منع خطيب مسجد من الخطابة بمصر أفتى بوجوب قتل السياح اليهود 

علماء الأزهر اعتبروا الفتوى جائرة وتخالف تعاليم الإسلام

TT

اعتبر علماء أزهريون فتوى الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي إمام وخطيب مسجد عماد راغب بمدينة السادس من اكتوبر بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة بوجوب قتل اليهود الذين يأتون إلى مصر أو أي بلد إسلامي بمثابة دعوى تحريض على سفك الدماء بدون وجه حق، واصفين الفتوى بأنها «جائرة ومخالفة لكل تعاليم الاسلام الذي يدعو الى السماحة والعدل ونبذ الظلم وعدم مؤاخذة البريء بذنب الجاني»، فيما قررت وزارة الأوقاف المصرية إلغاء ترخيص الخطابة للدكتور حجازي وطلبت من مديرية اوقاف الجيزة التابع لها المسجد والذي يلقي فيه الدكتور جحازي خطبه منعه من الخطابة لعدم التزامه بالضوابط المحددة للخطباء من قبل الوزارة، فضلا عن استغلاله المنبر في اعمال من شأنها اثارة المصلين.

وقال الشيخ إسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة لـ«الشرق الأوسط» إن خطابا جاءه من الوزارة بالمطالبة بإلغاء ترخيص الدكتور صفوت حجازي الذي يعمل كخطيب بالمكافأة ومنعه من الخطابة بأي مسجد، فنفذت ما جاء بالخطاب، فيما حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالدكتور صفوت حجازي ليشرح موقفه ورؤيته وأسانيده للفتوى التى أصدرها، إلا أنه لم يرد على هاتفه النقال.

وفي تعليقه على الفتوى قال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر، وكيل لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان المصري سابقا، ان هذه الفتوى غير صحيحة وتفتقد الى البرهان والدليل الشرعي لأن اليهود الذين يأتون الى مصر أو إلى أي بلد إسلامي آخر لهم عقد أمان وبالتالي لا يستطيع أي مسلم أن يخرق عقد الامان الذي يعيش في ظله اليهود سواء كانوا مواطنين أصليين أو مؤقتين (كسياح مثلا) لان الذي يعطي عقد الامان هو ولي الامر وهو وحده الذي يستطيع ان يلغيه.

وأوضح بيومي أن الإسلام نظم العلاقات بين الناس على اساس السماحة وعدم التعصب وأن تنظيم عقد الامان يخضع لتنظيم العلاقات بين الدول لأن حرمة الدم يحفظها الاسلام للإنسان في كل موقف.

وتابع قائلا: إننا نقدر من يشعر بالعداء تجاه إسرائيل بل ونشاركه شعوره لأن إسرائيل تجاوزت في عدوانها ضد العرب والمسلمين في فلسطين ولبنان كل الحدود بمنهج عشوائي لا يستهدف الا السخرية من كرامة العرب والمسلمين. ووصف الدكتور احمد عبد الرحيم السايح، استاذ العقيدة ومقارنة الاديان بجامعة الازهر، الفتوى باستباحة دم اليهود الذين يأتون الى مصر بانها «فتوى جائرة ومخالفة لكل تعليم الاسلام لأنه لا يجوز إيذاء من يعيش بموجب عقد أمان، كما لا يجوز إيذاؤهم بموجب ما تفعله إسرائيل في عدوانها ضد اخواننا في فلسطين وما فعلته في لبنان أخيرا لأن الإسلام لا يجيز اخذ البريء بذنب الجاني وذلك حسب نص القرآن الكريم في قوله تعالى: لا تزر وازرة وزر أخرى.. وقول الله تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم». ويؤكد الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة، ان الافتاء بجواز قتل اليهود الذين يأتون الى مصر ليس صحيحا ولا واقعيا وان الفتوى بذلك تفتقد الى الادلة الشرعية لان اليهودي الذي ياتي الى مصر او أي بلد آخر طالما لم يبد منه عداء ولم يحرض على حرب ضد المسلمين ويعتبر معاهدا أو مستأمنا أو موادعا فان إيذاءه لا يجوز شرعا. ويضيف الشيخ البدري أن إسرائيل بالرغم من موادعة بعض الدول لها سواء كانت إسلامية أو عربية فإنها تظل محاربة، وكل من على أرضها يعد مغتصبا لفلسطين، إلا انه لا يقتل إلا من حمل السلاح وجاهر بالعداء للعرب والمسلمين لان هناك جماعات من اليهود في دولتهم قاموا بمظاهرات يطالبون فيها بوقف الحرب وسفك الدماء في لبنان وفلسطين ويدعون إلى السلام، هؤلاء لا يعدون محاربين وإنما يعدون مسلمين يريدون الدخول في السلم مع المسلمين.