهيئة الذين يحرصون على ارشاد المصلين والحجاج والعمار والزوار.

ـ توفير القوى البشرية اللازمة من المتخصصين في خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف ومساعدتهم في كل ما يريدونه في الحرمين الشريفين، وهي كما يلي:

760 موظفا من منسوبي الرئاسة.

2500 موظف واكثر من ذلك من المواطنين.

ـ تكثيف الدروس العلمية التي يلقيها اصحاب الفضيلة العلماء في الحرمين الشريفين.

ـ توزيع المطبوعات الارشادية والكتب الدينية والثقافية بلغات مختلفة، وتوزيع المصاحف الشريفة وترجمة معانيها بعدة لغات.

ـ انشاء مراكز للارشاد والتوجيه داخل الحرمين الشريفين في عدة مواقع لارشاد قاصدي الحرمين الشريفين والاجابة عن استفساراتهم واسئلتهم.

ـ اعداد خطة شاملة للطاقة داخل الحرمين الشريفين، وفي الساحات المحيطة بهما والادوار العلوية والسطح والقبو في المسجد الحرام.

ـ تكوين فرق ميدانية تؤدي مهامها على مدار اليوم الكامل لمنع الباعة الجائلين في الساحات المحيطة بالحرمين الشريفين، ومتابعة اعمال النظافة في الساحات وفي كل الاتجاهات لتكون مهيأة بصفة مستمرة للمصلين.

ـ منع الافتراش ورمي المخلفات، ومنع المتسولين ومنع وضع الامتعة الشخصية في الساحات.

ـ تعيين عدد من البوابين بالاضافة الى البوابين الرسميين الذين يقومون بمهامهم على مدار العام، وذلك لتسهيل وتنظيم الدخول والخروج من الحرمين وإليهما.

ـ تأمين تسعة آلاف حافظة من مياه زمزم المبردة وغير المبردة طوال الاربع والعشرين ساعة يوميا، وتخضع للكشف الدوري الدائم وللتحاليل المخبرية في مختبرات فنية دقيقة تابعة للرئاسة على اعلى مستوى من التقنية الحديثة.

ـ الاشراف المباشر والتام على سبيل الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ ومجمع مياه زمزم في القشاشية وباب الفتح واماكن المواسم.

ـ تدعيم ادارة العربات والشباري باكثر من الف عربة مجانية مخصصة لخارج المسجد الحرام وموزعة على مؤسسات الطوافة، وقد وصل عدد الشباري الى 700 شبرة، وهي مخصصة للعجزة وكبار السن.

ـ توفير اكثر من ثلاثة آلاف عربة لاستخدامها في الطواف والسعي.

ـ افتتاح خمسة مراكز صحية لتقديم الخدمات الصحية السريعة والاسعافات الاولية للحجاج.

ويشرف على هذه الخطة بكفاءة عالية ومتابعة دقيقة وهمة عالية، فضيلة الشيخ ابن حميد الذي يسعى دائما الى تحسين وسائل الأداء لتوفير اقصى درجات الراحة والامان لضيوف الرحمن.

* رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا