رئيس جامعة الأزهر: حركة طالبان اساءت للعالم الإسلامي والغرب يكيل بمكيالين

TT

اعرب الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر عن اسفه لعدم استجابة حركة طالبان لمساعي منظمة المؤتمر الاسلامي ورغبة العالم الاسلامي والمجتمع الدولي في الابقاء على التماثيل البوذية، مشيرا الى وجود قاعدة اسلامية تسمى قاعدة ارتكاب اخف الضررين يتم اللجوء اليها عند الخوف من حدوث فتنة، بمعنى انه اذا كانت ازالة المنكر يترتب عليها منكر اشد منه فإننا لا نزيله فلو كانت التماثيل البوذية تمثل منكرا في نظر الذين يريدون هدمها ويترتب على ازالتها فتنة العالم الاسلامي في غنى عنها فإن عليهم عندئذ ألا يزيلوا هذه التماثيل لمنع الفتنة.

وقال الدكتور هاشم لـ«الشرق الأوسط» ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة واقام الدولة الاسلامية كان بوسعه ان يبطش بكل الاصنام المنتشرة حول الكعبة، لكنه لم يفعل وترك الاصنام في المسجد الحرام وحول الكعبة حتى فتح الله عليه مكة وازيلت الاصنام وردد بلال: «وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا».

وأكد ان رسول الله ترك الاصنام كل هذه الفترة الطويلة قبل فتح مكة مخافة الفتنة وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، مشيرا الى ان نبي الله موسى عليه السلام سلك نفس المنهج عندما جاء الى هارون عليه السلام ووجده قد ترك القوم وقد عبدوا العجل فأخذ بلحيته وعاتبه فقال هارون «يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل» أي خاف ان تحدث فتنة فتركهم.

وقال انه ليس معنى دعوتنا الى عدم هدم التماثيل اننا نقر الاصنام أو أننا نقر عبادة الاوثان، مشيرا الى ان التماثيل بجانب كونها تراثا وآثارا الا ان ما يترتب على هدمها من شغب واضطراب وازهاق ارواح وما الى ذلك يجعلنا نقول بضرورة العمل بالقاعدة الشرعية ارتكاب اخف الضررين، وبالتالي لا يصح ابدا هدم التماثيل.

واكد ان الغرب يكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الاسلامية وغير الاسلامية، مشيرا الى ان المجتمع الدولي لم يتحرك ولم يكن له اي رد فعل ازاء هدم المسجد البابري في الهند.

وقال ان الازهر اصدر بيانا اكد فيه ان الفتنة التي تترتب على هدم التماثيل نحن في العالم الاسلامي في غنى عنها. ودعا حركة طالبان الى عدم هدم التماثيل البوذية، مشيرا الى ان في عدم استجابة طالبان لوفد منظمة المؤتمر الاسلامي اساءة الى صورة الاسلام والعالم الاسلامي.