علماء آثار وجيولوجيا ودين: تماثل أوتاد فرعون قرآنياً مغالطة تاريخية

TT

نفى الدكتور سعيد مغاوري المشرف على قسم البرديات في المجلس الأعلى للآثار في مصر أن تكون الأوتاد التي ذكرها القرآن الكريم مقصوداً بها «أهرامات مصر» في اشارة الى الآية القرآنية الكريمة «وفرعون ذي الأوتاد».

وقال الدكتور مغاوري لـ«الشرق الأوسط» ان الأوتاد المقصود بها هنا حسبما ورد في الآية القرآنية هي المسلات التي نحت عليها ملوك الفراعنة أسماءهم وأعمالهم وتاريخهم. أما الأهرامات فهي نمط من أنماط مقابر الدفن التي تختلف من عصر الى عصر. واضاف مغاوري أن الآية السابقة تتحدث عن فرعون الظالم الذي كان معاصراً لموسى عليه السلام، وفي هذا العصر لم تكن الأهرامات قد تم بناؤها وبالتالي لا يفسر لفظ الأوتاد الوارد في الآية على أنه هو الأهرامات لأن هذا لا يتفق مع الترتيب التاريخي للأحداث.

وقال الدكتور زغلول النجار استاذ الجيولوجيا ومدير معهد ماركيفلد للدراسات في بريطانيا ان البحث حول الحكمة من بناء الأهرامات سيضيف أبعاداً ورؤية هندسية لما كانت عليه حضارة الفراعنة، مؤكداً أن السبب وراء بناء الأهرامات ليس من أجل تثبيت الأرض مخافة من الزلازل وانما هي مقابر بناها الفراعنة لدفن الملوك العظام، لافتاً الى أن اللغة المصرية القديمة لم تشر الى وصف الأهرامات بالجبال التي خلقها الله لتثبت الأرض.

وأضاف الدكتور النجار أن الثابت علمياً أن مصر لم تقع في حزام زلازل منذ آلاف السنين وحتى في عهد الفراعنة.

وقال الدكتور عبد العظيم المطعني استاذ التفسير في جامعة الأزهر إنه ليس صحيحاً أن أهرامات مصر التي بناها الفراعنة هي جبال لمنع الزلازل لأن الفراعنة أخذوا من ثقل الأرض وردوه اليها، أي انها عبارة عن حجارة جلبوها من أماكن قريبة من مكان بنائها لبناء مقابر لهم وهم لا يعلمون مواطن الزلازل، والله تعالى يتحدث في القرآن عن الجبالا التي خلقها ولم يصنعها الانسان لقوله تعالى «وألقينا في الأرض رواسي» أي جبال موزعة توزيعاً حكيماً على سطح الأرض لتثبيتها. أما أهرامات الفراعنة فمأخوذة من الأرض.

وأوضح الدكتور المطعني أنه حسبما ذكرته المصادر لتاريخية، فمعلوم أن الفراعنة أقاموا أهراماتهم كنوع من الترف الفني، مما يشهد للفراعنة بالابداع والاتقان ويدل على درايتهم بالعلوم والمعارف المتقدمة الرفيعة المستوى.

يذكر أن «الشرق الأوسط» نشرت في الأسبوع الماضي دراسة تربط بين أهرامات مصر وأوتاد فرعون التي ذكرها القرآن الكريم. وزعمت الدراسة أن بناء الأهرامات كان لإحداث توازن في الأرض بعد تعرضها لزلازل عنيفة خلال العصر القديم.