رابطة العالم الإسلامي تدعو الى التقيد بالمنطلق الإسلامي في معالجة قضية فلسطين

TT

اوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي ان الرابطة تنطلق في صياغة موقفها من قضية فلسطين وما يحدث فيها من تطورات وازمات ومنعطفات من منطلق اسلامي، وهو المنطلق نفسه الذي تنطلق منه في مواقفها تجاه كل قضية اسلامية. وقال بمناسبة انعقاد ندوة المملكة العربية السعودية وفلسطين التي نظمتها دارة الملك عبد العزيز في الرياض ان الرابطة تبذل جهودها وتقدم مساعداتها وتساند شعب فلسطين وغيره من الشعوب والاقليات المسلمة من قاعدة العلاقة الايمانية التي تمثل ترابط المسلمين في ما بينهم وتحتم عليهم التعاون والتناصر والتكافل: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم.. انما المؤمنون اخوة.. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره».

واضاف ان هذا المنطلق الايماني يقتضي مساندة شعب فلسطين وتقديم العون له والتعاطف مع المحتاجين من ابنائه واغاثة ملهوفيهم وذلك من اصول تحقيق وحدة الامة «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وعن برامج الرابطة المتعلقة بفلسطين قال: «لقد اولت رابطة العالم الاسلامي قضية فلسطين اهمية كبرى في جميع دورات مجالسها الثلاثة، المجلس التأسيسي والمجلس الاعلى العالمي للمساجد، ومجلس المجمع الفقهي، وتبنت الامانة العامة للرابطة قضية فلسطين وساندت شعبها وقدمت له العون السياسي والاعلامي والمادي عبر التواصل المباشر مع لجانه ومنظماته، وعبر المؤتمرات والندوات وكذلك عبر المنظمات العربية والاسلامية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، بالاضافة الى جهودها عبر المنظمات الشعبية والمنظمات غير الحكومية في الساحتين الاسلامية والعالمية، وكذلك عبر ما تعده من مذكرات، وما تصدره من بيانات وكتب وصحف ومجلات.

واضاف: لقد سخرت الرابطة امكاناتها في هيئة الامم المتحدة بصفتها عضوا مراقبا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي من اجل خدمة قضية فلسطين، وقامت بجهد كبير في خدمة هذه القضية من خلال عضويتها في كل من منظمة المؤتمر الاسلامي والمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة، حيث اعلنت رأيها بما يجري في فلسطين من احداث، وما يعاني اهلها من مشكلات ومآس واضطهاد وقتل وطرد وتهجير، وما اصاب مدنها ومقدساتها من احداثات خطيرة غيرت المعالم الجغرافية لفلسطين.

وحول اسلامية قضية فلسطين والقدس، قال الدكتور التركي: اعتبرت الرابطة قضية فلسطين قضية اسلامية كبرى لما لها من مكان في قلوب المسلمين جميعا، وذلك لاسباب عقدية واسباب تاريخية، وتتعامل الرابطة مع قضية فلسطين وشعبها والمقدسات الاسلامية فيها وعلى رأسها المسجد الاقصى من منظار اسلامي شرعي يراعي الاصل العربي لها والارتباط الديني للمسلمين بمقدساتها، معلنة امام العالم كله ان فلسطين ارض عربية اسلامية مهما حاول اليهود المغتصبون تغيير معالمها وتزوير التاريخ لاغتصابها.

واوضح ان جميع الدورات التي عقدها المجلس التأسيسي وهي ست وثلاثون دورة والدورات التي عقدها المجلس الاعلى العالمي للمساجد وهي تسع عشرة دورة، اكدت ان فلسطين ارض عربية مسلمة، وهي ملك لجميع المسلمين، وان قضيتها قضية اسلامية وليست قضية قومية او اقليمية او دولية تخص شعب فلسطين وحده، واكدت كذلك على واجب جميع المسلمين في العالم في الوقوف الى جانب شعبها ومساندته وتقديم العون له لحل مشكلاته، ودعت الى اجتماع الامة المسلمة على موقف واحد لانقاذ فلسطين وانقاذ مدينة القدس واستردادها الى حوزة المسلمين لأنها مدينة عربية الاصل منذ ان بناها اليبوسيون العرب، ولانها محضا القبلة الاولى، وهي الارض التي وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها ارض مباركة.

وابان الدكتور التركي ان الرابطة عملت على تعميم التصور الاسلامي حول قضية فلسطين والقدس من خلال جميع المنابر والقنوات والوسائل التي تملكها، مما اسهم في توحيد التصور لدى شعوب الامة من قضية فلسطين انطلاقا من انها قضية اسلامية عامة، ودعا الى:

1 ـ وجوب اهتمام جميع المسلمين بما يجري على ارضها وبما يحدث فيها من عدوان على شعبها وعلى المقدسات الموجودة فيها.

2 ـ ضرورة وقوف الامة المسلمة حكومات وشعوبا في صف واحد يقدم النصرة اللازمة لقضية فلسطين.

3 ـ ربط شعب فلسطين بعقيدته الاسلامية وتقديم العون اللازم للمساجد والمدارس والمعاهد والجامعات الاسلامية في انحاء فلسطين.

4 ـ توحيد الصف الفلسطيني على مبادئ الاسلام والمساعدة على تصفية الخلافات التي تحدث بين فصائله واتجاهاته وابعاده عما يلهيه عن جهاده وعن دفاعه عن نفسه وعن المقدسات الاسلامية.

5 ـ عقد ندوات ومؤتمرات اسلامية لاحياء قضية فلسطين في نفوس المسلمين وتعريف شعوب العالم ودوله ومنظماته بالحق العربي والاسلامي في فلسطين.

6 ـ مواجهة الاعتداءات اليهودية على المسجد الاقصى وغيره من المساجد واعتبار ذلك عدوانا على جميع المسلمين في العالم.

7 ـ الحث على تعيين الائمة والدعاة والوعاظ والمدرسين للدعوة والتدريس في المساجد والمدارس الاسلامية في فلسطين.

8 ـ دعم انشاء لجان اسلامية لنصرة شعب فلسطين وتمكينه من مواجهة العدوان عليه وتقديم العون المالي والاغاثي له تخفيفا عنه في محنته.