رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران: تفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي ضرورة لمواجهة تحديات العولمة

الشيخ محمد علي تسخيري لـ«الشرق الأوسط»: التقريب بين المذاهب الإسلامية حقق نجاحا كبيرا

TT

اشاد الشيخ محمد علي تسخيري رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية ومستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران بالنجاح الذي تحقق في مجال التقريب بين السنة والشيعة، مؤكدا ان المساحة المشتركة بين السنة والشيعة تصل الى 95% ولا تتجاوز نسبة الاختلاف 5% وهو اختلاف طبيعي نتيجة لحرية الاجتهاد.

وقال ان رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية تبذل جهودا كبيرة لتحقيق التقارب بين المذاهب الاسلامية فقد انشئت مجمعا عالميا للتقريب بين المذاهب وجامعة عالمية لتدريس المذاهب في طهران. ودعا في حواره مع «الشرق الاوسط» على هامش مشاركته في المؤتمر الاسلامي الدولي في القاهرة الى تفعيل دور منظمة المؤتمر الاسلامي والنهوض بها وتعميق العلاقات بين الدول الاسلامية لمواجهة التحديات الثقافية التي تحيط بالأمة.

واكد ان المرأة الايرانية تتمتع بالحرية وتساهم في صنع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومختلف المجالات. وقال: انه لا يوجد صراع بين المحافظين والاصلاحيين في ايران، وانما هناك اختلاف في بعض القضايا لا يرقى الى درجة الصراع.

* ما أهم الانشطة التي تقوم بها رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية؟

ـ الرابطة تشرف على جميع الانشطة الثقافية الايرانية في الخارج وتصدر حوالي سبعين مجلة وتشرف على المستشارين الثقافيين ودور الثقافة الايرانية في دول العالم، وتتولى الرابطة اختيار الوفود التي تشارك في المؤتمرات الدولية وتعمل على ايجاد حلقات للحوار بين المذاهب الاسلامية والاديان الآخرى، وتختص الرابطة ايضا بإرسال العلماء ومسؤولي المراكز الاسلامية وقراء القرآن الى الخارج، فإيران لها اكثر من ثمانية مراكز ثقافية في مختلف انحاء العالم، والرابطة تقدم مساعدات ثقافية لكل المسلمين في العالم ومن ضمن انشطتها العمل على تحقيق التقارب والتفاهم بين المذاهب الاسلامية.

* ما الذي استطاعت الرابطة تحقيقه في مجال التقريب بين المذاهب؟

ـ محاولات التقريب بين المذاهب بدأت منذ قيام الثورة الاسلامية، فقد تم انشاء مجمع عالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على غرار دار التقريب بين المذاهب الاسلامية التي انشئت في الخمسينات بالقاهرة، وهذا المجمع انشأ جامعة عالمية في طهران لتدريس المذاهب الاسلامية وايجاد روح التقارب والتعاون بين المسلمين. وقد عقدت الرابطة عشرات المؤتمرات شارك فيها علماء من مختلف المذاهب. وقد شاركت ـ ممثلة لايران ـ في مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي، وهناك عشرات الكتب التي صدرت عن الرابطة لاشاعة روح التقريب بين المذاهب.

* ما مدى النجاح الذي حققته هذه الجهود؟

ـ اعتقد ان نجاحا كبيرا قد تحقق فلا يوجد مؤتمر دولي الا ويدعو الى نبذ الخلافات، وفي المؤتمرات التي يعقدها المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية سنويا تكون هناك دعوات عديدة الى نبذ الخلافات وتبني مواقف محددة وموحدة بعيدا عن الاختلافات المذهبية وهو ما يؤكد ان التقريب بين المذاهب يتقدم بشكل طبيعي.

* بعيدا عن الندوات والمؤتمرات وما يصدر عنها من توصيات، هل، على المستوى الفقهي، صدرت كتب تجمع الآراء الفقهية وتدرسها دراسة جيدة ثم تستخلص منها آراء تلائم كل المسلمين؟

ـ هناك اتجاهات طيبة في الجامعات وهناك كتب كثيرة نشرت تحاول ان تتبين المساحات المشتركة بين المذاهب الاسلامية ومن ذلك انني توصلت الى أن 90% من الآراء الفقهية هي من المساحات المشتركة بين السنة والشيعة، اما نسبة الخلاف فلا تتجاوز 5% وهذا خلاف طبيعي ناتج عن حرية الاجتهاد واعتقد ان التقريب بين المذاهب تجاوز مجرد الحديث بين العلماء في الندوات والمؤتمرات وتحول الى اتجاه جماهيري فالمسلمون بدأوا يتناسون الخلافات الماضية والتركيز على المساحات المشتركة.

* في الفترة الاخيرة شهدت العلاقات العربية ـ الايرانية تقاربا ملحوظا، هل هذا التقارب نتيجة لتلك الروح والجهود التي بذلت في مجال التقريب بين المذاهب؟

ـ اعتقد ان مسألة التقارب في العلاقات العربية ـ الايرانية مبدأ اصيل تتبناه ايران منذ قيام الثورة الاسلامية والحمد لله شهدت هذه العلاقات تقدما كبيرا في الفترة الاخيرة، فعلاقات ايران بالجزائر وبالسعودية ومصر اصبحت جيدة لكن المشكلة ان اعداء الاسلام واعداء الوحدة الاسلامية يتحركون بنشاط لايجاد خلافات وتشنجات، لكن مع مرور الزمن ننتصر على هذه التشنجات والتوترات، وقد عمل الرئيس الايراني محمد خاتمي على جعل هذه الروح التقريبية سياسة عامة ظهر اثرها في انفتاح ايران على الدول العربية وعقدت ندوات ومؤتمرات عديدة تؤكد عمق العلاقات العربية ـ الايرانية.

* كيف تستطيع الدول الاسلامية مواجهة التحديات خاصة في ظل العولمة ومحاولات الدول الغربية فرض هيمنتها علينا؟

ـ اعتقد اننا نستطيع ـ اذا كنا جادين ـ مواجهة هذه التحديات من خلال تقوية منظمة المؤتمر الاسلامي ورفع مستوى فاعلية اجهزتها حتى يمكن ان تتحول قراراتها الى قرارات ملزمة للدول الاعضاء وبذلك تستطيع النهوض بامكاناتها الذاتية وتعميق العلاقات بين المسلمين ومواجهة كل انماط الهجوم الثقافي على الامة الاسلامية وهذا يتطلب تحرير المنظمة من السياسات الفردية والشخصية ونقلها الى مستوى الاسلام الشمولي لكل الدول الاسلامية.

* منذ وصول الرئيس محمد خاتمي الى السلطة ووسائل الاعلام الغربية تتحدث عن الصراع في ايران بين المحافظين وانصار الانفتاح، فهل هناك صراع بالفعل؟

ـ لا نستطيع ان ننكر ان هناك خلافات بين الاجنحة، وهذه الخلافات حالة طبيعية اذا كانت هناك حرية سياسية وتنمية سياسية في أي بلد، لكن هذا الخلاف لا يرقى الى مستوى الصراع لان كل الاجنحة تلتزم بأفكار الامام الخميني وتتبع خليفته الامام خامنئي والكل يعرب عن طاعته لهذه القيادة، لكنهم يختلفون في مجال تقييم بعض الاحداث السياسية والاقتصادية، وحتى بالنسبة لمساحة الحرية المعطاه للأحزاب هناك اختلاف عليها لكن هذا الاختلاف لا يرقى ـ كما ذكرت ـ الى درجة الصراع.

* ما مدى تمتع المرأة الايرانية بحقوقها؟ ولماذا يُتهم المجتمع الايراني باضطهاد المرأة؟

ـ المرأة في ايران تتمتع بقدر من الحرية اكبر من أي بلد آخر عربي أو اسلامي فالمرأة الايرانية اليوم تساهم في صنع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبرلمانية والاعلامية والتعليمية والفنية والمرأة تحظى بمكانة رفيعة وفي نفس الوقت تحافظ على عفتها وطهارتها، بالاضافة الى نبذ كل ما ينافي الاخلاق الاسلامية.

=