حلقة دراسية في الأردن عن ابن تيمية

TT

ينظم المعهد العالمي للفكر الاسلامي (مكتب الأردن) بالتعاون مع جامعة مؤتة حلقة دراسية موضوعها: «شيخ الاسلام ابن تيمية: مشروعه الإصلاحي وانجازاته العلمية» في الفترة من 28 ـ 29 مارس (اذار) الحالي. ويأتي تنظيم هذه الحلقة الدراسية، ضمن الجهود التي يبذلها المعهد العالي للفكر الاسلامي وغيره من المؤسسات العلمية، لدراسة سير المصلحين في تاريخنا، ولفهم مناهج الاصلاح واستيعابها، واستخلاص علاقتها بظروف الزمان والمكان وبطبيعة التحديات التي تواجه الامة في العصور المتلاحقة، وبيان مدى انعكاس ذلك كله على مسيرة الجهود الاصلاحية المعاصرة.

وتستهدف جهود الاصلاح والتغيير التي تتطلع اليها امتنا، تحقيق النهوض الحضاري الذي يعيد اليها حضورها الفاعل في عالم اليوم، وقدرتها على رفد الحضارة الانسانية وترشيدها مستعينة في ذلك بما لديها من هدي إلهي وتجربة تاريخية غنية. والتاريخ الاسلامي مليء بسير العلماء المصلحين. ولعل شيخ الاسلام ان تيمية من اهم العلماء المسلمين الذين امتد تأثيرهم في الجهود الاصلاحية في التاريخ الاسلامي على توالي القرون من بعده حتى الوقت الحاضر، ومن اعظم المجتهدين الذين تعددت اسهاماتهم في بناء الفكر والحضارة الاسلامية في العديد من الجوانب العقدية والفقهية والكلامية والفلسفية وغيرها، آخذا على عاتقه استيعاب ذلك جميعا، ملتفتا الى استخلاص اسس ومرتكزات تصلح لان يركن اليها في تقويم الافكار والقضايا المعرفية، سواء كانت منطلقة من داخل الامة المسلمة ومن جهد علمائها، او كانت متأثرة بعوامل اخرى، الامر الذي او كله الى عملية نقدية واسعة للامم والملل والاهواء والنحل التي كانت سائدة في عصره والعصور التي سبقته، ليتخلص من ذلك جميعا الى تشييد مذهب معرفي نظري وعملي متكامل، مضى في اشهاره والدفاع عنه والاسترشاد به، في كل ما يقول ويفعل.

وتهدف هذه الحلقة الدراسية الى توجيه الضوء على تلك الجوانب التي لم تنل العناية الكافية من شخصية ابن تيمية وانجازاته، متجنبة تكرار الجهود التي بذلت سابقا في دراسة ابن تيمية، ومتجاوزة تلك الجهود التي اقتصرت على الدفاع والاطراء، وذلك بالتعرض لوجوه التميز والابداع، ووجوه النقص والقصور التي اعاقت تحقيق اهدافه الاصلاحية. كما تحاول ان تبني صورة متكاملة عن مشروع ابن تميمة الاصلاحي من خلال قراءة متأنية تتصف بالامانة والموضوعية، وتعين على فتح افاق جديدة في فهم واقع الامة في عهد ابن تيمية واستجابته لذلك الواقع، وانعكاسات ذلك على مسيرة الفكر الاسلامي حتى اليوم والغد.