المشيخة الإسلامية في مقدونيا تدعو إلى وقف القتال في البلاد

TT

أصدرت المشيخة الاسلامية في مقدونيا والتي تعرف باسم «الاتحاد الاسلامي في جمهورية مقدونيا» اخيرا بيانا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه حول الاحداث التي تشهدها مقدونيا تعبر فيه عن موقفها مما يجري في البلاد، والذي تساءلت فيه المشيخة الاسلامية عن «كيف يمكن لأولئك السياسيين والمثقفين والصحافيين ورجال الدين ممن ساهموا بشكل مباشر وغير مباشر في اثارة الحروب الدينية والعرقية في كرواتيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو والآن في مقدونيا ان يواصلوا جرائمهم البشعة، ألم تصعب عليهم رؤية مئات الالاف الذين بعثوا بهم الى ما تحت الارض؟ ألم يصعب عليهم رؤية المشردين والاطفال الذين يتموا بسبب اطماعهم العنصرية؟». ويؤكد بيان المشيخة الاسلامية الموقع من قبل المفتي عارف اميني على القول «نحن على يقين وبينة ان الذين يقفون وراء التمييز العنصري ستطالهم يد العدالة ان لم يكن في هذه الدنيا فيوم القيامة امام العدالة الالهية، كما ان احقادهم ستحرق اطفالهم واسرهم، وسترسي تلك الاحقاد المزيد من الضغائن العرقية والدينية». وعقد مجلس الشورى الاسلامي التابع للمشيخة الاسلامية في مقدونيا جلسة طارئة بعد الاحداث الاخيرة باعتباره اعلى سلطة دينية اسلامية في البلاد بحث فيها الاحداث الجارية وانعكاساتها وتداعياتها وخلص الى ان ما يجري يأخذ طابع التطهير العرقي والابادة الجماعية وممارسة سياسة الارض المحروقة وهو ما اشار اليه بيان المشيخة الاسلامية، حيث ذكر بان اغلبية السكان «لا يستجيبون للنداءات المتكررة بالجلاء عن قراهم خشية ان لا يستطيعوا العودة اليها مرة ثانية لانها ستدمر. وتحذر المشيخة الاسلامية في بيانها من ان القرى التي هجر منها اهلها، حيث تعرضت للدمار الكامل والزوال واصبحت اثرا بعد عين دليل على ذلك ان الذين تركوا قراهم في منطقة شارا والمرتفعات المحيطة بالعاصمة سكوبيا لا يستطيعون العودة اليها، وهو تكرار لما حدث في يوغوسلافيا السابقة، حيث لا يزال المهجرون ينتظرون العودة من دون جدوى، بسبب ان بيوتهم احرقت او ان العنصريين يمنعونهم من ذلك ولم يستطع المسلمون العودة ولا بناء مساجدهم التي دمرها المعتدون».

وتصر المشيخة الاسلامية في بيانها على تأكيد موقفها الرافض لتهجير الالبان من قراهم، وتناشد المسلمين بألا ينزحوا عن بيوتهم وقراهم وألا يهجروا مناطقهم، ونددت المشيخة الاسلامية بممارسات الجيش السلافي المقدوني الذي هدف الى «التدمير الواسع للبنية التحتية في مناطق الالبان المسلمين، وتعمدها تدمير ما يزيد عن 18 جامعا بالدبابات والطائرات بشكل مقصود ومتعمد وخاصة في منطقة كومانوفو وكل ذلك يصب في خانة التمييز العنصري والتطهير العرقي والديني». واضاف البيان ان الاتحاد الاسلامي وقياداته تعي عواقب وتبعات الكراهية والاحقاد الدينية والعرقية ومن منطلق المساواة والعدالة لن تسمح لنفسها بان ترد على العدوان او ان تدخل في لعبة مفروضة، طعامها الارواح البشرية، وانه من منطلق هذه اللعبة فان نداءنا من اجل السلام ووضع حد للصراع المسلح اصطدم بجدار رفض لدى السياسيين والمسؤولين السلاف في مقدونيا». ويستطرد البيان قائلا «قررنا في هذا الوقت العصيب الذي يعيش فيه الكثير من المدنيين ومعظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ مأساة حقيقية، توجيه نداء وقف اطلاق النار، حيث ان حياتهم مهددة من قبل الدبابات والطائرات المروحية والنفاثة وغيرها من الاسلحة الثقيلة لدى الجيش السلافي المقدوني». واضاف البيان «ان كل ما يحدث الآن من قصف للقرى الآهلة بالسكان المدنيين (36 ألفا) بعيد عن كل منطق، ولهذا نناشد جميع اصحاب النيات الحسنة والمحبين للسلام في العالم ان يدركوا جوهر المشكلة، وفي مقدمة ذلك الرئيس المقدوني بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة ان يأمر فورا بوقف اطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الانسانية للمدنيين المعرضة ارواحهم للخطر، كما نطلب من الجهات الحكومية المعنية توفير الحماية وضمان حياة جميع المسلمين وارواحهم وممتلكاتهم في كافة انحاء مقدونيا، كما نناشد السياسيين بعدم التخلي عن الحوار البناء باعتباره الخيار الوحيد لحل الازمة الراهنة، ونناشد المجموعات الالبانية المسلحة ان لا تستهدف المدنيين».

كما تحدثت المشيخة الاسلامية في بيانها عن هدفها من اصداره «الهدف الاساسي من اصدار البيان الموجه للرأي العام ان نؤثر في ضمير جميع من لهم تأثير على الازمة الراهنة وان يبذلوا قصارى جهودهم في الاتجاه الصحيح قبل ان تشتعل حمية الحرب وتثور المشاعر بالكامل».