علماء سعوديون يجيزون تطبيق الحدود الشرعية في الأشهر الحرم

TT

أكد الشيخ عبد المحسن العبيكان الفقيه السعودي والمستشار القضائي في وزارة العدل، جواز إقامة الحدود الشرعية في الأعياد وفي الأشهر الحرم، نافيا وجود أية أدلة شرعية تمنع ذلك. يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه علماء دين وخبراء شؤون إسلامية توقيت إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى المبارك المفترض أن يكون مناسبة للتآلف والمصالحة بين المسلمين. وأيد الدكتور محمد النجيمي عضو المجمع الفقه الإسلامي ما ذكره العبيكان بعدم وجود أي موانع شرعية من إقامة الحدود الشرعية في الأشهر الحرم أو الأعياد، منوها إلى انه من الناحية الأخلاقية لا ينبغي تنفيذ الحدود.

واستدرك حديثه انه في حال وجد في القوانين الوضعية أو في النظام المتبع للدولة المعنية منع إقامة الحدود في الأعياد ينبغي الالتزام به وعدم تجاوزه في السياق ذاته قال الشيخ سعد العتيبي عضو هيئة التدريس في قسم السياسة الشرعية في معهد العالي للقضاء، أنه ما كان محرما سابقا هو البدء في القتال في الأشهر الحرم، مؤكدا نسخه من قبل الصحابة و التابعين ليتم إباحة البدء في القتال في أي وقت متى ما ظهرت المصلحة.

وأفاد العتيبي عدم ارتباط توقيت تطبيق الحدود الشرعية والقصاص إلى جانب التعزيرات بمسألة بدء القتال و الحرب في الأشهر الحرم، مفيدا أن توقيت تنفيذ الأحكام يرجع لولي الأمر فهو من يقرر بتوقيت إيقاعها ويقتصر على القاضي إصدار الحكم وليس تطبيقه واختيار التوقيت وحول ما سببته مشاهد الإعدام عبر الشاشات المتلفزة للرئيس العراقي السابق من مخاوف التصعيد الطائفي ما بين العراقيين ومدى تأثيرها على المدى البعيد والقريب للمصالحة الوطنية، توقع سليمان الشمري المحلل السياسي تجاوز العراقيين لما جرى في حال وجود أية بوادر لتعيين أعضاء من حزب البعث ضمن الحكومة العراقية الحالية، مشيرا إلى أن الأمر متعلق بمدى المعالجة السياسية للموقف. وفيما يتعلق باستشراف المستقبل عقب إعدام صدام والذي عارضه عديدون لتزامنه مع أول أيام عيد الأضحى وفي احد الأشهر الحرم، فأكد أنه إما أن يكون تصعيدا طائفيا أو انحسارا لعمليات الميليشيا المختلفة دون وجود مرحلة وسطى ما بين الأمرين، داعيا الأطراف جميعهم إلى فتح صفحة جديدة في التاريخ العراقي.

واتفق عبد الله الحمود، محلل سياسي ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام و الاتصال، على حقيقة التجاوز للمرحلة الراهنة، وإنما اعتبره تجاوزا ووفاقا حذرا، مشيرا إلى اعتياد العراق على مثل هذه التجارب، رغم تخوفه في الوقت ذاته من حال عناصر الصراع في عراق اليوم والذي أعدها بالمخيفة حيث تقاطع المصالح فيما بينها واحتدام حالة الثأر.

وأوضح الحمود أن العقلية الثأرية التي رشحت من خلال آلية توقيت وتنفيذ الحكم تنذر بمخاطر قد يشهدها العراق، مرشحا احتدام النزاع الطائفي ما بين كافة الفرقاء العراقيين. واستبعد موافقة البعثيين الصداميين على الانخراط في الحكومة العراقية الحالية عقب إعدام الرئيس السابق. وفيما يتعلق بالبعثيين المستقلين سيفوت انخراطهم كما ذكر فرصة تأجيج الصراع من قبل الصداميين. وقال الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية لـ«الشرق الأوسط» في حديث سابق، إن حكم الإعدام بحق الرئيس صدام حسين، لم يصدر من جهة إسلامية، بل صدر من جهة محتلة. ورأى الشيخ المنيع، أن حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق، هو حكم أميركي، وقال «كان من اللازم أن يقوم العراقيون أنفسهم بمعاقبة صدام، وليست تلك الدولة المحتلة». واعتبر مجلس الشؤون الإسلامية في الولايات المتحدة في تصريح سابق توقيت الإعدام بأنه يعكس افتقارا للحساسية وسوءا للتقدير، بينما وصف محمد عيسى أستاذ الشؤون العربية والإسلامية في جامعة شيكاغو الإعدام في مناسبة دينية بأنه سيوسع الفجوة بين الطوائف في العراق، وقال إن هذا الوقت هو أصلا للتسامح والاقتراب من الله، فلماذا يستخدمون هذه المناسبة للانتقام؟ وتساءل «الم يكن بمقدورهم الانتظار أسبوعا آخر»؟ واعتبر شاكل سعدي المدير التنفيذي لمجلس الشورى في جنوب كاليفورنيا أن رد الفعل سيكون سلبيا من جانب السنة في العراق. كما انتقد شبيب مرياطي، وهو شيعي وعضو مجلس إدارة مسجد أهل البيت في بومونا في كاليفورنيا، توقيت الإعدام، مشيرا إلى أن هذا وقت المصالحة، ولكن بالتأكيد توقيت الإعدام سيؤدي إلى زيادة سوء الأوضاع وتصاعد العنف.