شريف: نركز على إشاعة روح التسامح والحوار والتعايش في كردستان العراق

في ندوة «نحو رؤية معاصرة للفكر الإسلامي»

TT

عقد أواخر الشهر الماضي مؤتمر عن الفكر الإسلامي في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وكانت الجهة التي قامت بتنظيم هذا المؤتمر هي منتدى الفكر الإسلامي في كردستان تحت رعاية السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق.

رئيس منتدى الفكر الإسلامي هو الدكتور محمد شريف، النائب في البرلمان العراقي، وهو من المهتمين بالفكر الإسلامي في كردستان العراق وله مؤلفات وكتابات كثيرة في هذا المجال، آخرها (تجديد الموقف الإسلامي ـ في الفكر والفقه والسياسة). التقت «الشرق الأوسط» بالدكتور شريف لإلقاء الضوء على أهم أهداف المنتدى والأفكار التي تم طرحها في المؤتمر الذي عقد في أربيل عاصمة الإقليم بين 26 و28 فبراير (شباط) الماضي، والذي تميز بجودة عالية في التنظيم والخدمات، على الرغم من كونها التجربة الأولى للمنتدى.

يقول الدكتور شريف إن من أهم أهداف المنتدى هو إشاعة روح التسامح والحوار والتعايش في العراق عموما وفي كردستان خصوصا. وإننا بدورنا نركز على المنطقة الكردية، لأن هناك مؤسسات أو جمعيات فكرية إسلامية مماثلة في كثير من الدول العربية والأوروبية، ولكن لم توجد في كردستان مؤسسة فكرية إسلامية مستقلة وغير حزبية تساهم في نشر الأهداف التي ذكرناها. وأضاف الدكتور شريف بأن «المنطقة الكردية عانت مثلها مثل بقية العالم الإسلامي من الإرهاب والعنف المتأتي من النظرة المتشددة للأمور والغلو في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فنرجو من خلال المنتدى مواجهة هذا الفكر المتطرف الذي ربما استطاعت السلطات الكردية لجمه وتحجيم وتحديد نشاطاته عن طريق تجفيف منابعه وكشف الخلايا الإرهابية واعتقال أعضائها. ولكن هذا في رأينا لا يكفي، فالفكر المتطرف ينبغي أن يواجه بالفكر المتسامح المؤمن بالحوار والتعددية في الأفكار والرؤى المختلفة.

وحول الدوافع السياسية الخارجية لتأسيس المنتدى وعقد المؤتمر يقول الدكتور شريف «ظهرت في الآونة الأخيرة حملة ظالمة ضد الكرد من قبل بعض الكتاب والصحافيين والقنوات الفضائية، تروج لإشاعات هي من صنعهم أنفسهم، كقولهم بأن الكرد ابتعدوا عن الإسلام ويتجهون نحو اللادينية، مثل المفكر المصري المعروف الدكتور محمد عمارة الذي قال في مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية إنه في كردستان العراق تمنع الدراسات الإسلامية والعربية منعا باتا، هذا طبعا على سبيل المثال وليس الحصر. فنحن أردنا من خلال هذا المؤتمر أن نعلن للعالم أجمع بأن الشعب الكردي لا يزال يعتبر نفسه شعبا مسلما، ينشد السلام والأخوة مع بقية الشعوب الإسلامية الأخرى».

وعن الكيفية التي حاول القائمون من خلالها تصحيح هذه النظرة الخاطئة والرد على تلك الإشاعات وتأكيد انتماء الكرد إلى الدين الإسلامي عقيدة والتزاما وعاطفة، قال الدكتور شريف «وجهنا دعوات إلى مفكرين كبار في العالم الإسلامي الذين تُقرأ كتاباتهم من قبل شريحة كبيرة من المسلمين مثل المفكر المصري فهمي هويدي والمفكر الكردي السوري محمد سعيد رمضان البوطي والمفكر العراقي محسن عبد الحميد والمعهد العالمي للفكر الإسلامي والدكتور أحمد السائح من جامعة الأزهر والصحافي الكبير رجائي فايد والمفكر في الاقتصاد الإسلامي الدكتور علي قره داغي، ولكن للأسف حضر بعض هؤلاء والبعض الآخر اعتذروا عن عدم الحضور لارتباطهم بنشاطات أخرى في الوقت نفسه».

أما من حيث الإطروحات والبحوث التي جرت مناقشتها في المؤتمر، فيرى الدكتور شريف أنه «بجانب البحوث التي قدمت عن مواضيع مثل الحوار وأهميته في واقعنا المعاصر، وفلسفة التعايش الديني، والمجتمع المدني في الإسلام، وظاهرة التطرف والغلو وسبل مواجهتها وعلاجها، رأينا أن تكون من بين المواضيع المطروحة بحوث تتناول دور الكرد في الحضارة الإسلامية، والقومية والإسلام من رؤية معاصرة، والتعايش بين الأديان والمذاهب المختلفة في كردستان العراق، وحقوق الأمة الكردية من منظور إسلامي، وكيفية الحفاظ على الهوية القومية والإسلامية في آن واحد».

يذكر أن من بين توصيات المؤتمر في نهايته، أن يعقد المؤتمر سنويا ويدعى له مفكرون من مختلف أنحاء العالم لإغناء الفكر الإسلامي ومعالجة المشاكل التي تواجه المسلمين عموما وفي العراق على وجه الخصوص.