رؤية إسلامية لمعالجة قضايا العصر ومشكلاته

TT

طرح قاضي القضاة في الاردن عز الدين الخطيب التميمي في كتابه الجديد «الاسلام وقضايا العصر» الصادر عن مكتبة الرأي (المؤسسة الصحافية الاردنية) وجهة نظر اسلامية ورغبة منه في تقديم زاد ثقافي اسلامي الى القراء يتناسب مع كل مستوياتهم الثقافية والعلمية من اقرب السبل، ورغبة في ربط الحياة الاجتماعية المعاصرة بادب الاسلام الرفيع واحكامه السامية وقيمه المضيئة وثقافته الخصبة ليؤدي في المجتمعات دوره الاخلاقي والفكري والسلوكي الزاهي وهي: الدين والتدين، عطاء الاديان في خدمة الانسان، والعلم والمعرفة، مكارم الاخلاق في الحضارة الاسلامية، التسامح في الاسلام، التعارف بين الشعوب، والشباب امام الماضي والحاضر والمستقبل، قضايا المرأة، أمن الاسرة، أمن الاطفال، جرائم الشرف، استراتيجية الاسلام ضد ظاهرة الفقر، الاجتهاد من منظور اسلامي، قيم الاعتدال والعدل في الاسلام، التكامل بين الدين والدنيا، العقل والايمان، الشورى في الاسلام، رسالة الوقف في الاسلام، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، السنة النبوية واصول الدبلوماسية في الاسلام.

ويقول الخطيب في مقدمة الكتاب ان وجهة النظر الاسلامية هي اصوب وجهات النظر التي عرفها الانسان واعدلها واعمقها وتفوق كل ما عرف الانسان او توصل اليه من ألوان الفكر والعقائد وألوان القيم والسلوك وألوان التشريعات والنظم وألوان الاخلاق والمبادئ وانماط الفلسفة، فإن الاسلام هو الدين الذي انزله رب العالمين لهداية البشر وكتب له الكمال والتمام وضمنه كل ما يحتاج اليه الانسان من التنظيم والهداية والرشاد لقوله تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء» الانعام .38 ويؤكد الخطيب أن ليس في الاسلام جمود وعجز او رغبة في العيش في الظلام او خوف من المتاعب والمصاعب، بل ان الاسلام يدفع الانسان الى الحياة كما يجب ان تكون بالسعي والجهد والعرق والقدرة والعطاء والنشاط والعمل وفسحة الامل والرغبة في العيش في النور.

ويقول: ظهر على المسرح العالمي منذ القرن المنصرم كثير من التناقضات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. ووجد العالم العربي والاسلامي نفسه امامها في حيرة وقلق واضطراب اقضّت مضاجعه من ظلم وسفك دماء وتشريد شعوب واستبداد الاقوياء بالضعفاء واستحواذ الاقوياء على اقوات الفقراء وسلب حقوقهم وحرياتهم واستنزاف جهودهم وعرقهم والقذف بهم في شدائد المجاعات.

ويقول «ان المعضلات البشرية آخذة في الازدياد والتعقيد، وهذا امر ظاهر في كل جوانب الحياة وفي كل اقطار العالم واكثر هذه المعضلات والمشكلات انما تأتي نتائج للتقدم العلمي والتكنولوجي والحضارات الحديثة مثل قضايا الوراثة والمخدرات وازدياد الجرائم وانتشار الاباحية والادمان على القمار والظواهر المرضية والاخلاقية التي يعاني منها انسان العصر، ان ثقتنا المطلقة بالاسلام تجعلنا اكثر تفاؤلا وتجعلنا نحكم مقدما ان الاسلام قادر على حل كل معضلة ومواجهة كل مشكلة تطرأ في حياة الانسان، وهذا يفرض على الفقهاء والعلماء ان يوطنوا انفسهم ويوطدوا العزم وهم اكثر تفاؤلا باسعاد امتهم في المستقبل.