د. التركي يدعو الغربيين للحكم على الإسلام بموضوعية

TT

اعرب الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الامين العام لرابطة العالم الاسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، عن الأمل في ان تستفيد المنظمات واللجان المعنية بحقوق الانسان من تشريع الاسلام في مجالات الحقوق الانسانية. ودعا كل معني بحقوق الانسان في العالم الى التعرف على ما قرر الاسلام من حقوق للفرد والاسرة والمجتمع وما فرضه من واجبات على الناس للوقوف على التوازن العادل بين الحق والواجب في حياة المسلمين، موضحا ان الحديث عن الاسلام وخصوصية مجتمعاته من دون معرفة يؤدي الى حكم خاطئ.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الدكتور التركي عقب ما طرحته ورقة الاتحاد الاوروبي في اجتماعات المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة لهيئة الامم المتحدة في جنيف، حيث تضمنت انتقادات للتشريعات الاسلامية ولتطبيقها في بعض البلدان الاسلامية، وقال إن بعض الجهات الغربية ما زالت بعيدة عن معرفة حقيقة الاسلام لأسباب عديدة يعود بعضها الى الجهل بالاسلام ويعود بعضها الآخر للتأثر بالحملات الاعلامية المعادية للاسلام والمسلمين في الغرب، مشيرا الى ان للاصابع اليهودية بصمات واضحة في حملات التضليل لتشويه صورة الاسلام والمسلمين في الغرب. وأبان ان رابطة العالم الاسلامي مستعدة للتعاون مع المؤسسات والمنظمات الرسمية والشعبية في العالم لتوضيح المغالطات التي ما زالت تظهر بين حين وآخر في ندوات حقوق الانسان، مؤكدا ان تلك المغالطات تقوم على الظلم الذي ترفضه المبادئ الانسانية. وكشف عن اعتزام رابطة العالم الاسلامي عقد عدد من المؤتمرات والندوات حول حقوق الانسان في الاسلام بهدف توضيح الصورة الصحيحة لها امام المجتمعات الانسانية، حيث تعتقد ان الانسان في العالم محتاج الى الاسلام حاجة ماسة لحل مشكلاته وازماته في هذا العصر «وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين». وأبان ان الرابطة سوف تدعو عددا من الشخصيات الغربية للمشاركة في ندواتها للاطلاع على ما قدمه الاسلام من مبادئ متكاملة لانقاذ الانسان من انواع المظالم ومنحه جميع حقوقه.

واوضح في تصريحه ان الحكم على المجتمعات الاسلامية التي تطبق شريعة الاسلام مثل المملكة العربية السعودية ينبغي ان يكون علميا موضوعيا ينطلق اولا من معرفة نظام الاسلام وما فيه من تشريع عادل يحمي المجتمع الاسلامي من الشرور والموبقات والمظالم كافة. وقال ان الحكم على المجتمعات التي تطبق الاسلام لا يجوز ان يكون غيابيا تنقصه المعرفة والاطلاع الصحيحين، مشيرا الى ان لكل شعب في المجتمعات الانسانية خصوصيته وتاريخه ومبادئه. وطالب الذين يوجهون سهام النقد للمجتمعات الاسلامية ان يتبصروا اولا بخصوصيات المسلمين وعليهم ان يقارنوا الامن الذي ينعم به المجتمع المسلم الذي يطبق نظام الاسلام بالاضطراب والقلق واختلال الموازين الذي تعاني منه الشعوب الغربية التي ما زالت تبحث عن انظمة العدالة المفقودة.