الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يلتقي مسؤولين دوليين في جنيف

TT

تميزت زيارة الدكتور عبد الواحد بلقزيز، الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي لجنيف لحضور اعمال اللجنة الدولية لحقوق الانسان بأنشطة مكثفة ولقاءات متعددة، خاصة مع السفراء اعضاء المجموعة الاسلامية المعتمدين لدى الامم المتحدة في جنيف. وخلال هذا اللقاء الذي يعتبر الاول من نوعه منذ ان تقلد الدكتور بلقزيز مهامه على رأس الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ذكر الامين العام بالملامح الكبرى لدور المنظمة في تعزيز العمل الاسلامي المشترك وتقوية التضامن والتعاون بين الدول الاسلامية ومساهمتها في تمتين قواعد السلام والأمن في العالم. كما استعرض المراحل التنظيمية التي تعمل عليها المنظمة حاليا، تنفيذا للقرارات التي اتخذتها الدول الاعضاء خلال عدد من مؤتمراتها السابقة لضمان فعالية اكثر لجهاز الامانة العامة.

وفي هذا الصدد لاحظ الدكتور بلقزيز ان بدء الاضطلاع بمهامه الجديدة تزامن مع مبادرة مهمة تقدمت بها ماليزيا لتجديد هيكلة المنظمة واعادة تنظيم امانتها العامة لتواكب ما يحدث في القرن الحادي والعشرين، وهي مبادرة اقرها المجلس الوزاري للمنظمة، وبدأ بالفعل في كوالالمبور بحث توجهات الاصلاح المنشود في نطاق لجنة تضم ماليزيا والبنك الاسلامي للتنمية والامانة العامة. ولاحظ الامين العام انه اقترح توسيع نطاق اللجنة لتضم المملكة العربية السعودية باعتبارها دولة المقر، ودولة قطر باعتبارها رئيسة القمة الاسلامية في دورتها الحالية، على ان تبقى اللجنة مفتوحة العضوية لكل الدول والكفاءات الراغبة في المساهمة، وقد عقدت هذه اللجنة بشكلها الموسع اجتماعها الاول اخيرا في جدة.

وأكد الدكتور عبد الواحد بلقزيز من جهة أخرى ان للمنظمة جوانب كثيرة تحتفظ بها كرصيد، سواء في ميدان حقوق الانسان او في مجال المشاركة في حل النزاعات الدولية او في الانشطة التي تقوم بها داخل الهيئات الدولية او الاقليمية، واعلن انه يسعى لتطوير خلية عمل اعلامية تعطي صورة افضل عن منظمة المؤتمر الاسلامي ودورها في مختلف الصعد العربية والاسلامية والدولية.

واعرب الامين العام عن ثقته بأن تضافر جهود المجموعة الاسلامية لدى مقر الامم المتحدة في جنيف مع جهود الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، يرسي قواعد عمل جديدة لتنفيذ قرارات القمة الاسلامية، وان دعم المجموعة الاسلامية للمنظمة من خلال الاشتراك في وضع خطط العمل سيجعل آلية عمل المنظمة قادرة على الابتكار والتطوير.

من ناحية أخرى، التقى الدكتور بلقزيز مع فلاديمير بتروفسكي، المدير العام لمكاتب الامم المتحدة في جنيف، حيث بحثا سبل تعزيز التعاون بين المنظمتين في ظل العلاقات الوطيدة والمصالح المشتركة التي تربط بينهما، وكشف الدكتور بلقزيز عن ان منظمة المؤتمر الاسلامي عازمة على عقد ندوة في موضوع حقوق الانسان في الاسلام، إما في جنيف او في عاصمة اوروبية أخرى، مشيرا الى ان نظرة الكثيرين للاسلام غير واضحة. كما تطرق الامين العام الى موضوع حوار الحضارات واكد انه فكرة حسنة بادرت المنظمة الى طرحها، ودعت الجميع للاسهام فيها لأنها ستكون مناسبة للقاء والحوار، واردف قائلا: «ان الحوار ثقافة ونحن نعمل على تطوير ثقافة الحوار في الدول الاعضاء، آملين ان يكون رد الفعل من الجانب الآخر ايجابيا».

واعرب المدير العام لمكاتب الامم المتحدة في جنيف بدوره عن استعداد المنظمة الاممية للتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامي في موضوع حوار الحضارات، وقال في هذا الصدد: «اننا نطمح الى ان يكون هناك تفاعل حقيقي بين الحضارات، مما يفتح امام البشرية مجالا خصبا للتفاهم وآفاقا للتعامل المباشر بين الدول في هذا المجال».

كما التقى الامين العام خلال وجوده في جنيف بمايك مور، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، حيث ابدى الدكتور بلقزيز رغبة المنظمة ودولها الاعضاء في الحصول على دعم منظمة التجارية العالمية، مذكرا بأن عددا كبيرا من الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي تتمتع بعضوية منظمة التجارة العالمية، عدا ست دول، من بينها خاصة المملكة العربية السعودية، وعبر عن أمله في ان تحصل هذه الدول على العضوية، سيما ان دولة بحجم السعودية لا يعقل ألا تكون عضوا في منظمة التجارة العالمية.

وشدد الدكتور بلقزيز على اهمية تعميق الحوار وتقليص الفجوة الاقتصادية بين الاغنياء والفقراء، داعيا منظمة التجارة العالمية الى العمل على توضيح مشكلات العالم الثالث للدول الصناعية من أجل تقليص الفجوة، ومساعدة الدول النامية بتزويدها بالمعونات الفنية المتمثلة في تدريب كوادرها على اساليب التجارة الدولية، وتنظيم ندوات في هذا الشأن وتزويدها بالوثائق اللازمة.

واوضح المدير العام لمنظمة التجارة العالمية من جانبه ان عددا كبيرا من الدول يرغب في الانضمام لعضوية المنظمة وانه يحاول مساعدتهم، مشيرا الى ان لديه ستة وعشرين طلبا من دول ومنظمات للانضمام بصفة مراقب. وتطرق اللقاء كذلك الى الاوضاع العالمية المؤثرة في الاقتصاد العالمي، وسبل تنمية العلاقات بين المنظمتين، والبحث في كيفية توسيع مشاركة منظمة المؤتمر الاسلامي كمراقب في منظمة التجارة العالمية.