مصادمات بين الصرب والشرطة في بنيالوكا إثر وضع حجر الأساس لجامع الفرهادية

TT

جرت مظاهرات عنيفة في مدينة بنيالوكا اخيرا على اثر وضع حجر الاساس لجامع الفرهادية ببنيالوكا بين الصرب والشرطة المحلية التي كانت حازمة هذه المرة في الرد على تطرف الشارع الصربي الذي لا يقبل الآخر حتى وان كان شريكا له في الارض والتاريخ واللغة، وقد تمت المواجهات العنيفة عقب وضع حجر الاساس لجامع الفرهادية التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه الى سنة 1557 وكان قد تم تدميره في مايو (أيار) عام 1993 على يد الميليشيات الصربية.

وكانت «الشرق الأوسط» قد اتصلت بالشيخ ادهم تشامجيتش، مفتي بنيالوكا حيث افاد بأن الوضع الامني مستتب، الا ان الانفجار حدث بعد ذلك وقد حمل العشرات من الجرحى في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الصرب الى المستشفيات وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن حالات بعض الجرحى خطيرة. الى ذلك وصف الدكتور مصطفى تسيريتش رئيس العلماء ما جرى بأنه مأساة وقال ان هناك مجموعات من الصرب من مخلفات التطور لم تستوعب عملية السلام ولا تعي المتغييرات داخل البوسنة وفي القارة الاوروبية والعالم.

واضاف: «نحن بحاجة للمزيد من اليقظة والتعاطي مع الامور بحنكة وصبر». وذكر بان عدد المتظاهرين يفوق ما حصل في السابع من مايو الماضي عندما منع المتظاهرون المشيخة الاسلامية من وضع حجر الاساس لجامع الفرهادية ولكن الشرطة هذه المرة كانت حازمة ومنعت المتظاهرين من ايقاف مسيرة اعادة بناء المسجد ولذلك حصل ما حصل من مواجهات كان الصرب من دفع ثمنها هذه المرة.

وأعرب الشيخ أدهم تشامجيتش عن أمله مجدداً في مساعدة المسلمين في العالم لإعادة بناء جامع الفرهادية بعد وضع حجر الأساس له، وقال هناك 17 مسجداً آخر في بنيالوكا هدمها الصرب أثناء الحرب تنتظر من يعيد بناءها.

وكانت الهيئة السعودية العليا لمساعدة مسلمي البوسنة والهرسك قد قامت ببناء وإعادة بناء ما يزيد على 160 مسجداً وتأثيث أكثر من 400 مسجد ويأمل المسلمون في البوسنة والهرسك وخاصة المشيخة الاسلامية في أن تواصل الهيئة السعودية العليا التي يرأسها الأمير سلمان بن عبد العزيز جهودها في إتمام إعادة بناء ما تبقى من مساجد وخاصة جامع الفرهادية ببنيالوكا.

وقال رئيس العلماء في البوسنة والهرسك لـ «الشرق الأوسط»: كلنا نتطلع إلى ذلك وكلنا أمل في تحقيق هذه الأهداف بمساعدة اشقائنا.

وكان الصرب والمسلمون قد اتفقوا على أن يكون يوم الاثنين الماضي الموعد الجديد لوضع حجر الأساس لجامع الفرهادية التاريخي الذي تم بناؤه في القرن الخامس عشر الميلادي على يد الوالي العثماني فرهاد باشا والذي تم تفجيره من قبل الصرب في السابع من مايو 1993 وقد فشلت محاولة سابقة قام بها المسلمون في السابع من مايو الماضي، بعد مهاجمتهم من قبل مجموعات صربية قدمت من مناطق بوسنية مختلفة يسيطر عليها الصرب، وأضرمت تلك المجموعات النار في الحافلات التي أقلت القادمين للاحتفال بوضع حجر الأساس للجامع والسيارات الدبلوماسية واعتدت على الضيوف الاجانب الذين قدموا للمشاركة في الاحتفال بوضع حجر الاساس لجامع الفرهادية حيث تم حرق ثماني حافلات ومجموعة من السيارات. وقد لاقت تلك الاعمال التي وصفت بالوحشية والبربرية موجة من التنديد الدولي داخل البوسنة والهرسك.