د. أمين أحمد عز الدين: مصر كانت البيت الأول للدين المسيحي بعد القدس

الباحث الإسلامي لـ الشرق الاوسط : الثقافة الإسلامية هي الميلاد الحقيقي لأوروبا .. وهي التي أدت إلى عصر النهضة

TT

ذكر الدكتور أمين أحمد عز الدين رئيس الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية والإسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن الثقافة الإسلامية هي الميلاد الحقيقي لأوروبا، وهي التي أوصلت أوروبا إلى عصر النهضة التي تعيشه حاليا، وأن ديانة الإسلام قد أعطت النواة لمفهوم جديد وحضارة جديدة لإمبراطورية عظيمة، حيث حددت من البداية هدفها الاجتماعي والقانوني والاقتصادي والحضاري عن طريق «القرآن الكريم»، على الأحكام والقواعد القرآنية. وقد جاء ذلك في الكتاب السنوي للجمعية الصادر باللغة اليونانية والذي تناول فيه الدكتور عز الدين مبادئ الحضارة العربية الإسلامية والحضارة المصرية القبطية، وحضر تقديم الكتاب في مقر الجمعية بضاحية بنقراتي شرق أثينا رموز من المجتمع اليوناني، خاصة من المثقفين ورجال الفكر والأدب.

وقال الدكتور عز الدين أن الإمبراطورية الإسلامية قد أسست على أسس وتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واستطاع العرب من خلال سنوات قليلة بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أن يضموا الإمبراطورية الفارسية وسورية وفلسطين ومصر، وكذلك حدوا من قوة الإمبراطورية البيزنطية في المنطقة.

وأشار عز الدين في كتابه الى أن الإمبراطورية الإسلامية توسعت من المحيط الهندي حتى إسبانيا ووضعوا التقويم الإسلامي الذي يبدأ منذ عام 622 بعد ميلاد المسيح (التاريخ الهجري)، ويصحح الكتاب معنى خاطئا قد ظهر على أرض اليونان ولسنوات طويلة وهو أن المسلمين يسمون بـ(مؤامثني) «المحمديين» على غرار المسيحيين، ذلك أن اعتقادهم الخاطئ هو أن المسلمين يعبدون محمد (صلى الله عليه وسلم) لعدم إدراكهم معنى الإسلام الذي هو الإيمان بالله الواحد، وبالتالي فإن المسلمين يعبدون الله الواحد القهار وأن محمدا نبيه ورسوله.

أما في مجال الثقافة الإسلامية فأوضح الباحث أن العرب بدأوا في هذا المجال بكتب علمية كثيرة وخاصة في الطب والرياضيات والطبيعة واهتموا بالمعرفة اليونانية القديمة، حيث استطاع العرب أن ينقذوا المؤلفات اليونانية القديمة بعد ترجمتها إلى العربية واللاتينية مع الشرح، وبذلك عرفتها أوروبا من خلال إسبانيا حيث كان الأساس للميلاد والنهضة الأوروبية.

وأشار كتاب الجمعية إلى الفن الإسلامي المعماري موضحا أن تقدمه كان معتمدا على عناصر إسلامية معمارية خاصة وبيزنطية، ومن أهم تلك الآثار المعمارية الإسلامية، جامع عمر في القدس، وجامع قرطبة في إسبانيا وهو أول جامع في أوروبا، وقصر تاج محل في الهند، وجامع باد شاهي في لاهور في باكستان، وجامع الأزهر الشريف في القاهرة.

من جهة أخرى تناول الدكتور عز الدين في كتابه الحضارة القبطية في مصر منذ قدوم السيدة مريم العذراء إلى أرض مصر وتعاليم الرسل، إلى ظهور الرهبانية لأول مرة على أرض مصر، ودور كليم الاسكندراني واثناسيوس الكبير. وذكر أن ثلث البشرية حاليا يسمى بالعالم الغربي، وهو في الواقع يقوم على دعائم وجذور الحضارة المسيحية. وقد بدأ عصر المسيحية عندما ولد السيد المسيح عليه السلام في فلسطين، وهذا الميلاد كان بداية التاريخ الغربي وقدم المسيح إلى الأرض لتعليم الناس المحبة والمساواة، ثم ترك التعاليم إلى تلاميذه حيث أعطوها إلى البشرية.

وأوضح عز الدين أن الحضارة المسيحية في مصر تسمى الحضارة القبطية، حيث كانت مصر البيت الأول للدين المسيحي بعد القدس وذلك لعدة أسباب، منها قدوم السيدة العذراء مريم مع ابنها السيد المسيح عليهما السلام إلى أرض مصر عن طريق صحراء سيناء، وموقع الإسكندرية في ذلك العصر كمركز كبير يمثل الحضارات القديمة. ولهذا السبب كانت مركزا للتعاليم من تلامذة المسيح بطرس ومرقص، وظهور الرهبانية لأول مرة في مصر. أما بالنسبة للكنيسة الأم في مصر فذكر أنه قد تم إنشاؤها عام 450 بعد الميلاد، وأسسها القديس مرقص الرسولي عام 62 بعد الميلاد، كما توجد كنيسة وبطرياركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وكنائس أخرى مسيحية مثل الكاثوليك والكنيسة الإنجيلية.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور عز الدين أوضح في أسلوب سهل وسلس للقارئ اليوناني معنى القرآن وأنه أول كتاب باللغة العربية وكلمة قرآن انبثقت من أول الظهور الإلهي (اقرأ) عندما تنزل الملك جبريل في غار حراء على النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وان القرآن كتاب سماوي فيه أحكام وقوانين إلهية بجانب تاريخ الرسل والأنبياء من عصر نوح حتى السيد المسيح، كما يعطي الإنسان المسلم الفهم الصحيح لمعنى الإسلام وهو الإيمان بالله الواحد، وان القرآن هو التعبير الإلهي للإنسان، ويعطي الإنسان حساسية وروحانية عند قراءته لكي يفكر ويبحث في حكمة وجود الخالق، ويعتبر الوسيلة الثقافية الأساسية لكل مسلم. وبجانب القرآن يوجد الحديث (الأحاديث النبوية الشريفة) للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومذاهب علماء الدين، ومن خلال ذلك يتم شرح كل المواضيع المتعلقة بكل مسلم.