أئمة من الشرق الأوسط يصلون الجمعة تحت قبة الكونغرس مع عضو الكونغرس المسلم

TT

صلى، يوم الجمعة الماضية، وفد من ثمانية أئمة وعلماء مسلمين من مصر والأردن وسورية صلاة الجمعة في غرفة تحت قبة الكونغرس، وهناك قابلوا كيث اليسون عضو الكونغرس المسلم الوحيد (ديمقراطي من ولاية منيسوتا). وجاء الوفد الى واشنطن في زيارة لثلاثة اسابيع، نظمها معهد «اميديست» (خدمات التعليم والتدريب الشرق أوسطية الأميركية)، الذي يعمل، منذ نصف قرن، في مجال تقوية التفاهم والتعاون المشترك بين شعوب الشرق الأوسط والشعب الأميركي. ودفع تكاليف برنامج الأئمة قسم الشؤون الثقافية والتعليمية في وزارة الخارجية، كجزء من برامج لزيادة التفاهم الديني بين الأميركيين والمسلمين. وهذا ثاني وفد ديني يشرف عليه «أميديست». كان الأول في السنة الماضية، وسيكون الثالث في مايو (آيار)، عندما يذهب إلى مصر والأردن، وفد رجال دين وعلماء دين أميركيين.

وترآس الوفد الحالي القس نبيل حداد، رئيس مركز أبحاث التعايش بين الأديان في الأردن. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رئاستي للوفد برهان آخر للأميركيين على مدى التسامح الديني في الشرق الأوسط. يعتقد كثير من الأميركيين أن هناك فجوة عميقة بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط. ونحن نقول لهم، من خلال هذا الوفد، مسلمين ومسيحيين، اننا نتعايش في سلام ووئام».

وقال محمود عبد الله، أمام مسجد عمر بن عبد العزيز في بروكس في القاهرة: «لم نأت الى هنا لنغير الأميركيين، او ليغيرنا الأميركيون. أتينا لدعم الحوار مع الآخر، وهذه سياسة وضعتها وزارة الأوقاف المصرية». وأضاف: «وجدنا الأميركيين شعبا منظما ويحترم القانون، لكنهم لا يعرفون الاسلام والمسلمين معرفة صحيحة. وجدناهم يخلطون بين الاسلام والارهاب. ونحن نقول لهم ان الارهاب لا دين له، وان الاسلام دين التسامح والتآخي».

عندما دخل الائمة مكان صلاة الجمعة في الكونغرس، لم يتوقعوا ان يقابلوا عضو الكونغرس، لأن مسؤولا في مكتبه كان قال إنه مشغول في جلسة مهمة عن الميزانية. لكنهم فوجئوا به يدخل مباشرة قبل الصلاة، ويصلي معهم. وبعد الصلاة احاطوا به، وحضنوه، وقبلوه، ودعوا له دعوات صالحات بالتوفيق.

وقال له أبو الانوار مصطفى، امام مسجد في القاهرة: «نحمد الله كثيرا على انتخاب اول مسلم في الكونغرس الأميركي، ونسأل الله ان يرعاك ويحفظك ويوفقك». وأضاف: «في هذه اللحظة الحماسية والعاطفية، اقول لك: انت لست مسؤولا عن مسلمي اميركا فقط في الكونغرس، انت مسؤول عن مسلمي العالم في الكونغرس». واضاف: «نرجوك، انقل لهم قضايا المسلمين. انقل لهم قضايا القدس، وفلسطين، والعراق، وافغانستان، والصومال، ودارفور. هذه امانات في عنقك، وليوفقك الله».

ووجه له د. محمد وهبي سليمان، استاذ الفقه ومدير قسم الدراسات في دار الفكر في دمشق، دعوة لزيارة سورية وبقية دول المنطقة، وقال له: «انتخابكم تاريخي. وستكون زيارتكم لنا تاريخية».

ووعد النائب اليسون بزيارة المنطقة، وقال انه سيبذل كل ما يستطيع لتقديم صورة ايجابية عن الاسلام والمسلمين، داخل الكونغرس وخارجه.